رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة إالى الإحسان اليوم أناشدكم قولاً مسيحياً نافعاً للنفس. الموضوع يدور حول الفقراء الساكنين في مدينتكم. لقد اندفعتُ في كلامي هذا من مشهد محزنٍ رأيته. عبرتُ السوق والطرقَ الضيّقة قبل أن أجتمع بكم فرأيتُ أناساً مرميّين بعلل متنوعة. لذا وجدتُ من المفيد أن أحدّثكم عنهم. الكلام في الإحسان مفيد في كلّ وقت ونحن كلّنا بحاجة إلى رحمة الله خالقنا لا سيّما في هذه الأيام التي يزداد فيها البرد. في زمن الصيف يجد الفقراء تعزية الطبيعة ودِفأها. العراة يكتفون، بدلاً عن اللباس، بأشعة الشمس. يستطيعون النوم ملتحفين الأرض. يشربون الماء من النبع ويقتاتون العشب والثمار المتوفّرة. يجد الفقراء أيضاً في وقت الصيف مجالاً للعمل في ورش الأبنية، في الزراعة وفي عمل سفن البحر. أماّ في أوان الشتاء فهم محارَبون من كلّ جهة: الجوع يتآكل أحشاءهم من الداخل والبرد يُميت أجسادهم من الخارج. يحتاجون إلى مزيد من الطعام، من اللباس، من سقف ولحف وأحذية وأشياء أخرى. لا يجدون عملاً يعملونه في الوقت الصعب. لذا علينا في مثل هذه الحالة أن نمدّ يدَ العون والإحسان إليهم. لنذكر ما فعله بولس الرسول من أجلهم: " فإذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم وأماّ هم فللختان غير أن نذكر الفقراء. وهذا عينه كنتُ اعتنيت أن أفعله" (غلا 2 : 9-10). يذكر الرسول الفقراء في كلّ رسالة كتبها مع ضرورة الإحسان إليهم. تكلّم مثلاً عن القيامة ثم انتقل إلى موضوع إعانة فقراء أورشليم قال: " واماّ من جهة الجمع إلى القدّيسين فكما أوصيت كنائس غلاطية هكذا افعلوا أنتم أيضاً. في كلّ أول أسبوع ( أي نهار الأحد ) ليضع كلّ واحد منكم ما عنده …ومتى حضرتُ فالذين تستحسنونهم أرسلهم برسائل ليحملوا إحسانكم إلى أورشليم" ( 1كور 16: 1-3 ). لاحظ كيف استغل الرسول المناسبة ليفتح لهم مثلَ هذا الموضوع. بعد أن ذكرّهم بالدينونة المستقبلة وبالحياة الأبدية يُدخلهم إلى هذا الموضوع بحيث أن السامع الذي حُمل بمثلِ هذه الرجاءات المستقبلة وأصبح كلّه عطيّة للآخر، يقتبل نصيحة الرسول مدفوعاً من بخوف الدينونة واكتساب الرجاءات الصالحة. كلّ من يؤخذ بالقيامة وحياة الآخرة، لا يعود يعتبر الغنى شيئاً ذا قيمة ولا الذهب ولا الفضة، لا اللباس ولا الرفاهية. حينئذ يفكرّ أكثر بالفقراء وبإعانتهم. تكلّم الرسول لا عن الفقراء بل عن " القدّيسين " ليحثَّ القراّء على الإعجاب بالفقراء عندما يكونون مؤمنين والتحفظ من الأغنياء عندما يزدرون الفضيلة. لقد دعا مثلاً نيرون " سرَّ الإثم " بقوله: " لأن سرّ الإثم الآن يعمل فقط" ( 2 تسا 2: 7 ). في حين يدعو الفقراء المؤمنين " قدّيسين ". |
|