رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله هو الضحيّة الأولى حين كلّم يسوع شاول على طريق دمشق قال له:"أنا يسوع الذّي أنتَ تضطهده". ما الذي فهمه شاول الفريسيّ في تلك اللحظة؟ لقد فهم أنّ الله يُمَسّ مباشرة بما يحدث للبشر، ينجرح بما يجرحهم. واجلى أمام بطرس معنى الكتب التي كان يظنّ أنّه يعرفه: إنّ الله يتماهى بالإنسان المتألّم ويؤازر الخاطئ. فالله هو أوّل ضحيّة لمغامرة الخلق، هذه المغامرة النابعة من محبّته الفائقة، وهو يتحمّل مسؤوليتها. وبما أنّ حنانه مطلق، فهو سهل التعرّض للتجريح ممّا يقتل الإنسان أو يسيء إليه أو يدمّره. إنّه يتألم مع ضحايا الخطيئة، بل يتألّم أكثر منهم لأنّه يحبّهم أكثر ممّا يحبّوا أنفسهم. إنّه يتألم مع مرتكبي الإثم حتى وإن لم يشعروا بالألم من إثمهم، لأنّه يحبهّم أكثر ممّا يحبّوا ذواتهم. لكنّ ألم الله لا يقلّل من قدرته على المحبّة، بل على العكس، فإنّ قلب المسيح الذّي تطعنه الخطيئة ينفتح فيتدفّق منه الدم والماء، الحياة والمحبّة. هذا ما يعنيه طعن يسوع المصلوب بالحرية (يو19/31-37). المحبّة تجعل الشخص يتفاجأ. فمن يحب، يرجو كلّ خير ممّن يحبّه. ولا يكمن في قلبه سوء نيّة أو نظرةً سلبيةً تجاه الآخر. وإذا تصرّف الآخر بسلبيّة، إذا ارتكب الشر، يتفاجأ المحب؛ ينجرح قلبه. فالله المحب هو إله معرّض للتجريح.وتعرضّه للتجريح لا يتعارض مع كونه كلّي القدرة، بل يكشف سرّ المحبّة العجيب. فالمحبّة الضعيفة لا ترضى بأن تنجرح. أمّا المحبّة الصافية الصرفة، "تتحمّل كلّ شيء، وتعذر كلّ شيء" (1قو13/7). ومحبّة الله تزيل خطايا العالم (يو1/29). فيقف الحمل المطعون منتصراً على الموت والخطيئة (رؤ 5/6-14) كما وقف القائم من بين الأموات أمام توما (يو20/24-28). لقد خطّط الله مشروع خلاص دفع هو ثمنه. وتوقّع مسبقاً الشرّ الذي سيصيبه والمحبّة الّتي سينتصر بها عليه. فإذا افترضنا أنّ الله تفاجأ بشرّ الإنسان في بداية الخليقة، فإنّنا نحن أيضاً نتفاجأ بالمحبّة الإلهيّة الّتي تفوق توقّعاتنا وإدراكنا. نتفاجأ بمشروعه المدهش لأجلنا وبدعوته لنا كي نتألّه، كي نصير على صورته، كي نشاركه ألوهته وسعادته وأبديّته. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يا قلب يسوع الضحيّة عن آثامنا، إرحمنا |
أيّها الضحيّة الكلّي القداسة |
ايّها الضحيّة المقدّسة المعبود |
أيّها الضحيّة المقدّسة |
الله بيجدد ليك دعوتك الأولى .. |