رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كنيسة ساردس "وأكتب إلى ملاك الكنيسة التي في ساردس: هذا يقوله الذي له سبعة أرواح الله والسبعة الكواكب أنا عارف أعمالك، أن لك اسماً أنك حي وأنت ميت. كُن ساهراً وشدد ما بقى الذي هو عتيد أن يموت، لأني لم أجد أعمالك كاملة أمام الله. فاذكر كيف أخذت وسمعت، واحفظ وتُب، فإني إن لم تَسهر، أُقدِم عليك كلص، ولا تعلم أية ساعة أُقدِم عليك. عندك أسماء قليلة في ساردس لم يُنجسوا ثيابهم، فيمشون معي في ثياب بيض لأنهم مُستحقون. مَن يغلب فذلك سيلبس ثياباً بِيضا، ولن أمحو اسمه من سفر الحياة، وسأعترف باسمه أمام أبى وأمام ملائكته. مَن له أُذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس" (رؤ3:1- 6). مدينة ساردس: ساردس مدينة في المقاطعة الرومانية في آسيا، الآن في غرب تركيا. وكانت عاصمة مملكة ليديا القديمة. المدينة القديمة كانت قلعة حصينة فوق وادي هرمس الواسع، ومبنية على جبل عالي، ومن الشمال يوجد جبل تمولس. الجبل الذي فوقه مدينة ساردس ظل قائماً لمدة 3000 سنة، وجانبيه له حوائط عمودية من الصخر، ما عدا برزخ يربط مع جبال أخرى من الجنوب. بجانب المسطح من الشمال، والوادي الصغير من الشرق والغرب، تظهر المدينة بحوائطها وأبراجها ومعابدها وبيوتها وقصورها، وتظهر من كل النواحي بأنها عالية جداً، بحيث يُمكن قذف حجر على ارتفاع 1500 قدم من حوائط البنايات. الصخرة المبنى عليها مدينة ساردس تُسمى صخرة، ولكنها في الحقيقة هي مكونة من طمى مدموج، ومن السهل ذوبانه بسبب الأمطار والجليد، مما جعله ينخفض تدريجياً، وبالرغم من هذا بقى جزء بسيط من الجزء العلوي، والذي عليه مدينة ساردس. وعلى ذلك فالزائر لا بد أن يكون هادئ الطبع وثابت لكي يعبر إلى المدينة. تحطيم الصخرة الضعيفة التكوين، لابد وأنه أثر في طريقة تفكير السكان، فجعلتهم غير مستقرين، وغير واثقين، وبلا كفاءة، وفى حالة تدهور، وهذا هو حال مدينة ساردس وحال الكنيسة هناك أيضاً. كانت مدينة ساردس تحت حُكم كروسيوس مركز سُلطة ليديا، ولكنها انتهت فجأة حينما حاصر الملك كيرس الفارسي المدينة واستولى على العاصمة سنة 549 ق.م. وذلك بالتسلل على السفح الشديد الانحدار ليلاً، حيث واجه مقاومة ضعيفة. نفس الشيء حدث حينما سقطت المدينة في سنة 214 ق.م. حينما اقتُحمت بواسطة أنتيوفس العظيم. وبالرغم من أنها تقع على الطريق التجاري المهم المؤدى إلى وادي هرمس، إلا إنها لم تكن أبداً في امتياز يستحق الالتفات مثل أيامها القديمة تحت الحكم الروماني. سقطت مدينة ساردس مرتين بسبب أن حُكامها ظنوا أنهم في أمان بسبب وجودهم في حصن منيع، وكان هذا غروراً كاذباً. فقد تسبب عدم الاهتمام وعدم اليقظة في سقوط المدينة مرتين، فقد اتكلوا على الحصن المنيع الذي يعيشون فيه، مما أدى إلى انهيار مقاطعة ليديا كلها، بما فيها مدينة ساردس. أهل ساردس لم يتعلموا من السقوط الأول، فالتجربة قد نُسيت، والرجال رجعوا غير مهتمين ومتهاونين، وحينما جاءت ساعة الهجوم، ساردس كانت غير جاهزة. ساردس أصبحت في المرتبة الثانية في الإمبراطورية بسبب الإهمال. وفى سنة 26 م. رُفض طلبها لبناء معبد للإمبراطور فيها، حيث فضلوا بناءه في منافستها سميرنا. لقد خرج العمران والتحضر من ساردس بواسطة الأتراك الذين حرقوا كل شيء وذبحوا المسيحيين هناك في وادي هرمس. الآن ساردس عبارة عن قرية صغيرة تُدعى "سارت"، بالقرب من الموقع القديم. الرسالة إلى ساردس: يُقال أن ساردس هي أول مدينة في ذلك الجزء من العالم قد تحولت إلى المسيحية بواسطة كرازة يوحنا الحبيب. ويُقال أيضاً أنها أول مدينة عمل بعض مؤمنيها ضد