رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بدأ العهد القديم بمعصية حواء وتعدّيها على وصية الله، لقد تناولت الكأس من يد الشيطان لترتشف ماء السعادة، فكان في الكأس سُم أمات فيها حياة النعمة والبراءة، فوجدت حواء عارية من كل بر وطُردت من فردوس النعيم، فخرجت تبكى عهد الحب، يوم أنْ كان الفردوس حديقة غنّاء. وتحبل حواء بالمعصية فتلد الكبرياء والحسد والغيرة والكراهية... وشهدت بكرها قايين يقتل أخاه هابيل البار حسداً وغدراً! ورأت الظلم يطغو على العدل، والكبرياء يدوس التواضع، والقوى يتغذى على الضعيف، والغنى يبتز الفقير، وهالها منظر المتمردين وهم يقتلون الأبرياء، وذاقت آلام الموت والتشرد.. فبكت حواء على معصيتها التي غرستها في أرض لم تُثمر سوى بشرية بغيضة، وغبّطت البطون العواقر التي لم تلد. وتلد حنّة زوجة يواقيم مريم زهرة عطرة فى بستان الحياة، وتنمو الطفلة وقبل أن تُزف إلى يوسف عروساً فوجئت بزيارة الملاك جبرائيل، يحمل لها رسالة من الله: إنَّها ستحبل وتلد ابناً وتسمّيه يسوع. ويحملها ابنها المحمول في بطنها على أجنحة حبّه لزيارة أليصابات العجوز، ليتقدس يوحنا المعمدان وهو لايزال جنيناً في بطن أُمه، فلما رأتها العجوز امتلأت من الروح القدس وارتكض المعمدان في بطنها ابتهاجاً، فلمَّا جاءت أيامها لتلد قادها التدبير الإلهيّ إلى بيت لحم، وهناك أُغلقت الأبواب في وجهها وتحجرت القلوب نحوها. وتهرب مريم إلى مصر من وجه هيرودس الطاغية، لكنَّ الأيام تتعاقب سراعاً وتعود إلى أرضها، وينمو الصبيّ ويعمل في النجارة صناعة أبيه، لكنه لا يلبث طويلاً في تلك الحرفة، لأنَّه ينبغي أن يكون في ما لأبيه، في الهيكل يُعلّم الناس أسرار ملكوت السموات. ويُدشّن يسوع العهد الجديد بمعجزة ألا وهى: تحويل الماء خمراً في عرس قانا الجليل بناءً على طلب أُمه، فأعادت مريم العذراء تلك الينابيع التي حولت حواء خمرها ونعيمها إلى ماء مر، أعادتها صفاءً ونقاءً! وهكذا عاش يسوع جميلاً كالربيع، وكانت عيناه كالعسل ممتلئتين من حلاوة الحياة، وكان على فمه عطش قطيع الصحراء لبُحيرة الماء، فهو يريد أن يعلّم ليجتذب إليه أبناء للملكوت. ويموت البار وتلفه مريم بلفائف حبها كما قمطته في المذود بأقمطة حنانها، لقد تناولته بين ذراعيها فأحسّتْ بلهيب محبته، تُرى كم كانت آلام مريم وهى تدفن ابناً لم يرَ من الحياة سوى آلامها؟! لقد مضى يسوع وانتهت المعركة بين النور والظلمة، وتعود مريم إلى أورشليم متكئة على ذراع يوحنا لتبدأ رسالة الأُمومة، فدخلت مريم البيوت لترفع من شأن المرأة والأطفال، وتودع طهرها الشباب.. فهجر الناس بيوتهم ليكرزوا بالإنجيل، وأصبحت صورتها تملأ البيوت وأيقونتها تزين الصدور.. والآن نحن نطلب شفاعتها ونقول: مريم لا تنسينا بصلاتك عينينا.. يا عدرا يا أمي صلي لأجلنا |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كلمات ترنيمة يا أمنا يا أمنا يا مريم العذراء |
عيد نياحة سيدتنا وملكتنا وحبيبتنا وشفيعتنا كلنا والدة الإلة |
يا أمنا مريم |
انت ام النور وشفيعتنا |
أمنا مريم |