منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 08 - 2014, 12:34 PM
 
merona Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  merona غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 98
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,815

الخطية الأعمق في حياتك
+++++++++++++++++


كثيرًا ما يخطئ الإنسان، وينسى ما قد ارتكبه. ولكن هناك خطية مُعيَّنة تقف أمامه ولا يستطيع أن ينساها. إنها خطية تركت عُمقًا مُعيَّنًا في مشاعره، وعُمقًا آخر في ذاكرته. ووقفت أمامه تشعره بأنه إنسان خاطئ... أو هي خطية لها أثر كبير على سُمعته أو على مستقبله. ورُبَّما آثارها امتدت إلى زمن طويل. أو من الصعب علاج نتائجها.

وقد تدخل هذه الخطية إلى أعماقه وتستولي على إرادته فلا يستطيع منها فكاكًا. وقد تصبح جزءً من طبعه، يقع فيها باستمرار. وتقف أمامها إرادته عاجزة تمامًا. على أن خطورة هذه الخطية قد لا تكون في كثرتها إنما في بشاعتها.. ومثل هذه الخطايا لا تُعد وإنما توزن.

فإذا أضيف تكرار الخطية إلى بشاعتها، يكون الأمر أصعب وأخطر. وبخاصة تلك الخطايا التي ترسخ في العقل الباطن، وتتعمَّق جذورها فيه، وتُصبح مصدرًا لأحلام وأفكار وظنون وشهوات... ويحاول الإنسان أن يتخلَّص منها فلا يستطيع! لقد أصبحت وكأنها جزء من طبيعته ومن تكوين شخصيته. لقد تعوَّدها فلصقت به. وكأنه قد ذاق شيئًا فاستطعمه وما عاد يستغني عنه. وهو مُستعد أن يتوب عن جميع خطاياه ويتركها ما عدا هذه... هذه التي صارت تجري في دمه وفي عُمق شهواته.

مشكلة هذه الخطية أنها محبوبة جدًا لِمَن يرتكبها. وقد يتأثَّر بعظات عميقة ويحب أن يتوب، ولكنه لا يستطيع. إنه يندم على ما وصل إليه من مستوى. ولكنه مع ذلك أسير لتلك الخطية، عاجز عن مقاومتها. سيطرتها عليه أقوى من رغبته في التَّخلُّص منها. إنه يحتاج إلى دفعة كبيرة من الخارج، تنقذه من الهوة التي هبط إليها، وتُمزِّق عنه الربط التي تقيد بها... يحتاج إلى عمل من النعمة ينقذه من سيطرة تلك الخطية عليه فلا يعود ينجذب إليها.

هناك خطايا أخرى تتعب الإنسان، وتهز ضميره هزًّا متى استيقظ: مثل خطية الارتداد، وخطية التجديف، وخطايا الشك... نعم، الشَّك الذي يُقال عنه أنه من السهل أن يدخل إلى عقل الإنسان، ولكن من الصعب أن يخرج والشك الذي يفقد به الشخص ما كان له من بساطة الإيمان، ويتوه ذهنه في عقلانيات متناقضة لا تنتهي. هذا إذا كان شكًّا في اللَّه وفي بعض الأمور الإيمانية. أمَّا إن كان الشَّك في إنسان، فإنه يفقد الثقة به ويعجز عن استرجاعها.

خطايا أخرى لا ينساها الإنسان بسبب نتائجها: مثال ذلك زوج أهان زوجته إهانة كبيرة جدًا أذلّ بها كرامتها فلم تستطع احتمالها. فتركت بيت الزوجية إلى بيت أبيها. وعجزت كل محاولات المصالحة بسبب عُمق ما أحست به المرأة، مِمَّا جعلها تفقد محبتها لذلك الزوج، وقد أخذت فكرة عن طباعه ومعاملاته بحيث أسقطته من نظرها... وهو نفسه يذكر إهانته لزوجته في ندم، مُعتبرًا أنها الخطية الكبرى في حياته الزوجية. وتزداد هذه الخطية خطورة وعُمقًا إن كانت نتائجها قد وصلت إلى المحاكم والقضايا.

