![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سرّ الله الخلاصي إن الوحي الإلهي، أو الكشف عن الذات الإلهية، جرى من خلال تاريخ. نرى ذلك بشكل خاص في الكتاب المقدس. ولكن هذا التاريخ هو تاريخ مقدس، أما هذا التاريخ المقدس فلم يكن جامداً بل هو دائماً في حالة "فعل". هذه الحالة من "الفعل" تعني: ![]() - فعل الله وتدخلاته في العالم، لكي يجذب إليه الخليقة، ويشركها في حياته الإلهية لكي يحقق الملكوت. - وفعل الإنسان الدائم لكي يتجاوب مع مبادرات الله. ومن هنا نرى بأن الوحي المسيحي، مكوََّن أيضاً من أحداث تاريخية كبرى: أي تاريخ عمل شخص في المكان والزمان لكي يخلق روابط مع أشخاص: الله والإنسان. وهدف هذا العمل هو أن يتكرّس الإنسان بكامل حريته لله، لكي يتحقق فيه مخطط الملكوت. وإذا أردنا أن نستعرض هذه الأحداث الكبرى لعمل الله وتجاوب الإنسان معه، نذكر فيما يلي المحطات الكبرى: أ- المحطات الكبرى في سرّ الله الخلاصي 1- منذ الأزل (خارج الزمان والمكان):
2- في الزمان (تنفيذ المخطط السابق في العالم المنظور في الزمان): أ- آدم: في المخطط الإلهي هو الرأس الروحي للبشرية (خاضع لرئاسة المسيح طبعاً): خلقه، جعله في حالة النعمة (الجنة)، أعطاه الوصية، التجربة، السقوط، فقدان الملكوت، الوعد بالمخلص. ب- المسيح آدم الثاني. (تجديد تنفيذ المخطط الإلهي): المرحلة الأولى: التهيئة للمسيح الفادي.
المرحلة الثانية: ملء الزمن.
3- الأبدية: الحكم على الهالكين، إعادة بناء ملكوت الله بالمسيح، في أورشليم الملائكة والمؤمنون المخلَّصون، حيث يجتمعون في ليتورجيا كونية أبدية، لتسبيح الله وشكره ومجده... ب- بعض الملاحظات لشرح محطات سرّ الله الخلاصي 1- الكتاب المقدس: إن الكتاب المقدس هو الأكثر تعبيراً عن هذه المحطات. فالعهد القديم عبّر عن مسيرة الله مع شعبه لكي يهيّئه للعهد الجديد (يسوع المسيح)، والعهد الجديد (يسوع المسيح) هو مركز دعوة الله للإنسان بأن يدخل في حياته الإلهية، إلى أن يعيش الإنسان والله في الملكوت الأبدي في الحياة الأبدية (انظر رؤ 21-22/5 أورشليم السماوية). فكل مرحلة ترنو إلى ما بعدها. نص أساسي: أف 1/3-14 2- السرّ هو سرّ المسيح، السرّ الفصحي: يخبر القديس بولس بأن سرّ الله الخلاصي كُشِفَ في شخص يسوع المسيح، إذ يسمّي المسيح بـ "السرّ": "لذاك القادر على أن يثبّتَكم بحسب البشارة التي أُعلِنُها منادياً بيسوع المسيح وفقاً لسرٍّ كُشِفَ وقد ظلّ مكتوماً مدى الأزل" (روم 16/25)، وهو "سرّ مشيئة الله" (أف 1/9)، وقد جاهد بولس للبشارة به: "و أُبيِّنَ كيف حُقِّق ذلك السر الذي ظلّ مكتوماً طوال الدهور في الله خالق جميع الأشياء، فاطَّلَعَ أصحاب الرئاسة والسلطان في السموات، عن يد الكنيسة، على حكمةِ الله الكثيرة الوجوه، وَفقاً لتدبيرِهِ الأزلي، ذلك الذي حققه بالمسيح يسوع ربِّنا" (أف 3/9-11). وهنا نلاحظ بأن التاريخ الخلاصي، السرّ، مرتكز على المسيح محوره ومركزه. هكذا يصبح التاريخ الخلاصي، السرّ، سرّ المسيح، أمراً واحداً وهو المسيح الذي بموته وقيامته كشف هذا السرّ وحقق تدبير الله الخلاصي. هكذا يتّضح لنا بأن كل التاريخ المقدس، سرّ الله الخلاصي، هو سرّ المسيح، الذي نحوه يرنو كلّ ما كان قبله، أي نحو موته وقيامته؛ ومنه يتأتّى كل ما هو بعده. يتضّح بالتالي بأن بعد موته وقيامته لا مجال لانتظار أي جديد جذري، بل يبقى أن تتطابق الخليقة مع سرّ ابن الله المتجسد والمائت والقائم، لكي تشترك في حياته وتستقي من ملئه. 3- السرّ هو بالتالي سرّ الكنيسة: إن الزمن الفاصل بين العنصرة والمجيء الثاني، والذي فيه ينتظر المؤمنون المشاركة في الحقيقة الإلهية التي أتي بها المسيح، هو زمن الكنيسة. التي من خلالها يحقق المسيح سره في النفوس ويكمل بهذا معنى التاريخ الخلاصي. فالكنيسة هي الإطار الإنساني-الإلهي، المنظور وغير المنظور، الروحي والمنظَّم اجتماعياً، هذا الإطار أراده المسيح وهو يدعمه ويحييه بواسطة روحه، لكي من خلاله يشرك البشر بملء حياته، إلى أن يأتي. والكنيسة هي ذلك الشعب المقدس والمختار من الله، الذي من خلال تدبيره الخلاصي أراد أن يشتريه (انظر 1بط 2/9-10). ففي هذا الشعب يتحقق السر الخلاصي، أي اشتراك البشر في ملء المسيح. وكما أن المسيح حقق بشخصه تاريخ الخلاص، لأنه التعبير المتجسد لله، صورته الكاملة، "ففيه يحلّ جميع كمال الألوهية حلولاً جسدياً" (قول 2/9)؛ هكذا الكنيسة تعبِّر وتحقق في ذاتها معنى التاريخ الخلاصي، لأنها على الأرض التعبير الكامل، الانساني-الإلهي، لوجود وعمل المسيح الذي بدوره يحييها بروحه القدوس. وهي بالتالي تحتوي الروح كإناءٍ حسن يحتوي على كنز ثمين، يتجدد شباباً ويجدد الإناء. لذلك فالكنيسة، حواء الحقيقية لآدم الحقيقي الجديد، عروس المسيح الوحيدة الطاهرة (انظر أف 5/27، 32)، بواسطة الروح القدس تلد البنين الروحيين للمسيح وتصبح أماً لكل من يعيش في الحياة الجديدة. وهي أيضاً صورة لأورشليم الجديدة، مدينة الله، حيث يعيش القاطنون فيها بسعادة مع الملك في الملكوت الأبدي (انظر رؤ 21-22/5). كل هذا يشكّل "سرّ الكنيسة"، "إن هذا السرّ لعظيم، وإني أقول هذا في أمر المسيح والكنيسة" (أف 5/32). وهذا السر يشكّل حقيقةً واحدة مع سر المسيح، سرّ الخلاص، التدبير الإلهي والتاريخ المقدس. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الذي تذوق عمل الله الخلاصي على نحو شخصي |
فهو علامة حضور الله الخلاصي |
فيسوع، كإبن الله، هو علامة حضور الله الخلاصي |
الليتورجيا تأوين لسرّ الله الخلاصي |
الليتورجيا: تأوين لسر الله الخلاصي |