رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"إن أراد أحد أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه كلّ يوم ويتبعني" (لو 9: 23). وراء كلّ شغف بأمور الجسد روح زنى! ما دمت تنظر إلى الجسد باعتباره لحماً ومُعطًى بلاستيكيّاً فلا يمكنك أن تسلك كمؤمن أصيل. وما دمت تعتبر أنّ الجسد جسدك وأنت تتصرّف به كما يحلو لك فأنت أبعد ما تكون عن ربّك. إذا لم يرسخ في وجدانك أنّ الجسد هو هيكل الروح القدس وأنّك أنت لست لنفسك بل للذي افتداك بدمه فأنت، في أعماقك، إنسان شرود مهما بدوت مستقيماً. إذا كان لنا أن نتحدّث عن فضيلة محوريّة تعبِّر عن التزام حيّ حقيقيّ بالإيمان بالربّ يسوع فهذه الفضيلة هي، بلا أدنى شكّ، العفّة! كلّ الفضائل، في سعي الإنسان المؤمن، تتمحور في هذه الفضيلة. ما لم تصبّ كلّها في العفّة وما لم تنطلق كلّها منها فتلك الفضائل إما أن تكون أوهاماً أو يصرعها روح الزّنى ويفسدها برمّتها. لا شكّ، اليوم، أن تفشّي روح الزّنى، على النحو الذي نشهد، يطيح الإيمان بالربّ يسوع ويضرب المؤمنين في الصميم. لقد بات روح الزّنى مطبّعاً في حياتنا لدرجة أنّ الناس اعتادوه بل لدرجة أنّ الناس باتوا يعتبرونه من مستلزمات الصحّة النفسيّة وقلّما يحسّون، في أعماقهم، بأنّهم يُفسدون أنفسهم ويطعنون إيمانهم بربّهم. الإيمان وروح الزّنى، أخيراً، تعايشا ! لا فقط في وجدان العامة بل حتى في وجدان الرعاة ! الكنيسة، في الواقع، تُفرَغ من مضمونها ! الباقي قطيعٌ صغير ومتحف! |
|