سلخانة قسم المطرية

[Mary Naeem]

سلخانة قسم المطرية


فيتو

شهدت أقسام الشرطة في الآونة الأخيرة وقوع حالات وفاة بين المتهمين المحتجزين، يأتي على رأسها قسم شرطة المطرية الذي شهد العديد من حالات الوفيات خلال الـ7 أشهر الماضية، مما فتح معه باب التكهنات عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الحالات، وأسال الكثير من الحبر على عودة بطش الداخلية وتعذيبها للمتهمين بحجز الأقسام، وسط مطالبات منظمات حقوقية لوزارة الداخلية بفتح تحقيقات عاجلة حول هذه الوقائع، ومحاسبة المسئولين عنها، خاصة عقب اتهام أهالي المتوفين للداخلية بالاعتداء على ذويهم وتعذيبهم حتى الموت، ومن جانبها رصدت "فيتو" أشهر الوقائع.


في ظروف غامضة
بتاريخ 17 أغسطس 2014 توفى عاطل محتجز داخل قسم شرطة المطرية، في ظروف غامضة، وتبين أن المتوفى هو "أحمد بيومى"، متهما في قضية حيازة سلاح ناري، وحضر إلى ديوان القسم منذ يومين فقط، ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يتم نقله إلى المستشفى.


وفى سياق متصل، رجح مصدر أمني أن يكون سبب الوفاة بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.


وفي 15 يونيو 2014 لقي متهما مسجل خطر في قضية مخدرات مصرعه في ظروف غامضة داخل حجز القسم.


وبتاريخ 19 يناير 2014 لفظ مسجل خطر مصرعه داخل حجز قسم شرطة المطرية بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية، كان العميد محمد نجم مأمور قسم المطرية قد تلقى إخطارًا من النقيب حسام حنفى معاون الضبط يفيد بوفاة مسجل خطر داخل الحجز نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، وتبين أن المجنى عليه كان محبوسًا على ذمة قضية اتجار في المخدرات.


تهديدات أمين شرطة
و8 مايو 2014 لقي "عزت عبدالفتاح" موظف وزارة المالية داخل حجز قسم شرطة المطرية، أحد المحبوسين بقرار من النيابة العامة لاتهامه بالاشتراك في مشاجرة بمنطقته، مصرعه داخل حجز القسم.


وكشف تقرير الطب الشرعى النهائى حول ملابسات وفاة موظف وزارة المالية، عزت عبدالفتاح سليمان الغرباوى، 46 سنة، في 8 مايو الماضى، داخل حجز قسم شرطة المطرية، وتبين أنه لم يتم رصد آثار لكرباج أو أي آلة حادة على جسد المتوفى، وأن الإصابات تمت بجسم صلب عريض المساحة، مثل ركلات القدم والأيدى «البوكس» وهى السبب في كسر 9 ضلوع، وبالنسبة للنزيف والارتجاج الدماغى فيرجح رطم رأس المتوفى في الحائط أو أي شىء صلب.


وذكر التقرير وجود نزيف بالمخ وكسور في الأضلاع من 2 إلى 10 وكسر في عظمة القص. وكشف عن وجود نزيف في التجويف الصدرى، وأكد أن سبب الوفاة نتيجة ما به من إصابات وكسور بالأضلاع وفشل في التنفس، إضافة إلى إصابة الرأس وما صاحبها من مظاهر ارتجاج دماغى أدت إلى الوفاة.


وقال نجلة أحمد، 25 سنة: «الحمد لله الذي أظهر الحقيقة بعد أن فقدنا الأمل في القصاص من قتلة والدى»، وأضاف: في الفترة الماضية تلقينا العديد من التهديدات من أمين الشرطة أحمد عيد، المتهم الأول بقتل والدى، حتى أنه أرسل إلينا بعض الأشخاص من أهالي المنطقة مهددين بحبس والدتى وقتلها داخل قسم الشرطة في حال عدم تنازلنا عن اتهامه ومعاون المباحث أحمد يحيى بقتل والدى.


وأضاف نجل ضحية التعذيب بقسم المطرية أن أمناء الشرطة والضباط في قسم شرطة المطرية يهددون أهالي المنطقة بنفس مصير والدى، الذي أصبح يُضرب به المثل بين ضباط وأمناء القسم في التهديد بالتنكيل والقتل.


كما سقط سائق في العقد الخامس من العمر قتيلا داخل حجز نفس القسم، والذي كان محبوسا في قضية مخالفة مرور بحجز القسم، وشخص الأطباء الذين أجروا عملية الكشف الطبى عليه أن سبب الوفاة بـ"هبوط حاد في الدورة الدموية".


قبل الإفراج
كما توفى أيضًا في نفس القسم شاب يدعى "أحمد محمد" 22 سنة، والذي نقل من سجن برج العرب لحجز القسم؛ تمهيدا للإفراج عنه في اليوم التالى، إلا أنه لم يتحمل الوضع داخل غرفة الحجز بالقسم، وأصيب بحالة إعياء شديدة بحجز القسم، ونقل على إثرها لمستشفى المطرية التعليمى للعلاج، ولفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق إلى المستشفى.


وكانت معاينة نيابة المطرية برئاسة المستشار حسن داود، لحجز قسم شرطة المطرية، عقب وفاة حالتين بداخله في شهر واحد، قد كشفت عن عدم ملائمة الحجز للشروط الواجب توافرها فيه، حيث إن مساحة الحجز صغيرة لا تتناسب مع عدد المحبوسين بداخله.
كما تبين عدم التهوية الجيدة لحجز القسم حيث يحتوي على مروحة واحدة، وقامت النيابة بإحالة تقرير وضعت به توصيات لحجز القسم حتي يتم رفع الأمر لوزارة الداخلية لاتخاذ اللازم.


وردًا على ذلك قال مصدر أمني إنه لم يتم أي رصد حالات لتعذيب داخل قسم شرطة المطرية، مضيفًا أن لا تستر عن الأخطاء وإذا ثبت ذلك يتم إحالة المسئولين إلى قطاع التفتيش بوزارة الداخلية.


وأشار المصدر إلى أن جميع الحالات وفاة طبيعية، حيث قال مش هنمنع عزرائيل يقبض أرواح الناس ".