منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 08 - 2014, 03:50 PM
 
merona Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  merona غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 98
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,815

الراهب القمص كاراس المحرقى
معنى الرفض
+++++++++++


إنَّ الرفض في أبسط معانيه يعني: " عدم الرغبة "، وأن تكون مرفوضاً يعني أنَّك شخصاً غير مرغوب فيه، أو أنَّ الآخرين لا يُريدونك، قد يكون قلبك يفيض بالحُب نحوهم، ولكنّك متأكّد من عدم حُبّهم، وعلى الرغم من رغبتك أن تكون جزءاً منهم، إلاَّ أنَّك تشعر بأنَّك مُستثنى دائماً كأنّك لاجيء يعيش بينهم!!
إنَّه شعور مرير يؤرّق الإنسان، لأنَّ الله خلق الإنسان ليُحِب ويُحَب، فإذا شعر بالرفض فأنَّه سوف يتقوقع حول ذاته، ويغلق باب قلبه في وجوه البشر، ويتعامل مع الآخرين لأجل ما سينتفع به منهم، أو ما سيحصل عليه من لذة، ولهذا فإنَّ علاقته بغيره لا يمكن أن تدوم، لأنَّ الحُب المريض بدايته هى نهايته ومستقبله مثل ماضيه.
والحق إنَّ أصعب شعور قد يؤلم الإنسان هو الشعور بالرفض، لأنَّ الحياة لا يمكن أن تنمو في محيط مقفر من العزلة، ومناجاة النفس بطريقة خاطئة، بل هى في حاجة دائمة إلى التفتّح، في جو دافيء تسوده المحبّة، ومهما كان من أهمية الاختصار، إلاَّ أنَّ الإنسان كثيراً ما يشعر بأنَّ وجوده في صميمه هو علاقة متبادلة مع غيره وحوار مستمر مع الآخرين، فمن الواضح أنَّ الإنسان لا يكتشف نفسه، ولا يعرف حقيقة أمره، إلاَّ في وجود كائن آخر يتعامل معه.. ولكننا نعترف بأنّ كل إنسان يشعر من وقت إلى آخر بأنَّه متغرّب، لا عن الآخرين فقط، بل وعن ذاته أيضاً، إنَّه فراغ موحش يُهدد أعماق الإنسان، ويُمزّق وجدانه، ولقد حدث لنا جميعاً أن أحسسنا بغربة وعُزلة لا عن الناس فقط، بل وعن أنفسنا! فماذا فعلنا؟ صرنا نجري هنا وهناك نبحث عن إنسان يقبلنا وآخر يرشدنا..
الرفض بين الحقيقة والوهم
عادت من عملها مُرهقة ومُحبطة.. وكانت تبكي بمرارة، فلمَّا دخل زوجها المكتب لاحظ انهمار دموعها فتركها وخرج!! وحدث بعد عدة أيام أن تحدَّثت إلى زوجها مُعاتبة إياه، على تركه إياها وهى تبكي وذهابه إلى النادي وحده، فكانت المفاجأة التي لم تتوقّعها، إذ قال: عندما رأيتك تبكين اعتقدت أنَّك تُصلين، لأنّي اعتدت أن أرى الدموع تنهمر من عينيك، وأنتِ ترفعي طلباتك إلى الله من أجل الآخرين!! إنَّها صورة متكررة... تُفيد بأنَّ الإنسان الذي جذور الرفض متأصّلة في أعماقه، يشعر بأنَّ الجميع يرفضونه، ويتجاوب مع الأشياء بطريقة سلبيّة!
وفي حالات كثيرة نختلف مع الآخرين، وهم أيضاً يعارضوننا وينتقدوننا، ولكن يجب أن تعرف أنَّ هناك فرقاً كبيراً بين آرائك وأفكارك ومعتقداتك.. وبين ذاتك، فرفض الناس لآرائك لا يعني رفضهم لذاتك، وهل يمكن للحياة أن تسير على وتيرة واحدة لا موضع فيها للاختلاف؟ إذن شعورك بالرفض لا يعني أنَّ الجميع يرفضونك في كل المواقف.
أسباب الرفض
في علاقاتنا البشرية التي يغلب عليها التذبذب، كثيراً ما نختلف بل نتشاجر!! وهذا يجعلنا معرّضين للرفض، وقد يبدأ الرفض في المدرسة، عندما تظهر عليك ملامح الفقر أو البلادة، أو لأنَّك مُصاب بعاهة جسديّة، أو تخلّف دراسيّ.. يجعلك محل استهزاء الآخرين! ويُعد أخطر أنواع الرفض تدميراً، هو ما يتعرّض له المرء أثناء طفولته.
سوء التربية
إنّ سؤالاً هاماً يجب أن يتردد على مسامع الأهل كل يوم ألا وهو: " هل قبّلتم طفلكم اليوم؟! "، فقد ثبت أنَّ الطفل الذي لا يُقبّله الأهل أو لا يُداعبونه... غالباً ما يشعر بالرفض، ويكفي أن يُقارن الطفل نفسه بأخيه أو أُخته المُفضّلة، لكي يشعر بالرفض! ألا يعلم الأهل أنَّ الأولاد يُدركون هذه التفرقة؟! إنَّها حقيقة مؤلمة!! ولكنّها للأسف تملأ بيوتنا! فيُحكى عن أُم عاشت بهذا الأُسلوب غير التربويّ.. أن نادتها ابنتها فظنت أنَّها الابنة الكبُرى المُميّزة والمُفضلة لديها فردت عليها قائلة: نعم ياحبيبتي، فأجابتها ابنتها الوسطى المُهملة: لا يا ماما قولي نعم فقط فأنا لست هى!
الزواج الفاشل
في علم النفس هناك ما يُعرف بالشخصيّة الذاتيّة، التي لا تعرف من الحياة سوى تحقيق رغباتها وميولها، دون أن تُقيم وزناً للآخرين في حياتها، وقد ثبت أنَّ مثل هذه الشخصية جنسيّة وأنانيّة.. وتتعامل مع الناس على أنَّهم آلات بشريّة تُريد أن تنتفع بإنتاجها.. فإن تزوّجت فبكل تأكيد سوف تُرفض! لأنَّ كل إنسان يريد أن يكون محبوباً من أجل ذاته فقط، وليس لأجل ماله أو صفاته..
حقاً إنَّ المثاليّة المُطلقة ليس لها مكان بيننا، ولن تتحقق يوماً على الأرض، فالأُسرة هى قطعة من الحياة، وبالتالي يجب عليها أن تتحمّل كل ما في الحياة، من ضيقات وآلام وضعفات وسلبيات.. ولكن من المؤكد أنَّ الهدف الفاشل يؤدي إلى حياة فاشلة، وقد ثبت أنَّ الذين تزوّجوا بحثاً عن مادة أو شهوة أو مصلحة... انتهى زواجهم بالفشل، وقد تشتد حملة الرجال على النساء، أو حملة النساء على الرجال أو يُحمّلون على الزواج مشاكلهم باعتباره نظاماً اجتماعيّاً فاشلاً كما يظنون، بينما الفشل كامن فيهم، أمَّا الزواج في المسيحيّة فهو سر مُقدّس.
!
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ألحان الآلام بطريقة تعليمية - الراهب القمص كاراس المحرقي
الخيانة الراهب القمص كاراس المحرقى
مظاهر الشهوة فى حياتنا الراهب القمص كاراس المحرقى
سلطان وسحر الشهوة الراهب القمص كاراس المحرقى
مصر في قلب المسيح من تصميم الراهب القمص كاراس المحرقي


الساعة الآن 08:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024