المسيحية. ملاك كنيسة ساردس: هو القديس ميليتون. وكل ما نعرفه عنه أنه كان مرجعاً كبيراً في القرون المسيحية الأولى. ترتليان ذكر أنه كان يُعتبر نبياً عند كثير من المؤمنين. ميليتون يُعتبر كاتب خصيب في النصف الأخير من القرن الثاني الميلادي، بالرجوع إلى أعماله التي كتب عنها يوسابيوس الإسكندرى وجيروم، ولكن القليل جداً هو الذي تبقى. وبقيت كتاباته إلى القرون الوسطى ذات اعتبار كبير. بعض كتاباته: *حوالي سنة 161 م. كتب دفاعاً عن المسيحية إلى ماركوس أوريليوس، يلتمس منه: "لا تضعنا نحن المسيحيين في وسط المتمردين وقطاع الطرق الرعاع". *حوالي 170 م. بعد سفره إلى فلسطين، وزار المكتبة في قيصرية، جمع ونسق كتب العهد القديم المعروفة منذ الآباء المسيحيين الأوائل. وهذا كتبه عنه يوسابيوس القيصرى. *كتب "ضد عبادة الأوثان"، لماركوس أوريليوس. ومع ان اسمه يذكر في الكثير من كتب السنكسار القديمة، إلا أن سيرته غير معروفة، وتاريخ نياحته سنة 180 م. وأسقف ساردس كان هو المطران ورئيس أساقفة ليديا، وكان ترتيبه السادس في الكرامة بين جميع الأساقفة في آسيا وأوربا، والتي كانت خاضعة لبطريرك أنطاكية. الروح يقول عن نفسه في مقدمة هذه الرسالة "هذا يقوله الذي له سبعة أرواح الله والسبعة الكواكب". تعريف الروح لنفسه بهذه الصورة يشبه جداً تعريف الروح لنفسه لكنيسة أفسس، حيث قال: "هذا يقوله الممسك السبعة الكواكب في يمينه. الماشي في وسط المنابر الذهبية". وذلك لأنه يوجد تقارب وتشابه بين الكنيستين. التاريخ كان يسير في نفس الخطوط في الكنيستين. الاثنين بدأوا غيورين ومتحمسين ثم انتابهم الفتور بعد ذلك، ولكن الفتور في ساردس كان أشد. الرسالة الأساسية لأفسس كانت بسبب عدم استمرارها في محبتها الأولى، ولكن الرسالة لساردس كانت انخفاض المستوى والغرور الكاذب والموت. الراسل للكنيستين يقف في المركز، ويُعلن عن نفسه بأنه المُدبر للكنيسة في العالم وبالذات لكنائس آسيا. فقوله: "الذي له سبعة أرواح الله"، فهو تعبير رمزي للتعبير عن القوة الإلهية التي تعمل في الإنسان، القادرة أن تُعطيه كل القوة والنصرة في نضاله ضد الشيطان أو ضد المسيح. ولأن خطية كنيسة ساردس كانت الكبرياء والغرور الكاذب، فقال الروح أنه: "له سبعة أرواح الله"، لأن الروح هو الوحيد القادر على تطهيرنا من كل الخطايا، كما يقول الرسول: " وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تُكملوا شهوة الجسد. لأن الجسد يشتهى ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يُقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون. ولكن إذا انقدتم بالروح فلستم تحت الناموس وأعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سُكر، بطر، وأمثال هذه التي أَسبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضاً إن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله. وأما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام، طول أناة، لُطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء أما بعضنا بعضاً، ونحسد بعضنا بعضاً". (غل5: 16- 26). وكما قال السيد المسيح: "الحق الحق أقول لك. إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح"(يو3: 5-6). أما قوله: " الممسك بالسبعة الكواكب"، يعنى أنه هو صاحب القوة الإلهية التي ترعى الكنائس السبعة وترعى أساقفتها، أي أن كلهم محفوظين في يد الله القوية. أخطاء كنيسة ساردس: "أنا عارف أعمالك. أن لك اسمًا أنك حي وأنت ميت. كن ساهراً وشدد ما بقى. الذي هو عتيد أن يموت. لأني لم أجد أعمالك كاملة أمام الله". الأسقف ميليتون كانت له أعمال صالحة كثيرة، وكتابات قيمة، كما سبق وذكرنا في سيرته، ولكنه أيضاً كان يؤمن بأفكار غريبة غير مقبولة من الكنيسة الأولى فمثلاً: كان يُنادى بالاحتفال بعيد القيامة المجيد في (14 نيسان)، وهو عيد الفصح عند اليهود. مع أن الكنيسة قد استقرت على الاحتفال بعيد القيامة يوم الأحد التالي لفصح اليهود. وكان يؤمن بالحكم الألفي للمسيح على الأرض قبل يوم القيامة الأخير، وهذا الفكر أيضاً مرفوض من آباء الكنيسة الأوائل. لذلك قال له الروح:"لك اسماً أنك حي وأنت ميت.....