رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يسوع والصوم عاش يسوع في صيامه خبرة العبرانيّين في صحراء سيناء. فكما أنّهم قضوا أربعين سنة في الصحراء، قضى هو أربعين يوماً فيها. وكما تعرّضوا لتجارب ومِحَن شديدة، تعرّض هو لتجارب إبليس. لكنّ الفارق بين خبرته في الصحراء وخبرة العبرانيّين فيها هو أنّهم سقطوا في التجارب بينما هو انتصر عليها. وبذلك، يظهر يسوع وكأنّه شعب الله الجديد، ويمثّل بشخصه انتصار البقيّة الباقية من الأبرار على الشيطان والشرّ بمختلف أشكاله. في الموعظة على الجبل، ربط يسوع الصوم والصلاة والصدقة بخيطٍ واحدٍ، وهو الخفية. على المسيحيّ أن يقوم بهذه الأفعال خفيةً. فإذا صام، فليغسل وجهه ويدهن شعره ويبتسم، كي لا يعرف الناس أنّه صائم. وإذا صلّى، فليدخل حجرته، ويغلق بابه، ويصلّي لله بعيداً عن عيون الناس. وإذا أعطى إحساناً، لا يطبّل ولا يزمّر ولا يُعلَن إحسانه في الصحف أو يُخلّده بنقش حجريّ، بل على يده اليسرى ألاّ تعرف ما فعلته يده اليمنى. بهذه الطريقة، حوّل يسوع الصوم إلى عملٍ شخصيٍّ حميميّ يقوم به الإنسان أمام نظر الله وبعيداً عن عيون الناس. فيسوع لم ينتقد إظهار المؤمن صيامه للناس بسبب السحنة الحزينة الّتي تظهر على وجهه، بل لأنّ هذا الإظهار يسعى إلى لفت أنظار الناس، فيجعلهم حكّاماً يثنون على أفعاله، بينما الحكم الوحيد الّذي يحقّ له الثناء على فعل أو إدانته هو الله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نحن والصوم |
الصلاة والصوم |
عم حنا والصوم الاجبارى |
الكنيسة والصوم |
الخادم والصوم |