منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 08 - 2014, 03:55 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,515

أنواع الصلاة
أنواع الصلاة

أنواع الصلاة متعددة، فمن صلاة المبارَكة والعبادة، إلى الصلاة العقلية، إلى صلاة الطلب، إلى صلاة التوسُّل، فإلى صلاة الشكر والتسبيح، كما وهناك صلاة فردية وصلاة جماعية... فلا فصل بين أنواع الصلاة، هي مُتداخلة في بعضها، وتنبثق من شعور واحد، شعور الإنسان أنه مخلوق. فالخليقة تفرح بأنها موجودة... فإذا ما تعرفت إلى خالقها، فلا يمكنها إلا أن تتهلل به وتشكره وتطلب إليه الخير والحياة.

ويضيق بنا المجال لكي نتكلم عن أنواع الصلاة بمجملها، وقد اخترنا أن نتوقف قليلاً على أربع منها وهي الصلاة الجماعية وصلاة التوسل، والصلاة العقلية، وأخيراً صلاة الافخارستيا.

1- الصلاة الجماعية :

قال يسوع: "كلما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فأنا أكون بينهم" (متى 18/20).

صلاة الجماعة تضمن لنا حضور المسيح. الصلاة الجماعية توحد الجماعة وتجعلها شاملة مقدسة رسولية... الجماعة تحمل صلاتي الشخصية وتقدمها إلى الآب... وأنا أحمل صلاتها وأقدمها فإذا حدث أن واحداً زاغ عن الصلاة في قلب الجماعة، أو ملَّ منها، أو تحوَّل ذهنه عنها، فإن صلاة الجماعة تعوِّض عن كل هذا... الجماعة هي كنيسة، هي الكنيسة أي جسد المسيح السري، تقدم ذاتها إلى الله وتقدم العالم، فقد زُرعت فيه لكي تكون خادمة له ومقدِّسة ومتوسلة.

2- صلاة التوسل :

أيقونة التوسل " Deisis " تقدم لنا يسوع على الصليب وبقربه مريم أمه ويوحنا المعمدان. أم يسوع هي "الممتلئة نعمة"، وتمثل كل ما في البشرية من قداسة... لذلك فهي لا تني تصلي وتتشفع... فإذا ما كانت الصلاة أسمى وأجمل ما في الحياة، فَمَن أجدر من الأُم القديسة بأن تقضي الحياة كلها في صلاة لا تكل ولا تتعب... ويتصورها القديسون وهي في السماء، إلى جانب ابنها الإلهي الممجَّد والحامل سمات الآلام، مكللة بالمجد ومتشفعة، لذلك نقول لها في كل حين: "صلي لأجلنا الآن وفي ساعة موتنا".

أمّا يوحنا المعمدان، فهو حاضر في الأيقونة لأنه "الأعظم في مواليد النساء" (متى 11/11)... ولأنه نبي... وبخاصة لأنه شهيد... والشهيد الذي قدم دماءه من أجل الله ومات في سبيله، هو البطل القديس، الذي نراه حاملاً رأسه بيده وسائراً بخطى ثابتة إليه تعالى، فلا شيء يمكن أن يثنيه، وقد أصبح في العالم الآخر، عن قصده هذا أو يرجعه إلى الوراء... عمله الاستشهادي كرسه بطريقة مستديمة في حب الله والسكنى في حضرته القدوسة, استجابةُ توسله هي مؤمَّنة من جرّاء قبول ذبيحته المَرْضية.

ولنا في العهد القديم مثلان مهمان عن صلاة التشفع: صلاة إبراهيم من أجل صادوم (تكوين 18/17) وصلاة موسى بعد حادثة العجل الذهبي (خروج 32/7-10).

3- الصلاة العقلية :

هي زمن الصلاة المكثف... هي نظرة إيمان: "أَنظر إليه وينظر إليّ" (خوري آرس).... "أنظر إليه وأحبه" (شارل دي فوكو)... هي إصغاء... هي صمت... هي اتحاد حميم بصلاة المسيح والدخول في معيته، هي شراكة مَحبّة تحمل الحياة للكثيرين...

وفي كاتدرائية شارتر، أربع لوحات زجاجية ملوَّنة، تصور لنا الصلاة العقلية:

فالأولى: ترينا ابنة صبية تدخل الكنيسة، والثانية، ترينا إياها جالسة على المقعد وفي الثالثة تفتح كتاباً وتقرأ فيه، وفي الرابعة، نراها تضع الكتاب جانباً، وتغرق في الصلاة.

