منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 08 - 2014, 06:42 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

عروس الروح، الإناء المقدس، كرامة حواء في ملء إنسانيتها

عروس الروح، الإناء المقدس، كرامة حواء في ملء إنسانيتها
حديثنا اليوم حديث على نحوٍ خاص، حديث نستلذَّهُ عن من أُظهر فيها صورة المرأة في قمة إنسانيتها حسب قصد الله الصالح !!! أنه حديث عن المرأة الغير مُصابة والمجروحة في حُريتها وغير المُهانة في إنسانيتها، والتي فيها أُعيدت كرامة حواء – بل كل إمرأة – حسب طبيعة خلقها مع الرجل على صورة الله ومثاله !!!
فاليوم نقف أمام جبل الطهارة الشامخ وقوة الإيمان الحي الراسخ العامل بالمحبة الصادقة، والكرازة الصامتة التي صارت أقوى من أي كلام آخر يُقال، أنها شهادة حية تُنطق بصمت في المحبة لتُعلن قوة تدبير تعطُفات الله من نحونا نحن البشر !!!

فمنذُ خطيئة حوَّاء وطاعة آدم لمشورتها وتخلية عن كونه رأساً لها فلم يقودها لطاعة الله، وبذلك أصبح كُل رَجُل وامرأة ولدوا من نسله مجروحين في حُريتهم، مولودين تحت مذلة عبودية الموت المتسلط على كل نسل آدم عبر الأجيال كلها مؤكداً عليه من جيل إلى جيل. وحينما أتى ملء الزمان أتى الله متجسداً ليُعيد إلينا بقيامته الحٌُرية في صورة مجد أعظم جداً في شخصه حتى يكون بذلك خلاصنا مضموناً.
وفي مريم العذراء – محور حديثنا اليوم – لم تَعُد هذه الحرية وعداً، بل إتمام ما قد وعد به الله الإنسان بأنبيائه القديسين: فمريم صارت حواء الجديدة بها تم استعادة كيان المرأة المجروح منذ السقوط، وصارت المثال الحي لكل امرأة تدخل في
عهد الحب مع الله بإيمان حي وتوبة مستمرة، وبسبب مريم العذراء القديسة المختارة أم الله الكلمة المتجسد التي جعلها الله مثالاً للمرأة الجديدة في المسيح، تستطيع كل امرأة أن تقف من جديد حُرّه أمام الله لتنطق بإيمان ورجاء حي وطاعة كاملة لسيدها الرب قائلة: [ أنا أمة الرب، ليكن لي كقولك ] (لوقا 1: 38)...
لذلك فأن كل امرأة تقبل سكنى الله فيها وتطيع مشيئته تصبح بنت مريم [ حواء الجديدة ] لأنه فيها قبلت بشارة الملاك ونطقت بلسانها الحلو [ أنا أمة الرب، ليكن لي حسب ما قال وأمر به الرب ] ...
فيا بنات حواء الجديدة، أنسوا تماماً إنكم كنتم بنات حواء زوجة آدم القديمة، فاليوم لأنكم آمنتم بالمسيح الرب واعتمدتم على اسم الثالوث القدوس ودخلتُم في طريق التوبة الحقيقي المُدشن بدم حمل الله رافع خطية العالم، فلم ولن تعودوا أبناء حواء القديمة التي لم تحفظ وصية الله وأغوتها الحية بثمرة المعصية وأغرت آدم زوجها وسقطت معه وكان سقوطهما عظيماً، بل صرتم بنات حواء الجديدة التي قدمت طاعتها لله باتضاع عظيم في سر التقوى فصارت عن حق أماً للبشرية الجديدة في المسيح يسوع، بل وسبب بركة عظيمة للرجل...
