رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دخول السيد المسيح إلى الهيكل وعيد شمعون الشيخ وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئاً حكمة وكانت نعمة الله عليه لو 2: 40 ستحتفل الكنيسة المقدسة يوم الاثنين 2 شباط بعيد سمعان "شمعون" الشيخ وتقدمة السيد المسيح إلى الهيكل. والإنجيل بحسب القديس لوقا(لو 2: 21 ? 40) يسمح لنا بأن نتأمل بموضوعين اثنين وهما: أولاً: قصة سمعان الشيخ وماتحمله لنا من دروس وعبر هامة... فكما تعلمون، سمعان الشيخ هو واحد من السبعين الذين كلفوا بترجمة العهد القديم من اللغة العبرية إلى اليونانية وذلك في مدينة الاسكندرية فلما وصل إلى الآية التي تقول : "ها هي العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل" رفض هذا القول فأراد أن يبدل كلمة (العذراء، بالفتاة) ولثلاث مرات ولكنه في كل مرة يعود ليراها مكتوبةً (العذراء) فظهر له ملاك الرب بوحي من الروح القدس قائلاً له: "أنه لن يموت إلى أن يرى مولود العذراء هذا (مسيح الرب)". فتتحقق بذلك نبؤة إشعياء النبي ويرى بأم عينيه تحقيق مواعيد الله الصادقة... وهذا ما حصل ونحن اليوم نحتفل بتحقيق مواعيد الله الصادقة بإيمان متين فالإيمان هو الإيقان بأمور لا ترى كما يقول بولس الرسول وطوبى للذين آمنوا ولم يروا كما قال الرب يسوع له المجد. أما الموضوع الثاني الذي نستطيع أن نركز عليه فهو موضوع تقديم يسوع للهيكل وتقديم ذبيحة كفارية عنه وهذا التقديم هنا يحمل في طياته معنى التكريس. كما أن هذا التقديم أو التقدمة يحمل معنى فداء وشراء الطفل من الله فالطفل أي طفل وخاصة البكر ما هو إلا مكرس للرب وما على الأهل إلا أن يقدموا فدية عنه لشرائه من الله والاهتمام به في هذه الحياة الزمنية. نحن هنا أمام أمر في غاية الأهمية ألا وهو تقديم أولادنا للرب وتكريسهم له والاعتراف أنهم أمانة في أعناقنا علينا أن نحسن تربيتهم وأن ندعهم ينشأون في كنف الكنيسة ويتغذوا من أسرارها المقدسة... أنا أعرف أن كل رجل وامرأة عندما ينجبون الأولاد يبدأون بتخطيط المشاريع لهم... وفي معظم الحالات يريدون أن يحققوا بواسطة أولادهم ما لم يستطيعوا أن يحققوا هم لأنفسهم... ويغيب عن بال الأهل بأن هؤلاء الأولاد وقبل أن يكونوا أولادهم، هم أولاد الله وأنهم أمانة وضعها الله بين أيديهم. ما يقدمونه لأولادهم مهم ولكن الأهم هو أن نسعى لتربية روحهم كما يليق بأبناء الله فينموا بالقامة والحكمة والنعمة عند الله والناس. يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، في عظة له لمناسبة تقدمة المسيح إلى الهيكل، إنّ من واجب كلّ مسيحيّ أن يصير سمعان آخر يحمل يسوع على ذراعيه ويقدّمه للعالم، وبهذا فقط ينبغي أن يفرح الإنسان: "إذا أراد الإنسان الانعتاق من كلّ عبوديّة، فعليه أن يحمل المسيح بين ذراعيه (كسمعان الشيخ) ويضمّه إلى صدره، وقبل كلّ شيء أن يحمل المسيح في قلبه، وحينئذ فقط يفرح ويذهب إلى حيث يرغب قلبه". ويتابع الذهبيّ الفم حاثّاً الإنسان على الاجتهاد بأن "يكون الروح مرشدك وقائداً لك للدخول إلى هيكل الربّ، الهيكل المصنوع بحجارة حيّة، أي الكنيسة". وهكذا باهتمامنا بتربية أولادنا تربية مسيحية صالحة نكون قد وضعنا أنفسنا في طريق الملكوت السماوي الحالة التي أتمناها لي ولكم بنعمته تعالى آمين |
|