منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 08 - 2014, 08:15 PM
الصورة الرمزية ماريا تى ثيؤتوكوس
 
ماريا تى ثيؤتوكوس Female
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  ماريا تى ثيؤتوكوس غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 693
تـاريخ التسجيـل : Sep 2012
العــــــــمـــــــــر : 40
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 5,480

يروى أحد الرهبان المتوحدين :
" كنت في أحد أيام شهر مايو الماضي ,
استيقظت كالعادة في الوقت المحدد ككل
يوم , كل شئ على ما يرام , صليت صلوات
الصباح , ثم بعد أن انتهيت منها خرجت خارج
المغارة , أتأمل يد الله في مشهد الشروق ,
بقيت هكذا لمدة ساعة , ثم دخلت بعدها ثانية
إلى مغارتي للقراءة , و قلبي ملئ بمشاعر
تكفيني طيلة اليوم .
جلست على اﻷرض و أسندت ظهري إلى
الحائط , ثم مددت يدي ﻷلتقط كتابي
المقدس , و إذ بشئ يحدث لم يعرض لي منذ
عشرات السنين , شعرت بطعم غريب في
حلقي .. ما هذا يا ربي ؟؟ حاولت أﻻ أفكر في
اﻷمر و أن أكمل يومي كما يسير , و لكني
تذكرت هذا الطعم , نعم إنه طعم "الملبن. "
تعجبت كثيراً فأنا لم أذق هذا النوع من
الحلوى منذ ما يقرب من أربعين سنة , حاولت
أﻻ أعير اﻷمر اهتماما , و بدأت أقرأ في الكتاب
المقدس , و لكن لم تمر إﻻ لحيظات قليلة و إذ
بي أفقد تركيزي و شهوة الملبن تشتعل داخل
حلقي , أغلقت كتابي و وضعته في مكانه و
قمت أصنع ميطانيات أمام الله أطلب منه أن
يسري هذا اليوم على خير , ثم أنهيت
الميطانيات و طعم الملبن ﻻ يزال في فمي ..
فخرجت خارج القﻼية أحدث نفسي :
ملبن يا راهب !! ملبن يا متوحد ؟؟ أجئت إلى
البرية هنا لتبحث عن الملبن ؟! إذا كان
الرهبان في الدير ﻻ يرونه , أتطلبه أنت هنا في
الصحراء يا متوحد ؟! ملبن يا عجوز " !!!
دخلت أيضاً إلى قﻼيتي و أغلقت بابي عليّ ,
صرت أتضرع إلى الله أن يرحمني و يتحنن
عليّ , و أسكب أمامه نفسي حيناً بالميطانيات
و حيناً بالدموع و حيناً آخر بقرع الصدر , أطلب
منه أﻻ تتسلط عليًّ هذه الشهوة , و أﻻ تكون
نهاية أيامي معه بشهوة مثل هذه .
صرت هكذا طيلة هذا اليوم , و أنا في حال
غير مستقرة , إلى أن غادرت الشمس سماء
الصحراء الواسعة , و بدأت تعطي شفق
الغروب اﻷخير ...
و إذ بي أجد باب القﻼية يقرع ........
رشمت ذاتي بعﻼمة الصليب ثم ذهبت ﻷسأل
عن الطارق , فرد عليَّ " : أغابي يا أبي "
فقلت " : أغابي "
فقال " : أنا إبنك أبونا القس فﻼن , هل تصنع
معي محبة "
ففتحت له و وجدته فعﻼ أبونا "س" و قد كان
متعبا جدا , فسألته عما أتى به إلى هنا ,
فأخبرني أن الطبيب أوصاه أن يمشي كثيرا كل
يوم ﻷنه مصاب بمرض السمنة , فأخذ يتمشى
في الصحراء حتى ضل الطريق و إذا به عند
باب مغارتي .
رحبت به و استقبلته عندي هذه الليلة , و صلينا
سويا ثم نمنا , و في الغد استيقظنا و صلينا
أيضا حتى شروق الشمس , فاستأذنني أن
يغادر , فقلت له " : ﻻبد أن أوصلك حتى ﻻ تضل
الطريق ثانية "
, رفض كثيرا , و لكني صممت على ذلك .
مشينا سويا في الصحراء حتى وصلنا على بعد
أمتار قليلة من أسوار الدير , فقبلنا بعضنا
البعض و شكرني كثيرا , ثم ابتسم لي , و
أخرج لي من جيبه شئ مستطيل ملفوف في
ورقة و قال لي " : اتفضل يا ابونا دي من إيد
المسيح و اللي من إيد المسيح ماترفضوش , "
فشكرته وودعته , ثم رجعت إلى قﻼيتي .
عدت إلى القﻼية , و صليت صﻼة الساعة
التاسعة في وقتها المعتاد , ثم جلست ﻷقرأ ,
و بعد أن انتهيت من قراءتي جاءت عيني على
الورقة التي أعطاني إياها أبونا .. أخذت
الورقة ثم فتحتها ... و إذ بها قطعة من
الملبن !!!!!!!!!!!
نظرت إليها و أنا أتعجب مما كنت فيه باﻷمس ,
حيث لم تعد في بالي هذه الشهوة التي كدرت
عليّ يومي الماضي , و تذكرت أني حتى في
صغري لم يكن يستهويني هذا النوع من
الحلوى .
ضحكت كثيرا , و تذكرت كلمة أبونا لي " دي
من إيد المسيح "
وضعت قطعة الملبن حتى آكلها وقت المساء ,
و صرت أتأمل طيلة هذا اليوم في حنو الله
علينا و كيف أنه ﻻ يهتم بنا فقط بل يدللنا أيضا
" على اﻷيدي تحملون و على الركبتين تدللون
"
عجيب هو الله في حنوه .... فهو ﻻ يعطينا
اﻷشياء الضرورية التي نحتاجها فقط بل حتى
اﻷشياء التي قد تبدو غير ضرورية و صغيرة
في نظر الناس .
إن تأملت قليﻼ فيه سوف ﻻ تجده إله المﻼيين
و المليارات من البشر , بل إلهك الشخصي الذي
يهتم بكل تفاصيل حياتك , و يعطيك كل ما
تحتاج و لكن علي شرط أﻻ يصارعه في قلبك
احتياجك هذا.

" أطلبوا أوﻻ ملكوت الله و بره و كل هذه تزاد لكم.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
طوبيت البار وقطعة شعرية عن دفن الموتى
لكن أنا سللت سيفه الذي كان بيده، وقطعت رأسه
زوادة اليوم: الفلاح وقطعة الأرض
ابرة وقطعة قماش
القرد كروكى وقطعة السكر


الساعة الآن 11:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024