انظر الى الله
اذا نظرنا حولنا ونحن في اعمالنا اليومية نُصدم ونُحبط . البعض يعمل بايد ٍ مرتخية متكاسلة وينال مكافأة الرؤساء . والبعض الآخر يعمل بأمانة وجدية وينال التأنيب والعقاب . ويفقد الانسان ايمانه ، ويختل مقياسه ويكفر بمبادئه ، ويتسائل : ما فائدة الاخلاص وما جدوى الحماس ؟ وتنتقل العدوى ويعم الغش ويسود الاهمال . لكن الله يُعلن لنا في سفر اخبار الايام الثاني الاصحاح 15 : 7 " فَتَشَدَّدُوا أَنْتُمْ وَلاَ تَرْتَخِ أَيْدِيكُمْ لأَنَّ لِعَمَلِكُمْ أَجْرًا " الله لا يحب الايدي المرتخية والارجل المتعثرة الضعيفة ، ويكافئ كل من نشددت يداه وقويت رجلاه . العمل في المسيحية هو للرب وليس للناس . يقول بولس الرسول في رسالته الى اهل كولوسي 3 : 23 – 25
" وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ، فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ الرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ الْمِيرَاثِ ، لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِيحَ . وَأَمَّا الظَّالِمُ فَسَينَالُ مَا ظَلَمَ بِهِ ، وَلَيْسَ مُحَابَاةٌ. " فلو امكن خداع الناس لا يمكن خداع الله . وإن كان البعض يتكاسل ويهمل بايد ٍ مرتخية ، فالله يرى ويكافئ بعدل ويعاقب بحق وليس محاباة . التعب ليس باطلا ً في الرب . الله يرى تعبك ويقدره ويُسر به وبك ، حتى وإن لم يرى الانسان ذلك ولم يذكره ُ . حين وضع الله آدم في الجنة ، وضعه ليعملها ويحفظها . وحين اخرجه الله الى الارض جعله يعرق ليأكل خبزه وسلحه بالقوة والقدرة والعقل والابتكار . وعلمه كيف يستغل كل امكانياته لخدمته . والله يستحق منا ان نعمل بكل الجد والجهد . وهو يعدنا بان يرى عملنا ويكافئ تعبنا ، فلا تنتظر مكافئة الناس وتقديرهم لعملك . انظر الى الله وكرّس عملك له . وما اسعد من يسعد في عمله ِ للرب . وما اشقى من يشقى في عمله للناس . فاعمل من القلب للرب لا للناس .