رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكنيسة سر الكنيسة هي سر لأنها على مثال يسوع المسيح ( إلهية \بشرية ) في آن واحد، (سماوية \ أرضية) في الوقت نفسه، أي أنها مزدوجة النشأة و الطبيعة و الهدف، إنها سر تربط الله بالإنسان إنها سر لأنها معطية الأسرار، إنها السر الأكبر الذي يحتوي باقي الأسرار، إنها سر يسوع المسيح كما أن يسوع المسيح هو سر الله. الكنيسة هي سر ببعديها الإنسان و الإلهي كما هو يسوع المسيح "إذا عرفتموني عرفتم أبي من رآني رأى الآب" (يو14/7-9 )، و لا أحد يتوصل إلى معرفة الآب إلا بالمرور عبر المسيح ( الطريق ) نحو الآب صورة الله الذي لا يرى (كول1/15). هذا هو دور الكنيسة أيضا غايتها أن تظهر المسيح و تقودنا إليه ناقلة لنا نعمه، إن سبب وجودها هو أن تربطنا بالمسيح، و هي الوحيدة القادرة على تحقيق ذلك في كل زمان و كل مكان ، فإذا زالت الكنيسة زال الفداء. الكنيسة هي آية، علامة، و الآية بحد ذاتها لا معنى لها و لكن تشير إلى شيء آخر غيرها، لذلك لا نتوقف عند العلامة، الكنيسة آية تشير إلى المسيح إلى الله إلى الحقائق الروحية إلى الخلاص إلى الوحدة البشرية بالله. الكنيسة بطبيعتها ثنائية الانتماء إنها امحاء أمام ما تدل عليه مثل الكلمات التي تبقى جوفاء إن لم تق إلى المعنى آلي الفكرة، إنها ليست حالة وسطية و لكنها وسيط إنها لا يمكن أن تنعزل عن أي طرف من الطرفين اللذين تربطهما. تربطنا الكنيسة بالمسيح بفضل الروح الذي وهبه لتلاميذه يوم العنصرة، الكنيسة بدأت مع المسيح و لكن بلغت كمالها بالروح إن الروح يعلمنا كلية الحقيقة و لكن ليس أكثر من يسوع، مرسل الآب "انه لا يتكلم من عنده ولا يبحث عن مجده كما أرسلني الآب كذلك أرسلكم" أن الروح لا يعطينا تعليما جديداً و لكنه يفتح أذهانا لفهم تعليم يسوع، مذكراً إيانا بكل ما قاله. لقد تكلم الروح قبل مجيء المسيح بواسطة الأنبياء "الناطق بالأنبياء" كي يعلن عن يسوع، و بعد صعود يسوع إلى السماء أصبح الروح هذا الحضور الذي يسكن في أعماقنا و يحدثنا عن يسوع و يشهد له. كما يشهد يسوع للرب. هكذا يسكن الثالوث داخل الكنيسة فلا أحد يشهد لذاته أو يحل محل الآخر بل يقود إليه، الابن يشهد للآب و الروح يشهد للابن و الكنيسة بفضل روح يسوع تشهد للابن الذي يقودنا نحو الآب. إن الروح روح يسوع المسيح الذي يحيي جسده ، الروح يجمع و يوحد الكنيسة ، شعب الله الجديد، أنا بالروح كما إننا بالمسيح، إذ تعمدنا بروح واحد كي نكون جسداً واحداً. إن الكنيسة هي جماعة الروح والروح يمجد يسوع في الكنيسة. الكنيسة هي سر المسيح ورسالتها الوحيدة أن تجعل يسوع حاضراً للبشر فعليها أن تعلن عنه وتقدمه لهم. إن واجبنا هو الإعلان عن يسوع المسيح إذ يجب أن يظهر يسوع المسيح للآخرين من خلالنا و يظهر كتاب أعمال الرسل دور الرسل في التبشير المسيح و ما يقومون به من نشاط و جهود كي يشهدوا ليسوع في كل مكان: "ولكن الروح القدوس ينزل عليكم فتنالون القوة و تكونون