مريم العذراء لم يضعها الله لتكون مجرد شكل أو صورة أمامنا بل لتصر أماً للبشرية الجديدة، وذلك ليس جُزافاً، أو كمجرد رمز، بل هي أماً فعلاً وعن جدارة، وذلك لأنها تركت نفسها للرب واستسلمت للدعوى بدون أن تطلب أي برهان أو دليل أو تبدي أي شك سوى سؤال بريء يدل على تعجبها الشديد [ كيف يكون لي هذا ولا أعرف رَجُل ]، ولكن حينما أكمل الملاك الدعوة ورد على السؤال وقال أن قوة العلي تُظللك والمولد منك يُدعى قدوس الله، فلم تتسائل ولم تتكلم وترد على الملاك باتضاع كاذب ليس له أصل مثلما نفعل أحياناً كثيرة وتقول لا استحق هذا، بل قالت على الفور ببساطة قلب صريح في الإيمان بخضوع تام لمشيئة الله وإرادته [ هوذا أنا أمة (عبدة) الرب ليكن لي كقولك ] ونطقت بهذا بدون أن تطلب علامة مثلما فعل زكريا عند بشارة ميلاد يوحنا المعمدان، بل بقبول سلس للغاية حتى أنها لم تتسائل ماذا سيقول الناس عني وكيف سأعيش وأدبر حالي وانا بلا رجل !!!
وبذلك استسلمت بالتزام كُلي لمشيئة الله وحضوره الغير مفحوص بل ولم تسعى لفحصه أو تطلب أن ترى، فاحتضنها روح الله على الفور حتى نبتت كلمة الله في جسدها بسرّ فائق غير مفحوص من جهتنا نحن البشر، واستمرت مريم العذراء كل حين تعيش بصمت الإيمان الحي وملء قوته في المحبة الصادقة من كل قلبها في طاعة منقطعة النظير، وذلك من يوم البشارة ليوم انتقالها لحبيبها وإلهها وملكها وابنها وعريسها الشخصي يسوع، وكانت تحفظ كل هذه الأمور وتتأملها في قلبها (لوقا 2: 19)، لأن كل نطق لشخص ربنا يسوع صار لهجها وهذيذ قلبها الخاص، لذلك صارت مثال للكنيسة ولكل مؤمن حي فيها...
يا إخوتي انتبهوا جداً، فمريم العذراء القديسة أعظم من الأنبياء من جهة السرّ التي نالته، هي نبيه من نوع خاص جداً بل وُمميز يختلف عن كل من سبقها بل ومن يأتي بعدها، إذ قد حملت الله في قلبها وفكرها وأحشاؤها وتممت رسالته كما هي على أكمل وأتم وجه وفي قمة الإيمان والوداعة والطاعة والشجاعة والبذل والعطاء بصمت المُحبين الذين يحفظون سرّ الحبيب، وهي تحمل صفة النبيه الأمينة جداً والمؤتمنة على سرّ الخلاص الإلهي العظيم في أحشاؤها التي تقدست جداً ونالت ما لم يناله أحدٌ قط، وقد صارت أأمن من الأنبياء على رسالة الله للخلاص، فنحن نرى أن إيمان إبراهيم أب الآباء العظيم وصل إلى حد تقدمه ابنه الوحيد اسحق، ابن الموعد، لكن الملاك أوقفه عن أن يتمم تقدمته بالموت أي بذبح اسحق ولم يجتاز محنة موت ابنه قط...
أما إيمان مريم فقد ذهب إلى النهاية حتى الموت. فقد وقفت عند الصليب ترى وتنظر وتتأمل في [ الذي طعنوه ] أمام أعينها بصمت عجيب مُذهل، فهي عالمة أن هذه ساعته وقبلتها وحفظتها من يوم ميلاده [ سيجوز في نفسك سيف ]، واستسلمت كُلياً لكلمة الله بما يفوق بكثير جداً مما طُلب من الأنبياء أنفسهم على مر تاريخ شعب الله، فقد فاقت رئيس الأنبياء ورئيسهم موسى أحلم من كان على وجه الأرض، فهي صارت أحلم منه وأعظم على الإطلاق !!!
وتعالوا نرى مشهد مُحير يجعلنا نتعرف على هذه الشخصية التي قلبت موازين تاريخ المرأة كلها إذ صارت لها أماً فكللتها بمجدٍ عظيم قصده الله في مريم أن يكون، لأن الله حفظ للمرأة كرامة على نحوٍ خاص جداً !!!

