الله يعرف قدر الاحتياج
نأتي الى الرب بطلبة نرفع قلوبنا له بسؤال ، نقدم امام عرشه احتياجا ً ويتلقى الرب الطلب ويصل اليه السؤال ويعرف الاحتياج ما دمنا طلبنا بايمان ويعد الله استجابة الطلب ويجهز الجواب ويوفر الاحتياج ويحضّر البركة وننتظر كما يقول حبقوق النبي " عَلَى مَرْصَدِي أَقِفُ ، وَعَلَى الْحِصْنِ أَنْتَصِبُ ، وَأُرَاقِبُ لأَرَى مَاذَا يَقُولُ لِي، وَمَاذَا أُجِيبُ عَنْ شَكْوَايَ " ( حبقوق 2 : 1 ) . ينتظر ويراقب كما ننتظر . يقف على مرصد عال ٍ ويعتلي حصنا ً مرتفعا ً حتى تسهل الرؤيا ويمكن المراقبة وينفذ صبر البعض ويزداد توتر وتخبط الاقدام في تعجل وقلق ويتأنى الرب ويمل البعض الانتظار ويتعبون ويتركون المرصد وينزلون من الحصن . يتصورون التأني رفضا ً والتأجيل عدم قبول والتواني غلقا ً للابواب . واجاب الرب حبقوق وقال : " اكْتُبِ الرُّؤْيَا وَانْقُشْهَا عَلَى الأَلْوَاحِ لِكَيْ يَرْكُضَ قَارِئُهَا ،لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ ، وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ "( حبقوق 2 : 2 ، 3 ). التأجيل لا يعني الرفض ، التأجيل لأن الله يختار الوقت المناسب للاجابة . افكار الله ليست افكارك ، طرق الله ليست طرقك ، اوقات الله ليست اوقاتك . حين تتسرع انت يتأنى الله ويصبر ، هو يعلم قدرتك واستعدادك لقبول بركته ونعمته ولذلك ينتظر الرب ليترأف عليكم ولذلك يقول ليرحمكم لأن الرب اله حق . انتظار الرب له حكمة وهدف ، قد تكون الاستجابة لم تنضج ما تزال فجة وحصولك عليها الآن قد يضرك لا يفيدك بل يسبب ضرر وقد تكون أنت لست مستعدا ً بعد لتلقي البركة والنعمة والجواب . احيانا ً نطلب ما نشتاق اليه ونرغبه لا ما نحتاج اليه ونفتقده . الله يعرف قدر الاحتياج وقدرة الانتظار وقوة الايمان . كم من بركات يعدها الرب لطالبيه وحين يأتي وقت العطاء لا تجد من ينتظر . حين تطلب انتظر ، " لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ " ، ما يزال الوقت المناسب لم يحل . انتظر وراقب الله يعدها لك ." إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ . " ، ستأتي اتيانا ً ولا تتأخر . التأني ليس تأخيرا ً والتواني ليس رفضا ً . الله يعرف احتياجك ، هو يعرفه ، الله يعرف قوة انتظارك ، هو يعرفه ، انتظر راقب لا تيأس ولا تفشل ، هو يسمع وهو يستجيب في حينه