رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السر الجديد والعجيب أنا أنظر سراً جديداً وعجيباً. أُذناي تدوِّي بأنشودة الرعاة، مزمِّرين لا بأغنية رخيمة، بل مرنِّمين بكل قوة ترنيمة السماء. الملائكة يرتِّلون، ورؤساء الملائكة يمزجون أصواتهم في تناغم. الشاروبيم ينشدون تسبحتهم البهيجة، والسيرافيم يمدحون مجده. الكل متآزر في إطراء هذا العيد المقدس، وقد نظروا اللاهوت هنا على الأرض، والإنسان هناك في السماء. الذي هو فوق، الآن يسكن من أجل فدائنا هنا أسفل، والذي كان أسفل ارتفع بموجب الرحمة الإلهية. بيت لحم، في ذلك اليوم، تُماثِل السماء، إذ تسمع من النجوم أصداء الأصوات الملائكية؛ وعِوَضاً عن الشمس، تطوي شمس البر بيت لحم من كل صوب. ولا تَسَلْني كيف؟ فحين يشاء الله، فإن نظام الكون يخضع. لقد شاء، وملك القدرة نزل وافتدى. الكل يتحرَّك طاعةً لله. في هذا اليوم، الكائن الأزلي، يصير على ما لم يكن عليه، إذ ليس نتيجة فقدان اللاهوت صار إنساناً، ولا نتيجة الازدياد تحوَّل الإنسان إلى إله. بل هو الكلمة صار جسداً؛ وطبيعته بسبب عدم تأثُّرها بقيت بلا تغيير (من تعبيرات القديس كيرلس الكبير). حينما وُلد، أنكر اليهود ميلاده المعجزي، والفرِّيسيون بدأوا يُفسِّرون الكتب المقدسة زيفاً، والكتبة تكلَّموا مناقضين لِمَا يقرأون. هيرودس فتش عن الذي وُلد، لا لكي يسجد له، بل لكي يقتله. اليوم الكل يُعلِن العكس. فلأتكلَّم مع صاحب المزامير: «لا نُخفي عن بنيهم إلى الجيل الآخِر» (مز 78: 4). وهكذا أتى الملوك، ونظروا الملك السماوي الذي حلَّ على الأرض دون أن يستحضر معه ملائكة ولا رؤساء ملائكة ولا عروشاً ولا سلاطينَ ولا سيادات، بل خرج من رَحِم طاهر، سالكاً طريقاً جديداً مقفراً. بَيْد أنه لم يتخلَّ عن ملائكته، ولا تركهم معوزين إلى عنايته، ولا بسبب تجسُّده انفصل عن اللاهوت. ها هوذا ملوك يأتون ليسجدوا للملك السماوي الممجَّد، وجنود ليخدموا إله قوات السماء، ونساء ليسجدن لِمَن وُلد من امرأة محوِّلاً آلام الولادة إلى فرح، وعذارى أتين إلى ابن العذراء ليُشاهدن ببهجة ذاك الذي هو واهب اللبن… والأطفال ليعبدوا مَن صار طفلاً صغيراً فيتهيَّأ من أفواه الأطفال والرضعان سُبْحٌ. الأطفال أتوا إلى الطفل الذي أوجد شهداء بسبب غضب هيرودس، ورجالٌ أتوا إلى مَن صار رجلاً ليشفي تعاسات عبيده، ورعاة إلى الراعي الصالح الذي وضع حياته من أجل خرافه، وكهنة إلى مَن صار رئيس كهنة على طقس ملكي صادق، وعبيد إلى مَن «أخذ صورة عبد» حتى يُبارك عبوديتنا بجعالة الحرية، وصيَّادون إلى مَن اختار من وسط الصيَّادين صيَّادين للناس، وعشَّارون إلى مَن دُعِيَ من بينهم إنجيلياً مختاراً، ونساء خاطئات إلى مَن بسط قدميه لدموع التائبة؛ وإني لأجمع الكل معاً. كل الخطاة أتوا حتى يتطلَّعوا إلى حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنت القدير والعجيب في حبك |
لك المجد يا أيها القائد المحب والعجيب |
نفق الأشجار الرائع والعجيب المظلم في إيرلندا |
شاهد انخفاض المدهش والعجيب في الأسماك في المحيط |
أتعرف على هذا الشىء الجميل والعجيب |