فنحن نُلاحظ عند القيامة لا يذكر الإنجيل شيئاً عن لقاء الرب مع العذراء أمه، فلم تكن من بين الذاهبات للقبر ولا الحاملات الطيب في صباح الفصح ولم تبحث عن الحي من بين الأموات. وكل ما نعرفه أنها كانت بين الرسل والنساء اللواتي تبعن يسوع في صباح العنصرة [ يوم حلول الروح القدس ] أي في اليوم الذي تجلت فيه أمانة الله بالروح القدس إذ تحقق الوعد الذي وعد به !!!
من هذا يتضح لنا أن القديسة العذراء مريم صخرة إيمان حي لم يهتز بابنها المحبوب وليس بحاجة للسعي لعلامات ظاهرة أو بحث عن المسيح، لأنها كانت تحفظ كلامه وبكل تأكيد حفظت كلمته جيداً الذي قالها [ في اليوم الثالث يقوم ]....
____مابين البشارة وحلول الروح القدس في العنصرة_____
في البشارة استحوذ على مريم العذراء أم الله الكلمة المتجسد ظل الروح القدس [ قوة العلي تُظللك ]، وفي يوم العنصرة استحوذ عليها كنار. ولم يُكتب كيف استقبلت القديسة مريم الروح القدس في تلك الساعة، ولكنها بالطبع وهي التي كانت طوال حياتها مستسلمة له بكليتها، حتى سماها الآباء [ عروس الروح ]، مُنحت في تلك الساعة موهبة خاصة لتكون أماً ومثالاً حياً للكنيسة، وأصبحت ذاكرة قلب الكنيسة التي لا تُنسى، وكُللت لتكون رأس المرأة الجديدة والممثلة عنها أمام الله في المسيح الذي هو رأس الكنيسة كلها، فالمسيح بالطبع هو الرأس الحقيقي الذي لنا جميعاً بلا استثناء رجالاً ونساء معاً، ولكن العذراء صارت هي حواء الجديدة والتي تُمثل على مستوى الفعل كل امرأة مولودة من الماء والروح في الطاعة والخضوع لمشيئة الله القدوس الحي...

فهل يُريد أحد أن يتعرف على المرأة وصورتها الحقيقية ويعرف من هم بنات العهد الجديد، بنات الله الحي في المسيح، أي يتعرف على البنات والسيدات المسيحيات لا شكلاً إنما فعلاً وعلى مستوى مشيئة الله وإرادته، فلينظر لإنسانيتهم المُحققة بصورة مجد خاص مُشع في أمهم العذراء القديسة مريم والتي صارت [ امرأة ملتحفة بالشمس والقمر تحت قدميها، وعلى رأسها إكليل من أثنى عشر كوكباً ] (رؤيا 12: 1)


فيا كل بنت وشابة وفتاة وإمرأة افتخري بأنوثتك ومجدي شخصيتك في المثال الأعلى والأجمل، وحققي إنسانيتك في جمال البهاء والطهارة في المسيح الرب كبنت للعذراء حواء الجديدة، فأنتِ منذ قيامة يسوع لم تعودي بنت حواء زوجة آدم المجروحة حُريتها والمُهانة إنسانيتها ومُقيدة بالموت، بل افتخري لأن أمك هي العذراء القديسة التي هي مثالك الحي عَبر الدهور، فتعلمي منها واطلبي من الرب سرّ تقواها وطاعتها لتستحوذ قلبك وفكرك فتصيري إناء حي مُخصص لسكنى الله بشخصه وذاته، فيشع في إنائك القداسة والعفة والنقاوة لأجل مجد الله وحده، فتصيري جنة مغلقة، ينبوع مختوم للعريس السماوي وحده...

كل سنة وانتم طيبين صيام مفرح لنا جميعاً لأنه صيام بتولي تكريسي على مستوى الداخل،
لذلك علينا أن نصوم من اليوم صوم المحبين لله ومثالنا الحي هي عذراء الدهور كلها، وذلك لكي نقف بطهارة وإيمان حي، إيمان الطاعة لنُطيع كل كلمة نسمعها من فم الله الحي، وحينما نسمع من آمن بي ولو مات فسيحيا، نقول بثقة: ليكن لي كقولك أحييني...
فيا أولاد الطاعة، تشبهوا بالمثال الحي الذي لنا، فصيامنا الآن هو صيام تشبيهي، أي غرضنا أننا نتشبه بالعذراء ونكون آنية تحمل مجد الرب بطاعة الإيمان في المحبة، فلنتب الآن بصدق ونؤمن بمسيح القيامة والحياة ونحيا سرّ الخلاص الذي نلناه بمعموديتنا سالكين ليس حسب أركان هذا العالم، بل حسب الدعوة التي دُعينا بها، لأن لنا دعوة مقدسة علينا أن نحققها بقبولنا إياها، لذلك حينما تكلم القديس بطرس الرسول على أننا دُعينا لأن نكون شركاء الطبيعة الإلهية، لم يكن منتظراً أن نحلل ونتفلسف وندخل في مهاترات الفكر ونتصارع على الألفاظ، بل لننطق مع العذراء كل حين قائلين: هوذا أنا عبد الرب ليكن لي كقولك آمين (وهذا هو الإيمان الحقيقي الحي)

التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 12 - 08 - 2014 الساعة 04:31 PM
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن مريم هي عروس الروح القدس
الإناء الصالح، عروس المسيح، مقر السكنى الإلهية
عكاشة ينام على الهواء
الإناء المقدس، كرامة حواء في ملء إنسانيتها -
عروس الروح الإناء المقدس كرامة حواء في ملء إنسانيتها


الساعة الآن 06:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024