25 - 08 - 2014, 02:53 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الاعتراف بالخطأ والغفران
في مسيرة حياة الإنسان، يكتشف الضمير حتماً المسافة القائمة بين ما قام به وما كان عليه أن يقوم به. وهذه المسافة تسمّى "الخطأ" على المستوى الأخلاقي، و"الخطيئة" على المستوى اللاهوتي. والاعتراف بالخطأ أو الخطيئة يعني أن الشخص يقرأ حياته بأحداثها وظروفها، ويقيّم سلوكيّاته ومواقفه، مما يسمح له بأن يتحمل مسؤولية تاريخه وأفعاله وأقواله وأن يكتشف أن الله والآخر لا يزالان يفتحان له مستقبلاً. والاعتراف بالخطأ يعني أيضاً البحث عن الحقيقة والجد في تصحيح المسار المستقبلي. وبدون الاعتراف بالخطأ لا يمكن الضمير أن يكون مستنيراً. ولا يمكن اكتشاف الخطيئة إلا بفضل الآخر الذي يكشفها لي، داعياً إياي للتغيير والتحرير. فالله يكشف الخطيئة قاصداً الحياة لا الموت، الحرية لا العبودية، فالاعتراف بالخطيئة هو أساساً اعتراف بالحياة التي يهبني الله إياها، لذا نجد في الكتاب المقدس أن الاعتراف بالخطيئة يتحّول إلى فرح وإعلان التائب عن الخلاص للآخرين (لو15/11-32، مز51/14-17). والإقرار بالخطيئة يعني أيضاً الاعتراف بالغفران الحاضر في الآخر، وتلك هي الحقيقة التي تحرّر الضمير: آخر يهب لي الحياة لأنه يمنحني الغفران. الغفران يعني إذاً، أن من يهبه يمنح الآخر فرصة جديدة للحياة المشتركة ويجدّد الثقة فيه بالرغم مما حدث. لا حياة إنسانية بدون منح الغفران لمن أخطأ في حقنا، ولا حياة إنسانية بدون طلب الغفران وتقبله ممَّن أخطأنا في حقه.
|