لم أجد أعمالك كاملة أمام الله" وبالطبع هذا الفكر الذي اعتنقه تبعه فيه مؤمنين آخرين في الكنيسة. وأيضاً وُجد في الكنيسة أناس مسيحيتهم غير كاملة، إذ أنهم رحبوا بوجود بدع وهرطقات بينهم، وانقادوا إلى طريق الضلال. لقد فقدوا كُل حياتهم وقوتهم، ودخلوا بعمق مع عادات الوثنيين، والتي من وجهة نظر المسيحية فاسدة وخليعة. لذلك وقعت كنيسة ساردس تحت التأديب، ولهذا اضطر المسيحيون الحقيقيون في الكنيسة أن يستبعدوا هؤلاء المرتدين من اجتماعاتهم، بحسب وصية بولس الرسول القائلة: كتبت إليكم في الرسالة أن لا تُخاطوا الزناة وليس مُطلقاً زُناة هذا العالم، أو الطماعين أو الخاطفين، أو عبدة الأوثان، وإلا فيلزمكم أن تخرجوا من العالم. وأما الآن فكتبت إليكم إن كان أحد مدعو أخاً زانياً أو طماعاً أو عابد وثن أو شتاماً أو سكيراً أو خاطفاً، أن لا تُخالطوا ولا تُؤاكلوا مثل هذا لأنه ماذا لي أن أَدين الذين من خارج؟ ألستم أنتم تَدينون الذين من داخل؟ أما الذين من خارج فالله يَدينهم. (فاعزلوا الخبيث من بينكم)" (1كو 5: 9-13). وقد يقول قائل، هل المطلوب أن نكون أمناء إلى حد الكمال في كل أمور حياتنا؟ نعم، هذا هو المطلوب، فقد طلب منا السيد المسيح حينما قال: " سمعتم أنه قيل تُحب قريبك وتُبغض عدوك وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ويطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات فإنه يُشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويُمطر على الأبرار والظالمين لأنه إن أحببتم الذين يُحبونكم، فأي أجر لكم؟ أليس العشارون أيضاً يفعلون ذلك؟ وإن سلمتم على إخوتكم فقط، فأي فضل تصنعون؟ أليس العشارون أيضاً يفعلون هكذا؟ فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل"(مت 5:43-48). ويوصينا بولس الرسول قائلاً:" أيها الإخوة لا تكونوا أولاداً في أذهانكم بل كونوا أولاداَ في الشر. وأما في الأذهان فكونا كاملين"(1 كو 14:20). ويقول أيضاً: "ونطلب إليكم أيها الإخوة أنذروا الذين بلا ترتيب. شجعوا صغار النفوس أسندوا الضعفاء تأنوا على الجميع. انظروا أن لا يُجازى أحد أحداً عن شر بشر، بل كل حين اتبعوا الخير بعضكم لبعض وللجميع. افرحوا كل حين. صلوا بلا انقطاع. اشكروا في كل شيء، لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم. لا تطفئوا الروح. لا تحتقروا النبوات امتحنوا كل شيء، تمسكوا بالحسن. امتنعوا عن كل شبه شر. وإله السلام نفسه يُقدسكم بالتمام. ولتُحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح. أمين هو الذي يدعوكم الذي سيفعل أيضاً"(1تس 5: 14- 24). ويقول سفر الأمثال: "من يُضل المستقيمين في طريق رديئة ففي حفرته يقع هو. أما الكَمَلَة فيمتلكون خيراً"(أم 28: 10).ويقول أيضا ً" السالك بالكمال يَخلُص. والملتوي في طريقين يسقط في إحداهما"(أم 28: 18). العلاج: لم يذكر الروح أخطاء كنيسة ساردس فقط، بل قدم لهم طريق الشفاء، لأنه: "يريد أن الكل يخلصون وإلى معرفة الحق يُقبلون"(1تى 2: 4). فقال: "كُن ساهراً وشدد ما بقى... فأذكر كيف أخذت وسمعت. واحفظ وتب. فإني إن لم تسهر. أُقدم عليك كلص. ولا تعلم أية ساعة أُقدم عليك". 