رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حاملات الطيب صورة عن التماس الرب من كتاب القديس ثيوفان الحبيس لأنه يجمع في ذات أسمى ما فُطر عليه الإنسان من كمالات. فالذين يتأملون هذا الجمال ينجذبون إلى الرب، والرب بدوره يفيض من جماله على جميع محبيه. كيف هي عيناه؟ أشَعُّ ضياءً من الشمس التي تخترق الحُجب كضوء النهار. نظر نظرة واحدة إلى امرأة خاطئة فأحالها عفيفة. نظر إلى العشار فأحاله رسولاً. نظر إلى بطرس ففجّر وابل الدموع من عينيه.. يجذب الناس إليه برمية مقلتيه فيمدّهم بقوة المشاهدة ليخترقوا بها السموات يشاهدوا جليّاً ما يُرى وما لا يُرى. وكيف حديثه؟ كلمة واحدة وجّهها إلى الصيادين فتركوا الشباك. ألقى عظة وإذ بالذين أتوا ليمسكوه يميلون إليه آذاناً صاغية، وترحل الشياطين ويُشفى المرضى ويقوم الأموات. بمثل تلك الكلمات يجتذب الناس إليه فيمنحهم قوة كلام سوف يعيرها الله سمعه وتنصت إليها الملائكة ويتعزّى بها البشر. غني هو الرب ويُغني، قوي هو ويَهب قوةً لا تقهر، حكيم هو ويمنح الحكمة، قدوس هو ويُقدس، لأن كل عطية يُعطيها إلى الذين يجدّون في السعي خلفه هي صالحة، وكل موهبة هي كاملة. لذلك التمسن أنتن مثل هذا الرب. ابحثن عنه متوارياً في ترتيب الصلاة الإلهي وفي النشاطات الكنسية، كأنه بين غياض كثيفة زكية العرف. وسوف تبصره كما أبصرته مريم المجدلية في البستان والعروس في نشيد الأنشاد، حينما شاهدت صورة عروسها الوضّاحة بين الزهور لمّا لفظ النهار نسمته الأخيرة وتحركت الخيالات (نش 2 : 14-17). التمسنه في عقائد الإيمان بيقين في حقيقتها لا يتزعزع، وفي الوصايا بالحماسة في إتمامها وفي طرائق الحياة كافةً بالصبر والتعبد له. وسوف يظهر ويدعكنّ تلمسنه كما سمح للتلاميذ في عشية ما بعد القيامة، وستهتفْنَ مع توما: ربي وإلهي! التمسنه في كل مكان من غير أن تسقط الهمة. اعملن على حفظ الرب في أنفسكن. احفظنه بالتفكير فيه بلا انقطاع، والحديث معه عقلياً بلا توقف. ففيه خلاصنا على الدوام. احفظنه بسعي قلوبكن إليه وحده، غير فاسحات المجال لقلوبكن بالتعلق بأي أمر آخر، صغيراً كان أم كبيراً. احفظنه بإسلام نفوسكنّ إلى يمين عنايته من خلال تكريس سجيّة القلب لله والصلاة المستمرة. احفظنه بإتقان الطاعة غير المرائية التي يفرضها قانون الرهبان، وبالوداعة والسلام والخضوع المتبادل، والتعاون وعدم الانتقاد والاتضاع، وعدم التعلق لا بالأشياء ولا بالبشر ولا بالعادات الدنيوية، بل بالخلوة ومحبة العمل والجهاد، وعدم توفير لراحة للجسد، وبالذكر الدائم للرحيل عن هذه الحياة، وبانتظار الثواب في الحياة الآتية. فالنسوة حاملات الطيب كنَّ إلى جنب الرب لما راح يزحمهن الذين صلبوا المسيح. وأنتن كذلك، لا تنظرن إلى ما ليس في داخلكن. فليرتفع صراخ العالم ولتُرغي وتزبد خرافاته الحمقاء، ولتتصاعد النكبات: أنتن امضين في سبيلكن ولا تنظرن إلى الخلف أو إلى هذه الجهة أو تلك. لا تُطِلْنَ النظر في ما حولكن ولا يطرق مسامعكن حديثاً بطالاً. لا تنظرن إلا إلى ما تحت أقدامكن، وثبتن هذه الأقدام في الوصايا المحدّدة، وارفعن النظر إلى ضميركن إذا تلقّى إشارةً من عَلُ. لأنه في العالم أيضاً نساء مُجدّات في سبل المناقب الحميدة، يطلبن الرب أيضاً ويَسعَين بغيرة إلى إدراكه. حذار لئلا تلفَيْنَ أنفسكن دونهن. نشكر الله إن لاحظت عيناه ما بين العلمانيات راهبات حقيقيات. لكن لا تدعنه يلحظ بينكن امرأة دنيوية بثياب راهبة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أحد حاملات الطيب |
حاملات الطيب |
حاملات الطيب |
حاملات الطيب |
حاملات الطيب |