محصلش حاجة يا ابنى

[بنت معلم الاجيال]

ويحكى الأخ/ نجيب ... من الأقصر:
أنا من مدينة الأقصر .. وذهبت إلى قنا فى دورة تدريبية .. ولم أكن أسمع أو أعرف شيئاً عن الأنبا مكاريوس.
خرجنا قبل ميعاد السيارة (الأتوبيس) .. فقلت استغلالاً للوقت أذهب للسلام على سيدنا أسقف قنا (الأنبا مكاريوس). وعلى باب المطرانية وجدت جنديين فسألتهما .. فقالوا لى: "اصعد إلى المطرانية وستجده" .. فدخلت ولم أجده فى الدور الأول .. فصعدت إلى الدور الثانى .. فطرقت على الباب فلم أجد اجابه .. فدخلت من صالة إلى صالة حتى فوجئت أننى أمام "راهب" يلبس جلباباً أزرقاً غامقاً.. وطاقية بيضاء .. وذو لحيه بيضاء مهيب .. ولم يطرق ببالى أن يكون هو سيدنا الأنبا مكاريوس. فقلت له: "أين سيدنا" .. فقال لى: "أتفضل .." وجعلنى أسير أمامه طرقة طويلة إلى أن وصلت إلى صالون فخم .. وقال لى: "أتفضل .." فجلست وهو واقف .. وقلت له: "أنا عايز الأنبا مكاريوس .." فقال لى: "أيوه يا ابنى .." فتخيلت أنه سوف ينادى لى الأنبا مكاريوس .. ولما لم يتحرك من وقفته كررت عليه الطلب عدة مرات فى حوالى نصف ساعة .. بعدها قال لى: "انت عايزه ليه .." فقلت له: "أنا من الأقصر .." فقال لى: "أنا الأنبا مكاريوس يا ابنى.." ففوجئت .. وتأثرت .. ووقفت وأنا أبكى .. كيف أننى طول هذه الفترة .. أكلمه وأنا جالس .. وهو واقف ..
فظل يربت على كتفى .. ويقول لى: "محصلش حاجة يا خويا .. معلش يا ابنى"، ودخل ليأتى لى بحلوى وصورة للسيدة العذراء .. وظل يربت على كتفى وكأنى طفل صغير .. ونزل معى يودعنى إلى الباب الخارجى ويقول لى: "محصلش حاجة يا ابنى.. ".
فى ثلاثاء نينوى 9/2/1993م كنت فى كنيسة السيدة العذراء بالأقصر وفى أثناء القداس رأيت الأنبا مكاريوس وسط صفوف المصلين لابساً أبيض وينظر إليَّ أكثر من عشر دقائق .. ثم اختفى المنظر..