رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الثقافة الجنسية : هي تقديم توعية جنسية للشخص (سواء كان طفلا أم كبيراً) تهدف إلى تصحيح مفاهيمه عن الرجولة والأنوثة، وعن طبيعة الرجل والمرأة، وأساليب التعامل الراقي بين الجنسين، والرؤية الإنسانية الراقية للجنس والزواج، وأساليب التفاهم والتكيف الزوجي ... هذا بالإضافة إلى بعض المعلومات الطبية عن تركيب ووظائف عمل الأعضاء الجنسية. أما إذا أردنا التحدث عن الثقافة الجنسية المسيحية ، فإن هناك إضافة مهمة وهي معالجة كل الموضوعات السابق ذكرها برؤية مسيحية كتابية (بنظرة الكتاب المقدس) روحية. لماذا التخوف من الثقافة الجنسية ؟ واضح هنا من تعريف الثقافة الجنسية، أنها أخلاقية قبل أن تكون بيلوجية، ولا نبتعد عن الحقيقة إذا قلنا أنها أخلاقية بيما يزيد عن 80% وبيلوجية بما يقل عن 20% ... ولكن الراسخ في أذهان الكثيرين أن الثقافة الجنسية هي بيلوجية بالدرجة الأولى، وأنها تهدف إلى تعليم الشخص كيفية ممارسة الجنس ! لذلك يرفضها الكثيرون ويعتبرونها وسيلة مساعدة على انحراف الشباب ! ... وبناء على ذلك صار التكتم على كل ما هو جنسي – في نظرهم – وسيلة أكثر أماناً لاستقامة الشباب وإبعادهم عن الانحراف ! وماذا كانت النتيجة ؟ مزيداً من الانحراف نتيجة بحث الشباب بطريقة خاطئة عن كل ما هو ممنوع، ودخول أصدقاء السوء، والمعرفة الإلكترونية من خلال القنوات الفضائية والإنترنيت لتكثيف الجانب البيولوجي من الجنس, والتحول به إلى مجال الإثارة الحسية الرخيصة التي تـُغـَيـِِّب عقول الشباب وتدفع بهم إلى انحرافات يتأفف الإنسان من ذكرها، هذا مع الإهمال التام للجانب الأخلاقي للجنس ليصبح الجانب الجسدي الحسي هو المسيطر على الاتجاهات الجنسية للشباب. التربية الجنسية : التربية الجنسية تعني رعاية الطفل في مراحل نموه المختلفة من أجل تنمية اتجاهات سَليمة لديه نحو نفسه، ونحو الجنس الذي ينتمي إليه، ونحو الجنس الآخر، ونحو الأمور الزوجية والأسرية، والمساعدة على إدماج كل ذلك في شخصية إنسانية متكاملة، جنباً إلى جنب مع إعطاء المعلومات الجنسية السليمة بطريقة علمية مبسطة تتناسب مع المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل، وفي إطار أخلاقي روحي بتناسب مع قيم المجتمع وتقاليده وعاداته. والتربية الجنسية لها شقان : (1) بُعد نفسي أخلاقي : تنمية شخصية الطفل من خلال المعايشة اليومية الأسرية، ليتقبَّل ويتفهََََّم الجنس الذي ينتمي إليه، ويتقبَّل ويحترم الجنس الآخر. (2) بُعد معرفي علمي : تقديم المعلومة العلمية السليمة المبسطة المناسبة للمرحلة العمرية التي يمر بها الطفل. فإذا قدمنا للطفل مثلا فكرة عن كيفية حدوث الحمل (المعلومة العلمية)، يجب أن نشرح له البعد الأخلاقي بأن الحمل يأتي نتيجة حب بين شخصين اختار كل منهما الآخر بكامل إرادته، وقررا أن يعيشا معاً ليصبح كل منهما الحبيب الأوحد مدى الحياة، وكللا ذلك بالزواج المقدس، وأنهما لم يقررا ذلك إلا في مرحلة عمرية بلغا خلالها درجة كافية من النضج العقلي والعاطفي والأخلاقي والاجتماعي ... وإذا لم نشرح للطفل (بما يناسب إدراكه) هذا البُعد الأخلاقي جنباً إلى جنب مع البعد المعرفي فلا نكون قدمنا إلا معلومة سطحية. |
|