1- حياة السهر واليقظة: العذارى الخمس الحكيمات، سهروا طول الليل ومصابيحهم موقدة، فاستحقوا أن يدخلن إلى العرس السماوي. أما الخمس الجاهلات، فقد أغلق الباب أمامهم لأن مصابيحهم كانت مُطفئة (مت 25). السهر يعنى مراقبة الإنسان لأعماله وأقواله بل وأفكاره أيضاً بصفة مستمرة، لكي يقتلع أي شائبة تُشوه حياته، كما يقول يعقوب الرسول: "لا يقل أحد إذا جُرب (إني أُجرب من قِبل الله)، لأن الله غير مُجرب بالشرور وهو لا يُجرب أحداً. ولكن كل واحد يُجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كَمَلت تُنتج موتاً لا تضلوا يا إخوتي الأحباء"(يع 1: 13 - 16). ويقول بطرس الرسول: "اصحوا واسهروا. لأن إبليس خصمكم كأسد زائر. يجول مُلتمساً من يبتلعه هو. فقاوموه. راسخين في الإيمان. عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرى على إخوتكم الذين في العالم"(1 بط 5: 8- 9). 2- أذكر كيف أخذت وسمعت: طلب الروح من الأسقف ومن المؤمنين، أن يتمسكوا بتعاليم الآباء التي سبق وتعلموها، ولا يضلوا عنها. بل طلب أيضاً أن يهتموا بما سمعوه من وصايا الرب ويحفظونها. الرب أوصى موسى النبي بحفظ الوصايا، قائلاً: "اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد فتُحب الرب إلهك من كل قلبك ومن نفسك ومن كل قوتك. ولتكن هذه الكلمات التي أنا أُوصيك بها اليوم على قلبك، وَقُصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشى في الطريق، وحين تنام وحين تقوم، واربطها علامة على يدك، ولتكن عصائب بين عينيك واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك".(تث 6: 4- 9). وقد وبًخ الرب الكتبة والفريسيين لأنهم متمسكين بتقاليد وضعها الناس وتركوا وصايا الرب، قائلاً: "فأجاب وقال لهم حسناً تنبأ إشعياء عنكم أنتم المُرائين كما هو مكتوب: هذا الشعب يُكرمني بشفتيه، وأما قلبه فمبتعد عنى بعيداً، وباطلاً يعبدونني وهم يُعلمون تعاليم هي وصايا الناس. لأنكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس: غسل الأباريق والكؤوس، وأمور أُخر كثيرة مثل هذه تفعلون. ثم قال لهم: حسناً رفضتم وصية الله لتحفظوا التقليد". (مر7: 6- 9). ويمدح بولس الرسول أهل رومية على تمسكهم بتعاليم الآباء قائلاً: "شكراً لله. أنكم كنتم عبيداً للخطية. ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلموها" (رو 6: 17). ويوصى بولس الرسول أهل فيليبي، قائلاً: "أخيراً أيها الإخوة، كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مُسر، كل ما صيته حسن، إن كانت فضيلة وإن كان مدح، ففي هذا افتكروا. وما تعلمتموه، وتسلمتموه، وسمعتموه، ورأيتموه في، فهذا افعلوا، وإله السلام يكون معكم"(في 4: 8-9). ويطلب من أهل تسالونيكى أن يتمسكوا بما تسلموه، قائلاً: "فمن ثَم أيها الإخوة نسألكم ونطلب إليكم في الرب يسوع، أنكم كما تسلمتم منا كيف يجب أن تسلكوا وتُرضوا الله، تزدادون أكثر. لأنكم تعلمون أية وصايا أعطيناكم بالرب يسوع. لأن هذه هي إرادة الله: قداستكم. أن تمتنعوا عن الزنا، أن يعرف كل واحد منكم أن يقتنى إناءه بقداسة وكرامة، لا في هوى شهوة كالأمم الذين لا يعرفون الله، أن لا يتطاول أحد ويطمع على أخيه في هذا الأمر، لأن الرب مُنتقم لهذه كلها كما قُلنا لكم قبلاً وشهدنا. لأن الله لم يَدعُنا للنجاسة بل في القداسة. إذاً من يُرذِل لا يُرذِل إنساناً، بل الله الذي أعطانا أيضاً روحه القدوس."