فعند وصولها إلى الكنيسة: تدخل إلى هيكلها وتنسى ما وراءها. وفي جلوسها: تستحضر الله لكي تُوجد معه. وعند أخذها الكتاب: تقرأ فيه كلمة موجهة إليها شخصياً في هذا الوقت بالذات... وفي صمتها: تتأمل بالكلمة وتصغي إليها وتقيم فيها عابدة، متوسلة، ومُسبِّحة...

4- صلاة الافخارستيا :

- صلاة الافخارستيا تجمع بين ما عمله يسوع في العشاء السري وما أَتمَّه على الصليب... والقداس يحقق ما صار في هذين الحدثين المهمين في حياة يسوع.

- ليتورجيا القداس تُقسم إلى قسمين رئيسين: رتبة الكلمة، وتقدمة الذبيحة... رتبة الكلمة ترمز أكثر إلى العشاء السري، فيما قسم الذبيحة هو تحقيق لذبيحة المسيح بالذات.

- وفي الافخارستيا تتم سريّاً، (أي على الطريق الأسرارية)، ذبيحة المؤمن نفسه... فإذا كانت ذروة صلاة المسيح، هي في تقدمة ذاته على الصليب، فإن ذروة صلاة المسيحي هي في اشتراكه بتقدمة يسوع هذه، والمشاركة معه في موته وقيامته.

يقول الرسول بولس:

"قدموا ذواتكم ذبيحة حية مقدسة مرضية، فهذه هي عبادتكم الروحية" (روما 12/1).

كيف يتم ذلك ؟! إنه يصير في القداس بالذات، وبالتحديد في قسم الذبيحة... يأتي المؤمنون إليها حاملين معهم كل ما يعيشونه، كل ما يفرحهم ويؤلمهم، يأتون بهمومهم ومشاكلهم وصراعاتهم... ويأتون بنجاحاتهم وإنجازاتهم وابتكاراتهم... ويأتون خاصة بهذه الجروحات النازفة من جراء الخطيئة والعذابات والمشادات والمعاكسات، يأتون بها لكي يشاركوا المسيح المجروح فينظرون إلى "المطعون والواقف في آن"... ينظرون إلى المتألم ويعرضون آلامهم عليه فتتطهر ويأخذون من آلامه الممجّدة قوة خلاصية... ويعرضون أعمالهم الناجحة وأطايب الحياة فتتبارك وتتقدس... يتقبلون المغفرة في هذا الوقت بالذات حيث تُوجَّه إليهم كلمة المسيح "هذا هو جسدي لمغفرة الخطايا" كما وتميل أفكارهم وقلوبهم إلى هذه الحياة الأبدية المعطاة لهم والمبتدئة منذ اللحظة الآنية.

ففيما بالعماد يُطعَّم المسيحي في جفنة المسيح ويتأسس فيها ويثبت، وبينما سائر الأسرار تعطيه النعمة لكي يعيش بالمسيح المحطات المهمة من حياته، فإن الافخارستيا تُقدِّم له زاداً يومياً أو أسبوعياً، يمكنّه من متابعة سيره (كما إيليا في الصحراء)، بقوة فائقة الطبيعة، وبمنطق الحق الإنجيلي، فتصفو له جمالات الحياة، وتحلو مباهجها، ويجتاح الظروف الصعبة والأزمات، ويتغلَّب على التجارب، والعراك يزيده صلابةً ومناعة.

وعندما يخرج بعد المناولة من بيت الله، فإنما يكون مستعداً لأن يبدأ عمله التقديسي بين الناس، ويحقق صفاته الكهنوتية والنبوية والملوكية، فيقدِّم الآخرين والعالم كله إلى الله، ويقدمه تعالى إليهم جميعا،ً وينقل طعم المسيح من خلال خدمته وكلمته وعمله إلى محيطه وأقرانه ويكون بدوره نوراً وملحاً وخبزاً طيباً.

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هذا نوع من أحسن أنواع الصلاة
أنواع الصلاة
أنواع الصلاة وغاياتها
أنواع الصلاة
تشمل كل أنواع الصلاة


الساعة الآن 01:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024