لي شهودا في أورشليم و كل اليهودية و السامرة حتى أقاصي الأرض"(اع1/8 ). لقد انطلقت "الكنيسة الناشئة" لإعلان بشرى الخلاص، بشرى الفرح الكبير مثلما انطلق الملائكة في بداية الإنجيل ليبشروا بالفرح العظيم الذي لا يستثني أحداً، فرح ولادة المخلص. لا تعتمد الشهادة ليسوع المسيح على اللسان و الكلم فقط بل على منهج الحياة و تصرفات الأشخاص، وبقدر ما تصبح حياتنا مسكنا لروح، تنشر رائحة المسيح كرائحة زكية طيبة، تظهر في الاخوة المتبادلة و المحبة بين المؤمنين، لقد كانت شهادة الجماعة المسيحية الأولى بالدرجة الأولى شهادة أخوة و محبة "قلبا واحدا وروحا واحدة". لذا يجب على الكنيسة أن تكون متجسدة في أرض الواقع، حاضرة في التاريخ، ولكنها تشير بذات الوقت إلى حقيقة سماوية، إنها تتعالى فوق التاريخ، ففي حقيقتها المرئية البشرية هناك حقيقة روحانية إلهية لا نراها إلا بعيون الإيمان. لقد أكد المجمع الفاتيكاني الثاني على النظرة الثالوثية للكنيسة و بكونها تعود في أصلها إلى قصد الثالوث الأقدس و تحقيقه المرحلي في التاريخ: إن الرب يدعو جميع الناس للشركة معه في حياته الإلهية، انه يدعونهم في ابنه "جميع الذين يؤمنون بالمسيح، أراد الآب أن يدعوهم لتأليف الكنيسة المقدسة" إنها "أسرة الله" التي جمعها الله و حققها على مدى مراحل التاريخ، لقد بشر بها بالرموز منذ بدء العالم وهيئ لها من خلال شعب العهد القديم، و أنشئها يسوع المسيح و أعلنت بحلول الروح القدوس. تظهر نية قانون الإيمان دور الثالوث الأقدس في الخلق و الخلاص الذي يتجلى حياة جديدة: "نؤمن باله واحد آب ضابط الكل ... وبرب واحد يسوع المسيح ...و بالروح القدوس" وبعد هذا التأكيد على الثالوث الأقدس يأتي الإعلان عن الأيمان بالكنيسة ، كثمرة أولى لعمل الروح كما كان لحلول المحيي. إن الكنيسة ليس لها كيان بذاتها و ليست هدفا بحد ذاتها ، هي بناء المسيح و إليه تتجه، هي امتداد لسر التجسد لتحقق حضور المسيح في تاريخ البشرية. إن حقيقة الكنيسة لا تتجلى إلا إذا حاولنا إن نفهمها على ضوء مشروع الله الخلاص و تتطوره عبر التاريخ أي على ضوء الثالوث الأقدس في البشرية فالمعمودية التي تدخلنا الى الكنيسة هي باسم الآب والابن والروح القدوس، هذا هو المشروع الذي أعده الله بسابق تدبيره منذ الأزل حتى يوحد البشرة" تحت رأس واحد هو المسيح(اف1/10"ويهدي جميع الأمم إلى طاعة" ( روم 16/26 ). إنها سر الله كما يقل القديس بولس، و قد كشف عنه بيسوع المسيح. فما هي العلاقة القائمة بين الكنيسة وعمل الثالوث الأقدس في البشرية؟ و ما هي الأحداث الرئيسة التي قامت عليها الكنيسة ؟ إن الاعتراف الإيماني للآب و الابن و الروح القدوس يقود إلى الاعتراف بالكنيسة ، أولى عطايا الله وما تقوم به الأقانيم الثلاثة من عمل خلاصي إنها فعل الثالوث الأقدس. فسر الكنيسة متجزر في الثالوث الأقدس، و سوف نتوقف لنوع خاص عند ثلاث صور كتابية عن الكنيسة شعب الله، جسد الكنيسة، وهيكل الروح القدوس. |
|