(1 تس 4: 1- 8). وإذا لم تتبع كنيسة ساردس وأسقفها طريق التوبة المرسوم لهم، فالرب يقول لهم: "فإني إن لم تسهر. اُقدم كلص. ولا تعلم أية ساعة أُقدم عليك". يوم المجيء الثاني يأتي كلص لغير الساهرين، أما المتيقظين فينتظرونه بفرح، وفى ذلك يقول بولس الرسول: "وأما الأزمنة والأوقات فلا حاجة لكم أيها الإخوة أن أكتب عنها، لأنكم أنتم تعلمون بالتحقيق أن يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء. لأنه حينما يقولون: (سلام وآمان)، حينئذ يُفاجئهم هلاك بغتة، كالمخاض للحُبلى، فلا ينجون. وأما أنتم أيها الإخوة فلستم في ظلمة حتى يُدرككم ذلك اليوم كلص. جميعكم أبناء نور وأبناء نهار. لسنا من ليل ولا ظلمة. فلا ننم كالباقين، بل لنسهر ونصح. لأن الذين ينامون فبالليل ينامون، والذين يسكرون فبالليل يسكرون. وأما نحن الذين من نهار، فلنصح لابسين درع الإيمان والمحبة، وخوذة هي رجاء الخلاص. لأن الله لم يجعلنا للغضب، بل لاقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح، الذي مات لأجلنا، حتى إذا سهرنا أونمنا نحيا جميعاً معه. لذلك عَزوا بعضكم بعضاً وابنوا أحدكم الآخر، كما تفعلون أيضاً"(1تس 5: 1- 11). ويؤكد بطرس الرسول هذا الكلام، قائلاً: "ولكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء: أن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيوم واحد. لا يتباطأ الرب عن وعده كما يَحسب قوم التباطؤ، لكنه يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يهلك أُناس، بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة. ولكن سيأتي كلص في الليل، يوم الرب، الذي فيه تزول السموات بضجيج، وتنحل العناصر مُحترقة، وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها. فبما أن هذه كلها تنحل، أي أُناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مُقدسة وتقوى؟ مُنتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب، الذي به تنحل السموات مُلتهبة، والعناصر مُحترقة تذوب. ولكننا بحسب وعده ننتظر سموات جديدة، وأرضاً جديدة، يسكن فيها البر. لذلك أيها الأحباء، إذ كنتم مُنتظرون هذه، اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس ولا عيب، في سلام. واحسبوا أناة ربنا خلاصاً، كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس أيضاً بحسب الحكمة المعطاة له"(2 بط 3: 8- 15). ويؤكد الرب في سفر الرؤيا، قائلا:" ها أنا آتى كلص. طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشى عرياناً فيروا عُريته"(رؤ16 - 15). وعد الرب للأمناء: " عندك أسماء قليلة في ساردس لم يُنجسوا ثيابهم. فسيمشون معي في ثياب بيض لأنهم مُستحقون. من يغلب سيلبس ثياباً بيضاً. ولن أمحو اسمه من سفر الحياة. وسأعترف باسمه أمام أبى وأمام ملائكته". الله يرى وينظر ويفحص القلوب، ويعرف أن هناك في ساردس أسماء قليلة أمناء، إنه يعرف كل واحد باسمه ويعرف أعماله. ومن أجل هؤلاء الأمناء الثابتين لم تتدهور كنيسة ساردس. لذلك وعدهم الرب أنه سوف يعترف بأسمائهم أمام الآب وملائكته، وأنهم سيسيرون معه في ثياب بيضاء. اللون الأبيض معروف منذ القدم أنه رمز الطهارة ونقاوة القلب. كل الرومانيين كانوا يلبسون ثوب ثقيل لونه أبيض، يُسمى (توجا)، في أيام الأجازات وفى الاحتفالات الدينية، حيث كان يُطلق على المدينة في أيام الاحتفالات (المدينة البيضاء). ولكن بالطبع الجنود في الاحتفالات لا يلبسون الـ(توجا)، بل يلبسون بدلة رسمية حربية مُزينة ويسيرون في أيام الاحتفال بالنصرة (وهو الاحتفال بجوبيتر). وقد يكون هذا هو السبب في قول الروح: " يسيرون معي في ملابس بيضاء"، لأنهم يعرفون أن الملابس البيضاء رمز الطهارة والنصرة والغلبة. وأراد أن يقول للمؤمنين هناك، أن