رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صلاة الـ"أبانا" نموذج يسوع للصلاة "يا رب علمنا أن نصلي".. يهتف التلاميذ نحو يسوع، وهو بدوره، بعد أن يشدّد على عدم التشبّه بصلاة المرائين والوثنيين (مت6/5-8)، أي بعد أن يظهر وجه الصلاة المزيفة والخاطئة، يقول: " وأما أنتم فصلّوا هكذا: أبانا الذي في السماوات.." (مت6/9-00). إنه يعلّم تلاميذه الوجه الحقيقي والصحيح للصلاة. لم يعد الله، في هذه الصلاة، أباً ليسوع فقط بل هو أبٌ للجميع، وبالتالي فصلاة يسوع تتجه إلى الله باسم البشر كافةً. أن لصلاة يسوع دائماً الطابع الشمولي، فهو نداء البشرية المصالَحة مع الآب. وهذا التوجه هو في البداية من أجل تقديس اسم الله. يقول القديس أثناسيوس: "الإنسان كائن تمجيدي"، ويسوع في صلاة الـ"أبانا" يمثل كل البشر في تمجيد الله الأب. ويعبر عن مجانية العلاقة معه: "ليأتِ ملكوتك"، وعن رغبة الإنسان في العيش انطلاقاً من هذه العلاقة: "لتكن مشيئتك". يحقق يسوع في هذه الصلاة ما لم يرد أدم تحقيقه وهو الارتباط الحر بالله. فآدم فصل ذاته عن الله، وبالتالي عن الآخر (تك3/12)، أما يسوع فهو في عمق كيانه مرتبط بالله ومتضامن مع البشر كافة. لم يشأ يسوع أن يفصل صلاته عن الواقع اليومي للحياة فيطلب لنا الخبز مع كل ما نحتاجه للحياة. ويطلب لنا المغفرة لنقوم بدورنا بها تجاه المسيئين إلينا، لكي لا نرتهن للخطيئة، لا لتلك التي تصدر عنا أو التي تصدر عن الآخرين. إن يسوع الذي اختبر التجربة بعمق، وقهر الشرير ببسالة (لو4/1-00)، يطلب لنا أن نحتمي بالله في التجربة، لكي لا تقوى علينا، فالله أقوى من الشرير، له الملك والعزة. |
|