رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عَلَى أَنْهَارِ بَابِلَ هُنَاكَ جَلَسْنَا يتحدثون هذه الايام عن جرائم قتل الاسرى وقت الحروب ، أسرى عاجزين يُقتلون ، والأسير عاجز مقيد اليدين والقدمين محجوز خلف جدران سميكة وقضبان حديدية ؟ الأسير غير السجين ، الأسير جندي يحارب انهزم وفقد سلاحه واقتنصه العدو . يخرج من صفوف الجيش ، يُلغى ، يُصبح بلا فائدة لا حول له ولا قوة ولا مكان . لا مكان له في جيشه أو في بلده أو في وطنه ، أسير ٌ حبيس ٌ في أرض الاعداء . يصوّر المزمور 137 حال الأسير في أرض أسره ، يقول : " عَلَى أَنْهَارِ بَابِلَ هُنَاكَ جَلَسْنَا ، بَكَيْنَا أَيْضًا عِنْدَمَا تَذَكَّرْنَا صِهْيَوْنَ .عَلَى الصَّفْصَافِ فِي وَسَطِهَا عَلَّقْنَا أَعْوَادَنَا........ كَيْفَ نُرَنِّمُ تَرْنِيمَةَ الرَّبِّ فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ ؟ إِنْ نَسِيتُكِ يَا أُورُشَلِيمُ ، تَنْسَى يَمِينِي " . الأسر ليس أسر الجسد فقط . الجسد إن غاب وقتا ً يأتي يومٌ ويعود . أسير الجسد أسير القلب حزين منكسر عاجز عن الفرح والغناء والراحة ، يعلّق عوده على الصفصاف ، يصمت العود ويخرس ، أوتاره ساكتة ٌ مشلولة ، وينظر الأسير الى بلده وأرضه بشوق ويصلي كل يوم ٍ طالبا ً العودة ، وينفطر القلب وتدمع العين وترتجف الشفتان بالحزن واللوعة في الأرض الغريبة . ويقف المسيح ويعلن : " رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ." ( لوقا 4 : 18 ، 19 ) . جاء المسيح الى العالم ليخلّص . اعلن ملاك الرب عن مولده للرعاة وللعالم : " فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ : أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. " ( لوقا 2 : 10 ، 11 ) . المخلّص المسيح مجيئه فرح ، فرح الخلاص ، الخلاص من الأسر ، أسر الخطية " كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ " ( يوحنا 8 : 34 ) . منسحق ومنكسر القلب . الخطية تسلب الحرية . الخطية تسلب الكرامة . الخاطي مسلوب الارادة ، مسلوب الراحة والسلام ، والمسيح يعرض على هؤلاء عمله ، مهمته ، سلامه وخلاصه ، تحريره . جاء ليحرر ويخلّص ويطهّر ويبرر " فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا. " ( يوحنا 8 : 36 ) . لن يتحرر الاسير للخطية الا بالخلاص بدم يسوع المسيح ، هو وحده الذي يحرر . الخطية تقيد العقل والقلب والفكر والارادة . قيود الخطية ثقيلة ٌ قاسية ، لو حاولت التخلّص منها لن تقدر فليست لديك القدرة على كسر قيودها . واحد ٌ فقط هو الذي يقدر ، ذاك الذي حمل خطايانا على الصليب . كل خطايا البشر أخذها معه وعلقها معه ودخل القبر بها وقام تاركا ً إياها . المسيح يعرض عليك الحرية الحقيقية ، الحرية من الخطية ومن سلطانها . حين تأتي اليه يمد يده ويكسر قيودك ويحررك من عبودية الخطية |
|