البعد الكتابى
++++++++++++++
لابد أن يشتمل حديثنا مع الشباب - جماعياً أو فردياً - على حقائق كتابية، يكون لها أعمق الأثر على حياتهم، فالإنجيل هو الخبر السار، وخدمة الكلمة فى الكنيسة هامة لسببين:
1- "إن الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله" (رو 17:10)، أى أن أخبار الخلاص لن يعرفها الإنسان إلا من خلال كلمة الله المقروءة، والمسموعة أو المرئية.. إذ "كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به، وكيف يسمعون بلا كارز" (رو 14:10،15).
2- إن عدم المعرفة يمكن أن يقود إلى الهلاك "هلك شعبى من عدم المعرفة" (هو 6:4)، فالكتب المقدسة تحكم الإنسان لمعرفة طريق الخلاص (2تى 15:3)، والرب يسوع هو "أنموذج الكارزين" حيث كان يقول: "ينبغى أن أذهب.. لأكرز هناك، لأنى لهذا خرجت" (مر 38:1) وقال عن الكلمة أنها روح وحياة (يو 63:6) وقال له معلمنا بطرس: "إلى من نذهب، كلام الحياة الأبدية عندك" (يو 68:6).
3- الإنجيل - إذن - هو مادة الكرازة، حيث يتعرف
منه الخادم على تعاملات الله مع البشر، عبر
العصور، وحيث يتقدس ويتنقى المخدوم، من خلال
قراءته للكتاب المقدس "أنتم الآن أنقياء، بسبب الكلام
الذى كلمتكم به" (يو 3:15)، ولهذا أيضاً كانت نصيحة
القديس أنطونيوس لأولاده، أن يقرءوا فى كلام الله، وأن
يكون لهم شاهد من الكتاب المقدس فى أى عمل يعملونه
وكان يقول لهم دائماً: "أتعب نفسك فى القراءة، فهى تخلصك
من النجاسة".
الخادم إذن يقرأ كلمة الله، ويدرسها بعمق، ويعرف تفسيرات الآباء لها، ويدعم كلماته للشباب بآيات من الكتاب المقدس، أو بقصص ومواقف من الأسفار المقدسة.
c كالسيف (عب 12:4)، الذى يخترق أعماق
الإنسان.
c والنار (أش 5:6-7)، الذى تحرق
شوائب الخطية فيه.
c والمطرقة (أر 29:23)، التى تلين
عناده.
c والخبز (مت 4:4)،
الذى يشبع روحه.
c والنور (مز 105:119)، الذى يهدى طريقه.
واليوم ينادينا دائماً قداسة البابا شنوده الثالث: "احفظوا الإنجيل، يحفظكم الإنجيل" ويقدم لنا نفسه نموذجاً كدارس لكلمة الله، بل أن قداسته يحفظ مئات الآيات بشواهدها.
خادم الكلمة يجب أن يحوى كلامه :
1- آيات كتابية حول الموضوع الذى يتحدث فيه...
2- مواقف كتابية فى تعاملات الله مع الناس...
3- شخصيات كتابية وكيف استفادت من هذا الأمر...
4- وشخصيات أخرى أهملت وخالفت فهلكت...
وهكذا يكون كلامه مدعوماً
بفكر الله، المعلن لنا فى
كلمات العهدين: القديم والجديد.. كما يكون
دعوة للقراءة والدراسة والطاعة لكلمات
الله.. "إلى الشريعة
وإلى الشهادة، إن لم
يقولوا مثل هذا القول، فليس
لهم فجر!!".
أساليب تقديم الكتاب المقدس للشباب :
هناك أساليب كثيرة نذكر منها كأمثلة :
1- مسابقات فى أسفار الكتاب المقدس، بعد أن نقدم لهم فكرة عن السفر، ونعطيهم مجموعة أسئلة يجيبون عليها خلال الشهر، وبعد أن نجمعها يتم تقديم الإجابات الصحيحة فى الاجتماع من أفواه الشباب أنفسهم.
2- طرح نص معين، من العهد القديم سواء من أسفار
موسى الخمسة، أو أسفار التاريخ أو الأنبياء أو الشعر أو الحكمة.. أو من أحد الأناجيل أو سفر الأعمال أو إحدى الرسائل ثم إعطاء فرصة للشباب للتفكير والتأمل واستخلاص الدروس الروحية.
3- قراءة جماعية للعهد القديم، ووضع عناوين للإصحاحات واستخراج كل ما يشير إلى السيد المسيح فيها، سواء من
الرموز أو الشخصيات أو النبوات.. وتدوين ذلك فى
كراسة خاصة.
4- طرح مجموعة بحوث يختار الشباب ما يرونه منها سواء حول عصمة الكتاب، أو طريقة وصوله إلينا أو أهميته لحياتنا، أو موضوعات معينة فيه: كالإيمان والخلاص والفضائل المتعددة، أو شخصيات من العهدين.. مع هدايا وجوائز للفائزين، ومع إعطاء فرصة للشباب لتقديم بحوثهم لأخوتهم فى يوم روحى، أو فترة روحية فى أحد بيوت الخلوة والمؤتمرات فى إجازة نصف العام أو الإجازة الصيفية.
إن هناك قول مشهور يقول: "يوجد أعظم رجاء لأعظم خاطئ
يقرأ الكتاب المقدس، ويوجد أعظم خطر على أعظم قديس يهمل
الكتاب المقدس".
فليعطينا الرب أن نهتم بكلمة الله فى حياتنا وخدمتنا،