رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحد الدينونة الاب بطرس الزين وكانت هذه المرحلة ما بين التحضير والإستعداد ، وبين الدخول في الرحلة إلى الفصح ، وكأنها ملخَّصٌ عن مسيرة الحياة كلها ، مابين الولادة أي ولادتنا وعبور الموت والإنتقال إلى القيامة والفصح الأخير . اليوم يقول الرب للعابرين الى مسيرة الصوم الكبير والرحلة إلى القيامة وملاقاة المسيح القائم المنتصر . انكم لن تلِجوا إلى الفصح الحقيقي إن لم تحبوا بعضكم بعضاً كما احببتكم انا .هذا هو مفتاح خلاصنا ، إن نحن احببنا بعضنا بعضاً. ولكن كيف واية محبة هذه ؟؟؟ يقول الرب وسشدد : محبة كالتي احببتكم بها . محبة بلا قيود ولا حواجز ، محبة غير مشروطة .ان تكون محبة مجانية بلا ثمن كما احببتكم انا يقول الرب . واليوم يقول لنا في الإنجيل : كيف تعبرون إليَّ وترحلون من حياتكم وماضيكم بما تظنونه صوماً ، وتريدون مشاركتي فرح القيامة ! وها أنا على ارصفة حاراتكم ومفارق بيوتكم وخلف نوافذ جيرانكم واخوتكم تتركوني عرياناً وجائعاً وغريباً وعطشاناً لمحبتكم ولم تلتفتو إليَّ!!! يا اخوتي : الصوم ليس خروج من العالم والتخلي عن العالم ، فنحن ما نزال في العالم .ونحن ملح الناس وخميرة خبز الناس . علينا ان نكون فرح الناس لأننا ممتلئين من فرح المسيح . انتم نور العالم يقول الرب ، ومن يرانا يجب ان ينظر الرب فينا ، لأننا نورا له وليس لأنفسنا . نحن مُخلصين بالمسيح نعم ولكن ليس لأنفسنا فقط ، بل لكي نحمل الخلاص للناس من حولنا ونقول لهم (تعال وانظر) نحن رسل المسيح وخدام كلمته نحن امة مقدسة وشعب كهنوتي . لأننا مدعوين أن نخدم اخوتنا البشر ونقودهم الى يسوع ليخلصوا معنا. فبهذا نعبر وبهذا نقوم مع المسيح . المؤمن الحقيقي لا ينتظر يوم العيد في الروزنامة ليفرح بالقيامة ، لأن كل يومٍ يعيشه في خدمة ومحبة الإخوة وتضميد جراح نفوسهم ، وتعزيتهم ومسح الكآبة عن وجوههم بكلمة المسيح . فإنه بهذا يحقق فصحه وقيامته وفرحة مع الرب الحيِّ والقائم في كل حين فينا ، بالفكر والقول والعمل . الفصح هو فصحٌ ابدي حدث في الزمان مرة وانتهى وصار زماننا فصحاً مستمراً وقيامة بيسوع . يكفي الرب أنه سُمِرَ مرة ، ومات مرة ، وقام من بين الأموات ووهبنا القيامة . يكفينا اننا صلبناه مرة وآن لنا أن نتعظَ من المرة الأولى . وكفانا صلبا له وموتاً له مع مطلع كل شمس، وغروب كل نهار . وفي كل شهرِ وسنة . حياتنا وعدم محبتنا هي جرح المسيح النازف أبداً . الإنقسامات والعداوات والبغض والفتور هم مسامير نغرزها في جسده الطاهر الغض في كل يوم . وبدل ان نضمد بتوبتنا جراحه ، ترانا نوغل حربة فتورنا واهمالنا في جنبه عميقاً في كل حين . (اذهبوا عني ياملاعين الى النار المعدة لإبليس وملائكته...) ليتنا ننتبه أن عدم المحبة والرحمة والمغفرة للأخ الآخر . توازي عدم الإيمان بيسوع المسيح والعكس صحيح !!! بمعنى ان هناك تلازم بين المحبة والإيمان بالمسيح . ولا يمكن الخلاص بواحدة منهما . بمعنى آخر أنه لايمكن الفصل بينهما ، لأنهما ترجمتين لمعنى واحد وهو الحياة الأبدية . ( عظيمٌ هو سر التقوى الله ظهر بالجسد ) لا يمكن لأحد مهما علا شأنه الروحي ومركزه الروحي ان يَخلُصَ وهو يدوس احد اخوته هؤلاء الجياع والعراة والعطاش إلى محبتنا جميعاً . ان كنا نريد العبور لنشترك في ملاقات المسيح من خلال الصوم الكبير ؟، علينا أن نصحب معنا اخوتنا هؤلاء الصغار، لأنهم احباء يسوع . هم يسوعنا المصلوب والمهمل في حياتنا . نحن لا ننتظر القيامة بعد انتهاء الصوم الكبير، لأن المسيح قام وهو قائمٌ اليوم، لكننا نحن نصنع قيامتنا اليوم وفي كل يوم بمحبتنا للآخر ، ونحمل هذا الحب معنا ، لنقدمه لرب المجد المنتصر على كل موت ولنقول له جميعنا: هذه حياتنا وهذه اعمالنا وهذه ضعفاتنا ، فكللنا بنصرك وقيامتك يارب وهبنا أن نكون لك شهوداً ، نحمل كلمتك زاداً معنا يوماً بعد يومٍ . وكلنا رجاء أن ينظرنا الربُ في ذلك اليوم المجيد ويقول لنا : إني اعرفكم يا مباركي ابي ،انتم اطعمتموني وسقيتموني وزرتموني . فنتذكر حينها أن الفقير الجائع في حيِّنا كان يسوع ، والأعمى كان يسوع ، والأجير عندنا والخادمة كانت يسوع . ايها الإخوة : ونحن نرفع غداً اللحم عن موائدنا تذكروا انها نصيب الفقراء . واذا رأيتم أو سمعتم ان فلان معوزٌ ، انتبهوا فقد يكون هذا يسوع الذي ترجون ان ترونه في كل حين آمين . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ها هو بطرس خارج السجن |
خلاص بطرس من السجن |
بطرس (السجن للجدعان) |
الاب بطرس دانيال يفضح الجماعات الإرهابية |
الاب بطرس دانيال يكشف اخر تطورات حالة ميرنا المهندس الصحيــــة |