رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صلاة يسوع توقَّف المسيحيون الأولون عند هذا الحدث الكبير الأهمية، وكذلك آباء الكنيسة... ومنهم من قال من جراء ذلك أن يسوع ليس إلهاً، بل كائناً مخلوقاً (آريوس) وصار تضعضع وانقسامات وظهرت بِدَع مسيحية مختلفة حتى تاريخ انعقاد المجمع المسكوني الأول، المجمع النيقاوي سنة 325... فتحددت نهائياً ألوهية المسيح... إنما السؤال يبقى مطروحاً: كيف يصلي الله إلى الله ؟ الابن إلى الآب ؟!... لسنا ندخل في حديثنا هذا في صميم المسألة اللاهوتية، إنما نُرتكز على العقيدة العتيدة لكي نفهم صلاة يسوع. إنها صادرة من الابن إلى الآب... فالآب هو مصدر الألوهة، ويبقى الأصل الأول، ضمن الثالوث القدوس، لهذه الألوهة بالذات... ففي المجمع المسكوني الرابع الذي عُقد في خلقيدونيا: توضحت مسألة الطبيعتين في المسيح، الطبيعة الإلهية والطبيعة الإنسانية... فالمسيح المتجسد أراد أن يعيش حياة الإنسان بكاملها... "فأخفى ألوهيته" كما يقول بولس الرسول (فيليبي 2/7)، واتخذ "صورة العبد"، رغم كونه صورة الآب السماوي الذي لا يُرى (قولوسي 1/15) فنحن هنا أمام سر كبير: سر التجسد: الذي أراد يسوع المسيح من خلاله أن يمثلنا أمام الآب، فهو "بكر الخلائق كلها" (قولوسي 1/15)... وهو رأس الجسد أي رأس الكنيسة (قولوسي 1/18) يتكلم باسمها ويُقدمّها وصلاتَها إلى الله الآب. وابن الله الذي صار ابن البتول تعلم الصلاة، بحسب قلبه البشري. تعلّم صيَغ الصلاة من أمه التي كانت تحفظ كل "عظائم" الله وتتأمل فيها بقلبها (لوقا 1/49). وهو نفسه صلّى في الكلمات والإيقاعات التي كانت لصلاة شعبه، في مجمع الناصرة، وفي الهيكل، ولكن صلاته كانت تنبع من معين سري آخر، كما ألمح إلى ذلك، وهو في الثانية عشرة، قائلاً: "يجب أن أكون فيما هو لأبي" (لوقا 2/49) مشيراً إلى هذه الحميّة البنوية التي تجمعه دائماً بالآب. |
|