ارفع عينيك نحو الله
غزا الانسان الجو واعتلى السحاب وصنع لنفسه اجنحة وطار في الهواء . حين بدأ يعد نفسه ليطير اختار اخف المواد لصناعة الاجنحة وفشل ثم تقدم في ابحاثه وصنع الالات الضخمة التي رفعته وطارت به . وكلما نظرنا الى الطائرات المصنوعة من الحديد والمعادن الثقيلة تعجبنا . كيف يطير الحديد ؟ كيف تطير الاطنان الثقيلة والاجنحة العريضة ؟ الذي يرفع الاثقال الى الفضاء اجنحة طويلة عريضة وثقيلة ايضا ً . العصفور صغير الحجم جناحاه صغيران ، النسور الضخمة اجنحتها ايضا ً ضخمة . يقول اشعياء النبي " وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ " ( اشعياء 40 : 31 ) . جناحا النسر يزنان مثل وزنه واحيانا ً يكونان اكثر ثقلا ً من كل وزنه ولانهما كبيران عريضان ممتلآن بالعضلات القوية والريش الكثيف فهما يحملان النسر الى الاجواء العالية وينقلانه الى قمم الجبال . ويعد الرب منتظريه بتجديد القوة ، ويعد الله اولاده باجنحة كالنسور . قد يضع الله على كتفيك اثقالا ً ومهام ومسؤوليات جسام وقد تتصور أن ذلك سوف يعيبك ويتعبك ويقيد حركتك . هذه الاثقال والاعمال والمسؤوليات والمهام مثل اجنحة النسور يضعها الله على كتفيك لترفعك الى اعلى وتطير بك في الفضاء . كلما زاد العمل ، زاد النشاط . كلما زادت الاعباء زادت القدرة على الانجاز . هكذا يعدنا الله ، يقوي ويعضد ويؤهل ويجدد . " يُعْطِي الْمُعْيِيَ قُدْرَةً ، وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً . اَلْغِلْمَانُ يُعْيُونَ وَيَتْعَبُونَ ، وَالْفِتْيَانُ يَتَعَثَّرُونَ تَعَثُّرًا . وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً . يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ . يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ . يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ ." ( اشعياء 40 : 29 – 31 ) . الاثقال التي يضعها الله على اكتافنا أجنحة نسور ترفعنا الى اجواء الشركة ، كلما زاد ثقلها علينا كلما زاد انجازنا لخطة الله لنا وعملنا لكي نمجّد الله أبانا . كلما ضممناها الى قلوبنا كما يضم الطير جناحيه ، كلما تحولت الى اجنحة ترفعنا .
عندما يثقل حملك ، حين يتعثر عليك رفعه ، ارفع عينيك نحو الله فيملأ جناحيك بالقوة فيهون الثقل ويخف وترفعه برضى ً وفرحة . كل ثقل يضعه الله عليك يخف وزنه ويسهل حمله . كل ثقل يحيك الله خيوطه حولك يؤول لك الى البركة