لبس الملابس البيضاء في ملكوت السموات نتيجة النصرة على الخطية، أفضل كثيراً وتستحق الجهاد، أفضل من لبسها للاحتفال بإله وثنى (جوبيتر). وبالطبع اللون الأسود مُناسب للذين ارتكبوا الجرائم. أما موكب النصرة هذا الذي سوف يسير فيه الأمناء في الملكوت، يبدأ هنا على الأرض، إذ يقول بولس الرسول: "ولكن شكراً لله الذي يقودنا في مَوكب نُصرته في المسيح كل حين، ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان. لأننا رائحة المسيح الذكية لله، في الذين يخلصون وفى الذين يهلكون. لهؤلاء رائحة موت لموت، ولأولئك رائحة حياة لحياة. ومَن هو كُفوء لهذه الأمور؟ لأننا لسنا كالكثيرين غاشين كلمة الله، لكن كما من إخلاص، بل كما من الله نتكلم أمام الله في المسيح".(2كو2: 14 -17). وربما استخدام الروح لكلمة (الرداء أو الثياب)، إشارة إلى التجارة الرئيسية في المدينة، وهى صباغة الأقمشة الصوفية. سفر الحياة: "من يغلب... لن أمحو اسمه من سفر الحياة". وعن هذا السفر قال يوحنا الحبيب في رؤياه: "ثم رأيت عرشاً عظيماً أبيض، والجالس عليه، الذي من وجهه هَربت الأرض والسماء، ولم يوجد لهم موضع. ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام الله، وانفتحت أسفار، وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة، وَدِين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم. وسَلَم البحر الأموات الذين فيه، وسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما. ودِينوا كل واحد بحسب أعماله. وطُرح الموت والهاوية في بحيرة النار. هذا هو الموت الثاني. وكل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طُرح في بحيرة النار" (رؤ 20: 11- 15). وقال أيضاً: "ثم وقفت على رمل البحر، فرأيت وحشاً طالعاً من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون،وعلى قرونه عشرة تيجان، وعلى رؤوسه اسم تجديف. والوحش الذي رأيته كان شبه نمر، وقوائمه كقوام دب، وفمه كفم أسد. وأعطاه التنين قُدرته وعرشه وسلطاناً عظيماً. ورأيت واحداً من رؤوسه كأنه مذبوح للموت، وجُرحه المميت قد شُفى. وتعجبت كل الأرض وراء الوحش، وسجدوا للتنين الذي أعطى السلطان للوحش، وسجدوا للوحش قائلين: من هو مثل الوحش؟من يستطيع أن يحاربه؟ وأُعطى فماً يتكلم بعظائم وتجاديف، وأُعطى سلطاناً أن يفعل اثنين وأربعين شهراً. ففتح فمه بالتجديف على الله، ليُجدف على اسمه، وعلى مسكنه، وعلى الساكنين في السماء.وأُعطى أن يصنع حرباً مع القديسين ويغلبهم، وأُعطى سلطاناً على كل قبيلة وأمة. فسيسجد له جميع الساكنين على الأرض، الذين ليست أسمائهم مكتوبة منذ تأسيس العالم في سفر حياة الخروف الذي ذُبح. من له أُذن فليسمع. إن كان أحد يجمع سبياً، فإلى السبي يذهب. وإن كان أحد يقتل بالسيف، فينبغي أن يُقتل بالسيف، فينبغي أن يُقتل بالسيف. هُنا صبر القديسين وإيمانهم"(رؤ 13: 1- 10). _____ الحواشي والمراجع : 1- The New Bible Dictionary, 1962, p.1145. 2- W. M. Ramsay, “The letters to the seven churches of Asia”, p. 369- 370. 3- Wikipedia/ st. Milito. 4-القمص تادرس يعقوب ملطى، "تفسير سفر الرؤيا"، ص 40- 42. 5-القمص تادرس يعقوب ملطى، "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها"، القديس ميليتون. 6-متى هنرى، "التفسير الكامل للكتاب المقدس"، ص 628. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الاصحاح 03 الجزء الأول † كنيسة ساردس † تفسير سفر الرؤيا للبابا شنوده الثالث † |
ميليتو أسقف ساردس |
ملاك كنيسة ساردس والبقية المضمونة |
ملاك كنيسة ساردس الحى الميت |
ملاك كنيسه ساردس |