قرر قداسة البابا كيرلس الخامس ان يفتقد شعبه بالصعيد والسودان في عام 1904وكان السفر ليس سهلا وقتها ... واتخذ قداسته من نهر النيل طريقا وكان باخرته هي التوفيقية اهداء من الحكومة المصرية واصطحب معه عدد من الاساقفة والرهبان والواعظ الاشهر حبيب جرجس ... واستغرقت الرحلة من مصر المحروسة الي السودان ثم العودة نحو 3 اشهر ... كانت باخرة البابا تقف علي كل بلد وكان يجد الشعب في انتظاره بالخيول والمزمار والتشريفات وتلاميذ المدارس القبطية ... وكان موكب قداسته يخترق القري والنجوع مثلما دخل السيد المسيح اوراشليم ... نري البابا راكبا حمار وحوله الشعب ... وزار قداسته الاديرة القديمة ونزل في قري ربما لم يزرها بطريرك قبله ... وكان احيانا يضطر للوقوف في بعض القري الصغيرة عندما يجد شعبها بات ليلته علي شاطئ النيل في انتظار خليفة مارمرقس ... وكان يكرس الكنائس ويبارك الشعب ويمضي في الحقول والغيطان مباركا ثمر الحقل والزرع ... وكان حبيب جرجس المعلم الاول يقوم بالوعظ في الكنائس في رفقة البابا مثبتا الناس علي الايمان الارثوذكسي فقد انتشرت الطوائف وقتها واستغلوا ضعف امكانيات الكنيسة القبطية لقنص ابنائها ... خصوصا في اسيوط وطهطا ... وكانت زيارة البابا وعظات حبيب جرجس مصباحا انار بلاد الصعيد كلها ... ووصل البابا حتي الخرطوم ... ووضع اساس لكنائس كثيرة وعاد في ابريل 1904 بعد 3 شهور خدمة وافتقاد ...
وفي عام 1909 كرر البابا كيرلس الخامس تلك الزيارة الي الصعيد وحتي الخرطوم واستغرقت الرحلة نحو شهر ونصف وكان عمر قداسته وقتها يقترب من 80 سنة ولكنه اصر علي افتقاد شعبه متحملا مخاطر السفر في تلك الايام
بركة صلواته تكن معنا امين
التعديل الأخير تم بواسطة كيلارا ; 28 - 11 - 2014 الساعة 07:51 PM