السيد المسيح
أعاد للإنسان كرامته
فمن
خلال تجسد السيد المسيح وموته وقيامته نلنا عطايا كثيرة منها:
الملك
هو الله الآب, والابن الوحيد هو رب المجد, والفنان الملهم هو
الروح القدس, والخادم الذي شوه الصورة هو عدو الخير, وعودة الابن
الوحيد إشارة إلي التجسد, وترميم الصورة دون تمزيقها علامة رغبة
الله في تجديد الصورة الإلهية في آدم, إماتته وخلق آدم آخر
غيره.
وهكذا
عبر لنا القديس أثناسيوس عن تجديد الصورة الإلهية فينا, وما استلزمه
ذلك من تجسد وفداء, وموت وقيامة.
نعم..
سنرث سماء جديدة, وأرضا روحانية عتيدة, يملك فيها البر!.
إن
الإنسان لن يكون شريكا في الطبيعة الإلهية, فالله يظل هو الله,
والإنسان يظل إنسانا, ولكن المؤمن بالمسيح سيكون شريكا لله, أي
في العشرة الحياة والعمل والملكوت, إذ يتنازل الله ويضمه إلي
حضرته, ويسكنه في ملكوته, بعد أن جعله هيكلا لسكني الروح القدس
1-
عادت إلينا الصورة الإلهية: وفي هذا يحدثنا العظيم أثناسيوس عن
ذلك الملك القدير, صاحب الابن الوحيد, الذي طلب من الفنان الملهم
أن يرسم صورة لابنه المحبوب, يتذكره بها في غيابه. فرسم الفنان
صورة ممتازة للابن الوحيد, تحمل ملامحه تماما. ثم جاء أحد الخدم
في القصر, وشوه الصورة, وأزال ملامح الوجه. فطلب الملك من الفنان
أن يعيد الصورة إلي أصلها. فطلب الفنان من الملك عودة الابن
الوحيد مرة ثانية, ليتمكن من رسم الصورة. ولما جاء الابن الوحيد,
اقترح الفنان علي الملك أن يمزق الصورة القديمة, ويرسم له صورة
جديدة تماما. لكن الملك رفض طالبا ترميم الصورة القديمة, لما
تحمله من ذكريات في قلبه, وقد كان. تم ترميم الصورة فعادت كما
كانت تماما.
2-
تخلصنا من سلطان الخطيئة: فصرنا بالقيامة نهتف: إذ قد تبررنا
بالإيمان, لنا سلام مع الله, بربنا يسوع المسيح (رو5:1).. نحن
الذين متنا عن الخطية, كيف نعيش بعد فيها.. إن إنسانا العتيق
قد صلب معه (بالمعمودية), ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستبعد
أيضا للخطية, لأن الذي مات قد تبرأ من الخطية, ولكن أحياء لله
بالمسيح يسوع ربنا. إذن, لا تملكن الخطية في جسدكم المائت, لكي
تطيعوها في شهواتها, ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية بل قدموا
ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات بر لله (رو6:11-13).
3-
رجعنا بالقيامة إلي الفردوس: ليس إلي جنة عدن, في أرض العراق,
التي زالت بالطوفان, ولكن إلي العضوية المقدسة في جسد المسيح:
الكنيسة, وإلي شركة حية مع الله وملائكته وقديسيه, وإذ انشق حجاب
الهيكل, انفتح قدس الأقداس, ودخلنا إلي شركة السمائيين. فكلمة هيكل
= piervei = المكان الذي صار سماء.. وهكذا صارت الإفخارستيا خبزا
سمائيا, يهب حياة للعالم, وصارت الكنيسة بيتا للملائكة, حيث التسيح
الدائم, وصار الإنسان ابنا لله, ووريثا للملكوت العتيد.
4-
وبالقيامة تتجدد الطبيعة مرة أخري: وذلك حينما نصل إلي السموات
الجديدة والأرض الجديدة, لأن السماء الأولي والأرض الأولي مضتا,
والبحر لا يوجد فيما بعد (رؤ21:1), وقد رأي يوحنا المدينة المقدسة,
أورشليم الجديدة, نازلة من السماء, من عند الله مهيأة كعروس مزينة
لرجلها.. هوذا مسكن الله مع الناس, وهو سيسكن معهم, وهم يكونون
له شعبا, والله نفسه يكون معهم إلها لهم (رؤ3, 21:2).. كما استمع
إلي صوت الرب: ها أنا أصنع كل شئ جديدا.. (رؤ21:5).. لأن انتظار
الخليقة يتوقع استعلان أبناء الله, إذ أخضعت الخليقة للبطل.. لأن
الخليقة نفسها أيضا ستعتق من عبودية الفساد إلي حرية مجد أولاد
الله.. (رو8:19-21).
5-
وسقط الشيطان الذي أذل الإنسان: إذ رآه الرب ساقطا مثل البرق
من السماء (لو10:18), معطيا وعدا لنا: قاوموا إبليس فيهرب منكم
(يع4:7), وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعا (رو16:20).
ولم يعد في مقدور الشيطان أن يفرض نفسه علي الإنسان, بل هو
يعرض مجرد عرض, صورا من الخطيئة والفساد, وللإنسان سلطان في المسيح
أن يطرده قائلا:
اذهب عني يا شيطان (مت16:23), مستمدا القوة ممن
سحق الشيطان تماما, وأشهره جهارا.. الرب يسوع.
6-
وانهزم الموت إلي الأبد.. إذ صار الإنسان ابنا له, وريثا للملكوت,
وصار الموت الجسدي معبرا إلي الخلود, وطريقا إلي الأبدية السعيدة,
ولهذا أحب القديسون الموت, وسعوا إليه واشتهوه اشتهاء, لي اشتهاء
أن انطلق وأكون مع المسيح (في1:23)!! وبعد أن كان الموت علامة
انهزام للبشرية, جاء رب الحياة مانحا الخلود للبشر.
7-
واتحد الإنسان بالله: صائرين بالفداء والقيامة شركاء الطبيعة الإلهية
(2بط1:4), بمعني أنه صار ابنا لله, بالتبني وليس بالطبيعة.