رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَل َ؟ في قمة تجبره وهو في عنفوان قوته ، كان لم يزل شاول ينفث تهديدا ً وقتلا ً على تلاميذ الرب . كان يسافر ويطاردهم ، يقبض عليهم ويلقي بهم في السجون ، يقتلهم ثم يفتك بهم . وفي طريق جبروته وهو يعتلي جواده بغتة ابرق حوله نور ٌ من السماء اسقطه على الارض . وهو ملقى ً وسط حوافر الجياد منكفئ على وجهه ومنكسر ، سأل : " يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَل َ؟ " ( اعمال الرسل 9 : 6 ) . وقيل له ماذا ينبغي ان يفعل . لم يستطع ان يرفس مناخس ، سلّم واستسلم وتألم . كان الله قد اعده ليكون اناء ً مختارا ً ليحمل اسم الرب امام الامم والملوك وبني اسرائيل . وعلى مر السنين أرى الله بولس كم ينبغي ان يتألم من أجل اسمه ، وأُضطهد المُضطهد . لكن الله اراه رؤى ً واعلن له اعلانات عظيمة ، اُختطف الى السماء الثالثة الى الفردوس ، رأى ما لم تره عين ، سمع ما لم تسمعه أذن ، كلمات ٌ لا ينطق بها ولا يسوغ لانسان أن يتكلم بها ، ولئلا يرتفع بفرط الاعلانات أُعطي شوكة ً في الجسد ، ملاك الشيطان ليلطمه لئلا يرتفع . شوكة ٌ في الجسد ، يقولون انها مرض في العينين ، رمد ٌ أو عجز ٌ في النظر ، اعاقة ٌ قاسية . أصبح يحتاج دائما ً لمن يكتب له وينسخ رسائله . عاش بولس حبيس عجزه واعاقته . وسط خدمته ، وسط الرؤى والاعلانات ، وسط النجاح العظيم ، وزنه الرب بثقل ٍ وعجز ٍ وشوكة . ارتمى امام الرب . سقط على وجهه وتضرع وصلى وطلب ثلاث مرات ان تفارقه شوكته . ولم يرفع الله شوكته عنه ، لم يشف ِ اعاقته ، لم يقّوي عجزه ، لم يستجب لتضرعه . قال له : " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ " ( 2 كورنثوس 12 : 9 ) فاخذ يلهج ويفتخر مسرورا ً بضعفاته . قال :" لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ . لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ. " نعمة الله جعلت قوته في الضعف تكمل . الله " يُعْطِي الْمُعْيِيَ قُدْرَةً ، وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً.اَلْغِلْمَانُ يُعْيُونَ وَيَتْعَبُونَ ، وَالْفِتْيَانُ يَتَعَثَّرُونَ تَعَثُّرًا . وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً . يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ . يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ. " ( اشعياء 40 : 29 – 31 ) . اذا اصابك عجز ، اذا امسكت بك اعاقة ، اذا حلت بجسدك شوكة لا تنزوي في الظل تلوك عجزك لا تبكي وتندب حظك ، لا تنطوي حول شوكتك . افتخر في ضعفاتك ، افرح في اضطهاداتك ، نعمته تكفيك . ترنم في احزانك ، هلل في هزيمتك ، نعمته ُ تكفيك |
|