الإيمان والعقل هما بمثابة الجناحين اللذين يمكنّان العقل البشري من الارتقاء إلى تأمل الحقيقة. الإنسان منذ نشأته يطرح على ذاته أسئلة عميقة تطبع مسيرة الوجود البشري بطابع متميز: من أنا وإلى أين؟ لماذا وجود الشرّ وماذا يعقب الحياة؟ (نجدها في كتب العهد القديم وحِكم الشرق الأقصى وأشعار اليونان وفلاسفتها والميثولوجيات القديمة). هذه الأسئلة لها مصدر مشترك: البحث عن المعنى. والجواب على هذه الأسئلة هو الذي يوجّه حياة الإنسان.
الكنيسة ليست غريبة عن هذه المسيرة ومن مهامها خدمة الحقيقة. إنّها تعلن حقيقة المسيح الطريق والحق والحياة وتشجّع الجهد البشري للبلوغ إلى الحقيقة وتؤكد على مقدرة العقل على الوصول إلى الحقائق الأساسيّة وتشجّع التفاعل والتكامل بين الإيمان والعقل.