![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حرية الإنسان ![]() 1 - الحرية والمسؤولية: ما هي الحرية ؟ هي القدرة، المتأصلة في العقل والإرادة، على الفعل أو عدمه، على فعل هذا أو ذاك، وعلى القيام هكذا، من تلقاء الذات، بأفعال صادرة عن روّية. وبالإرادة الحرّة يسيّر كل واحد نفسَه. فالحرية في الإنسان هي قدرة على النمو والنضج في الحقيقة وفي الخير، هي تبلغ كمالها شطر الله، سعادتنا. وطالما لم تلتصق الحرية نهائياً بخيرها الأقصى الذي هو الله، فهي تنطوي على إمكان الاختيار بين الخير والشر. وبالتالي إمكان النمو في الكمال أو الخطأ. وكلّما فعل الإنسان خيراً ازداد حرية، وليس من حرية حقيقية إلاَّ في خدمة الخير والعدالة واختيار المعصية والشر يعود بالإنسان إلى عبودية الخطيئة. هذه الحرية تَجعل الإنسان مسؤولاً عن أفعاله مادامت بإرادته، ويُنمي التقدمُ في الفضيلة، معرفة الخير، والجهاد الروحي، سيطرة الإرادة على أفعالها. وتمارس هذه الحرية في العلائق بين الكائنات البشرية. فكل شخص بشري مخلوق على صورة الله له الحق الطبيعي في أن يُعترف به كائناً حراً ومسؤولاً. وواجب الاحترام هذا واجب على الجميع لكل إنسان، والحق في ممارسة الحرية مطلب ملازم لكرامة الشخص البشري، خصوصاً في الشأنين الأخلاقي والديني. 2 - الحرية البشرية في التدبير الخلاصي: حرية الإنسان محدودة ومعرضة للزلّل. وفي الواقع زلّ الإنسان وخطِئ حراً. وعندما رفض مشروع محبة الله، خدع نفسه وأصبح عبداً للخطيئة، وتاريخ البشرية شاهد على كل ما أنتجه قلب الإنسان من مصائب ومضايقات نجمت عن سوء استعمال الحرية. وممارسة الحرية لا تضمن الحق في أن نقول ونفعل كل شيء. ومن الخطأ الإدعاء أن "الإنسان الحائز الحرية يكتفي بذاته إذ تكون غايته ابتغاء مصلحته الذاتية في التمتع بالخيرات الأرضية" (م ع إ، حرية الضمير). ومن جهة أخرى هناك مراراً كثيرة تجاهل للشروط المطلوبة لممارسة حرية صحيحة، فتضع الجميع على السواء في تجربة الخطيئة بالإساءة إلى المحبة، وبالابتعاد عن الشريعة الأخلاقية يُضر الإنسان بحريته ويتقيد بذاته ويعصي الحقيقة الإلهية. لكن المسيح نال بصليبه المجيد الخلاص لكل البشر وفداهم من الخطيئة التي كانت تستعبدهم، وفيه نشترك في الحقيقة التي تجعلنا أحراراً: "حرّرنا المسيح لكي نتنعم بالحرية" (غل 5/1)، ولقد أُعطينا الروح القدس، وكما يعلّم بولس الرسول "حيث يكون الروح فهناك الحرية" (2كو3/17)، ونحن منذ الآن نفتخر بحرية أبناء الله. وبفعل النعمة، التي تتوافق مع حس الحقيقة والخير في قلب الإنسان، يربيّنا الروح القدس على الحرية الروحية، ليصيّرَنا مساعدين له أحراراً، في عمله في الكنيسة وفي العالم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله الذي وهب الإنسان حرية الإرادة |
الإنسان الّذي يصل الى أعلى درجة في السلّم |
درجة الحرارة الأنسب لنفسية الإنسان |
اكتشاف نقطة في جسم الإنسان تصل حرارتها إلى 50 درجة |
القومي لحقوق الإنسان يرحب |