((مريم العذراء الوسيطة للعالم بأسره))
إنّ نحن تحدثنا عن شفاعة القديسين فبأولى حجة نتحدث عن وساطة العذراء وشفاعتها في حياة المؤمنين. قال مار افرام عن مريم "إنّها بعد الوسيط، الوسيطة للعالم بأسره". لا شك في أنّ العذراء مريم هي عضو من أعضاء الكنيسة وقد حصلت على الخلاص والنعم الإلهية بفعل وساطة ابنها. ولكن المسيح الوسيط الوحيد لما مات على الصليب أوكل إليها رسالة خاصة نحو المؤمنين مثّلهم يوحنا الحبيب (يوحنا 19/25) وهي تتابع هذه الرسالة بطريقة فريدة فتصلي مع القديسين من أجل الكنيسة صلاة تُظهر فاعليتها آية قانا الجليل (يوحنا 2/3) حيث لم يرفض لها يسوع طلباً بل قدّم ساعة مجده لما عرضت عليه حاجة الناس وحيرتهم.لم تحدد الكنيسة عقيدة إيمانية شفاعة العذراء ووساطتها. ولكنها تحيا هذه الحقيقة عندما تطلب من المؤمنين أن يرفعوا الصلاة إليها. قال قداسة البابا بندكتوس الخامس عشر: "إنّ كل النعم التي شاء صانع كل خير أن يوزعها على أبناء آدم المساكين، إنّما يوزعها بتدبير من عنايته الإلهية، على يد العذراء القديسة". إنّ عمل العذراء في السماء، امتداد لعملها على الأرض. إنّها قد لعبت دوراً كبيراً في سر الفداء. وفي ذبيحة المسيح الخلاصية إذ كانت وقت صلب ابنها تمثل البشرية كلها، تمثل الكنيسة. وهذا الدور الفريد الذي لعبته العذراء جعل وساطتها تختلف عن وساطة القديسين وشفاعتهم لتشمل الكنيسة بكاملها.
ويتخوف المتخوفون من أن تطغى وساطة العذراء على وساطة المسيح، الوسيط الوحيد بين الله والإنسان. أمّا المؤمن فإنّه يعرف أنّ لا مجالاً لذلك. إنّه يعرف أنّ العذراء الممتلئة نعمة تبقى تلك المخلوقة التي تنتظر من الرب كل خلاص وكل فداء. ولكنه يعرف أنّ مريم التي أعطتنا الرب، تحصل لنا بواسطة ابنها على جميع النعم التي نحتاج إليها. فلنحبها ولنطلب دوماً شفاعتها وكما تشتعل الشموع أمام صورتها يجب أن تضطرم دوماً قلوبنا بهذه النعم.
صلاة:
السلام عليك يا ممتلئة نعمة، الرب معك أنت سيدتنا، أنت شفيعتنا ومحاميتنا قربينا من ابنك. صلي لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا. آمين.