رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الروح القدس وعمله في الخلاص تقول البركة الرسولية "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم" (2كو14:13) فما معنى شركة الروح القدس إنها شركة بين اثنين يعملان معا سويا الروح القدس والانسان. فالروح القدس يقدر أن ينقذك و ينجيك، و لكنه لا يشاء أن يفعل هذا بمفرده ، وإنما يريدك أن تشترك معه فى تدبير حياتك ... و هذه هى شركة الروح القدس . لعلك تحتج وتقول : كيف هذا ؟! ألا يستطيع الروح القدس وحده أن يخلصنى ؟ نعم إنه يستطيع، و لكنه لا يشاء لأنه ليست فى سياسة الله أن يرغمك على عمل الخير، لأن العمل الذى لا إرادة لك فيه، لا يجوز مطلقا أن تكافأ عليه . لو إن الروح القدس هو وحده الذى يعمل، فلماذا اذن وجد أبرار و أشرار؟ لو إن الأمر يتلخص فى عمل الروح القدس وحده، ما وجد خاطىء واحد على الأرض. إن الروح القدس يستطيع أن يجعل الخاطىء يتوب ولكنه لا يشاء أن يفعل هذا ما لم تتحد إرادة الخاطىء معه.. انها شركة. ففي عظات القديس مقاريوس الكبير مصباح برية شيهيت عن نار الروح القدس و فداء المسيح (العظة الحادية عشرة ) : [إن تلك النار السماوية نار اللاهوت التي تعمل فى قلوب المسيحيين من الداخل الآن وهم في هذا العالم الحاضر هذه النار نفسها سوف تصير ظاهرة من الخارج حينما ينحل الجسد ويتحلل ثم تجمع الأعضاء ثانية وتسبب (هذه النار) قيامة الأعضاء التي كانت قد انحلت واضمحلت ... فكما ان النار التي كانت تتقد على المذبح في أورشليم، ظلت مدفونة في حفرة اثناء فترة السبي، وعندما حل السلام ورجع المسبيون الى اورشليم تجددت هذه النار نفسها واشتعلت كما كانت سابقا قبل السبي (انظر 2مكابيين 19:1-22) هكذا الآن ايضا فان النار السماوية تعمل في هذا الجسد الذي ألفناه - هذا الجسد الذي فى انحلاله (بالموت) يتحول إلى فساد ستجدد هذا الجسد وتقيمه بعد ان يكون قد اضمحل وفسد.. ان النار الداخلية التي تسكن الان في القلب سوف تستعلن حينئذ من الخارج ، وتتم قيامة الجسد. وكما ان الثلاثة فتية كان لهم افكار البر فقبلوا نار الله في داخلهم وعبدوا الرب بالحق كذلك الآن فان النفوس المؤمنة تنال النار الالهية السماوية في انسانها الداخلي وهي في هذا العالم وتلك النار نفسها تطبع صور سماوية في طبيعتهم البشرية . وكما ان الاسرائيليين طرحوا الاواني الذهبية في النار فصارت صنما كذلك الانسان الان قد سلم افكاره النقية الصالحة للشر فاندفنت في وحل الخطية وصارت صنماً... وما الذي يفعله الانسان حتى يكتشفها ويعرفها ويميزها ويطرحها بعيدا عن ناره الخاصة ؟.. هنا تحتاج النفوس الى المصباح الالهي وهو الروح القدس الذي ينير ويجدد البيت المظلم ... ان النفوس تحتاج الى شمس البر الساطعة التي تضئ وتشرق على القلب وهي السلاح الذي تكسب به المعركة. وفي حالة تلك المرأة التي أضاعت الدرهم فإنها أوقدت المصباح اولاً وبعد ذلك كنست البيت وهكذا اذ كنست البيت والمصباح مشتعل فقد وجدت الدرهم المفقود مدفوناً في التراب والوسخ.... هكذا النفس ايضا لا تستطيع من ذاتها ان تجد افكارها وتميزها وتحررها ولكن حينما يوقد المصباح الالهي فإنه ينير البيت المظلم، وحينئذ تنظر النفس افكارها وكيف كانت مدفونة في وحل ووسخ الخطية. وتشرق الشمس وترتفع فترى النفس حينئذ هلاكها وتبدأ في استراداد افكارها التي كانت مشتتة ومختلطة بالوسخ وعدم الطهارة، لان النفس في الحقيقة كانت قد طمست صورتها حين خالفت الوصية]. ومن رسائل القديس انطونيوس( الرسالة الثالثة) يتكلم عن الروح القدس وعمله في العهد القديم والعهد الجديد : [إن نفس الروح الذى كان مع موسى النبى كان يعمل أيضا فى جماعة القديسين (جوقة الأنبياء) وإنهم جميعا صلوا لابن الله الوحيد... واذ كانوا لابسين الروح رأوا أنه ولا واحد من الخليقة قادر أن يشفي هذا الجرح العظيم وانما فقط صلاح ونعمة الله أي ابنه الوحيد الذي ارسله ليكون مخلصا للعالم كله]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الروح القدس وعمله فينا البابا شنودة |
عظة الروح القدس وعمله فينا - الأنبا رافائيل |
الروح القدس وعمله في الخلاص |
الروح القدس وعمله داخلنا / القس انطونيوس فهمى |
الروح القدس وعمله فينا |