وقد تصبح الخطية هي الأعمق في الحياة إن كان لا يمكن علاجها: مثل حالة فتاة فقدت بكارتها وحملت سفَّاحًا، أو حالة راهب كسر نذره وتزوَّج. أو حالة موظف كبير ضُبِط في رشوة وفقد وظيفته وسُمعته. وأصبحت نتيجة الخطية عند كل هؤلاء تطاردهم وتسيئ إليهم.

هناك خطية سببها طبع إنسان يحب من كل قلبه أن يعرف أسرار الناس وأخبارهم. فهو جوعان أخبارًا، يبحث عن أسرار الناس، ويسأل عنها، ويُفتِّش ويسمع ويتسمع ويستنتج. ويسأل أسئلة محرجة لكي يعرف منها خبرًا. ويتفاوض مع آخرين من مُحبي معرفة أسرار الناس، لكي يعطيهم خبرًا مقابل معرفة خبر...

ثم يتحوَّل من جامع أخبار إلى ناقل أخبار. وتُصبح سُمعة الناس مضغة في فمه، يلقيها في آذان الغير كعليم ببواطن الأمور ومتداخل في الأسرار. وقد يسمعها البعض منه ويتهرَّب البعض الآخر، خشية أن يصبحوا هُم أيضًا هدفًا له، ولمحبته معرفة الأسرار. وهكذا قد يجد أن محبته معرفة أسرار الغير قد أبعدت الناس عنه. وأيضًا قد أتعبت أفكاره، فما عاد يثق بأحد.

وقد يتحوَّل من ناقل للأخبار إلى مؤلِّف للأخبار.. فينسب إلى البعض أخبارًا لم تحدث ولكنه رُبَّما يستنتجها أو يدَّعيها.

إنَّ الخطيَّة التي هي أكثر عُمقًا في حياة الإنسان: إمَّا هي خطية الماضي التي لا يمكن أن تُنسى. أو خطية الحاضر التي تعجز الإرادة عن مقاومتها، فهي بذلك مستمرة ودائمة. أو هي خطية المستقبل إذ أصبحت شهوة في حياة الإنسان يعملها الآن وكل أوان.

وقد لا تكون الخطية الأعمق في حياة الإنسان مرتبطة بأي عمل مثل شخص لا يستطيع أن يسعد نفسه عمليًا، فيعمل على إسعادها بالفكر بتصورات في الخيال. ذلك أن المحرومين عمليًا يعوضون أنفسهم بالفكر والخيال دون أن يتخذوا أي إجراء عملي بنَّاء يبنون به أنفسهم! ويدخلون في مجال واسع من أحلام اليقظة سواء فيما يريدونه لأنفسهم من مناصب ودرجات وألقاب أو حتى ما يشتهونه من خطايا ليست متاحة لهم عمليًا، ولكنها متاحة في الخيال. ). والخيال مجاله واسع لا يقف عند حدّ. يتصوَّر فيه الشخص تصورات لا يمكن أن تتحقَّق في الواقع، ويكون سعيدًا بذلك سعادة وهمية.

وكثير من المجانين يقعون في مثل هذا الخيال الذي يشبعون به أنفسهم. والفرق بينهم وبين العقلاء، أنهم يُصدِّقون ما يتخيلونه.

البعض تكون خطيَّته العميقة قاصرة على نفسه. والبعض الآخر تكون خطيئته واقعة على الآخرين. فهو لكي يظهر ذاته يعمل على تحطيم غيره، مقتنعًا بأن تحطيم الغير أو محاولة تحطيم الغير إنما يدل على تفوق في ذاته يسعده ورُبَّما تكون سياسته الإقلال من شأن الآخرين أسلوبًا دائمًا في حياته. وهو لا يعتبره خطيئة بل يستمر فيه مدعيًا أنه يفعل الخير.
.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الله يريد أن ينير حياتك فيطرد كل ظلمة الخطية منك
إن الخطية تقيد حياتك فلا تنبهر بجمالها
إن بعدت عن الخطية تشعر بالعزاء في حياتك الروحية
قد تتحول الخطية فى حياتك إلى وحوش..
الخطية الأعمق في حياتك


الساعة الآن 04:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024