20 - 07 - 2014, 11:27 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: رحلة الى المرتفعات
الفصل العاشر
فى الضباب " ولكن ان كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقعه بالصبر " رو 25:8 بعد عدة ايام هدأت العاصفة وحان الوقت لاستكمال الرحلة ولكن رغم لك استمر وجود ضباب كثيف جدا يحيط بكل شئ فلم يروا سوى جذوع الاشجار التى بجانبهن. واستمر هذا الحال عدة ايام حتى نفذ صبر خوافة وقالت: "ياه ألن يتغير هذا الجو المقبض ؟ " وهنا سمعت صوتا كانت تعرفه جيدا وهو صوت ندم: لا لن يتغير، بل سوف يزداد سوءا !! ثم ألم تلاحظى ان الطريق لا يصعد الى اعلى انك تطوفين حول الجبل لانك ضللت الطريق الصحيح !! فكرت خوافة فى نفسها ان كلام "ندم" صحيح وقالت لرفيقتيها: هل تظنان اننا ضللنا الطريق بسبب الضباب؟ اجابتاها باقتضاب: لا، لا تسمعى لصوت ندم وهنا جاء صوت مرارة قائلا: على الاقل تراجعى مسافة بسيطة لترى ان كنت ضللت الطريق ام لا، بدلا من ان تسيرى مسافة طويلة فى طريق خاطئ . خوافة : اظن انه يجب ان نسمع لنصيحته هذه المرة. اشجان : اذا كنا فى الحقيقة نطوف فى دائرة فسوف نرى الطريق الصحيح فى الدورة القادمة. همست الشفقة على النفس: يا مسكينة يا خوافة انك تضيعين وقتك يوما بعد يوم بلا فائدة. وهكذا استمرت همساتهم، وايحاءاتهم تملا الجو حول خوافة، ورغم انها كانت تعرف انهم يكذبون الا ان ذلك لم يمنعها من التعثر المتكرر . واخيرا ، قررت ان تنشد النشيد الذى علمته اياها الام، حتى لا تسمع همسات اعدائها . وما ان انتهت حتى سمعت صوتا يهتف بفرح: اين تعلمت هذا النشيد يا خوافة؟ لم تتمالك خوافة نفسها من الفرح، عندما رأت رئيس الرعاة قادما نحوهم فأخذت تجرى لتقابله وانقشع الضباب فجأة واشرقت الشمس . رئيس الرعاة : اخبرينى يا خوافة اين تعلمت هذا النشيد ؟ خوافة : الام علمتنى اياه رئيس الرعاة : جميل جدا ولذلك سأضيف عليه بعض الابيات "دوائر فخذيك مثل الحلى، صنعه يدى صناع، لقد شبهتك يا حبيبتى بفرس فى مركبات فرعون. ما اجملك وما احلاك ايتها الحبيبة باللذات. كلك جميل يا حبيبتى ليس فيك عيب". (مقتطفات من سفر نشيد الانشاد) لقد كنت اسير وراءك طوال هذه الفترة وسعدت لانى وجدتك تنشدين . احمر وجه خوافة خجلا لانها ادركت انه كان يرى تعثرها وضعفها، ونظرت اليه باستعطاف رئيس الرعاة : يا خوافة ألم تدركى بعد اننى كلما نظرت الى ضعفك وتعثرك فى الطريق الصعب اتطلع الى اليوم الذى ستكونين فيه على المرتفعات بلا عيب .. اننى اريدك ان تتعلمى الجزء الذى اضفته لك فى النشيد . خوافة : نعم يجب ان انشد لهذا الصانع الماهر الذى يتعب معى كثيرا رئيس الرعاة : هل كنت تعتقدين اننى كنت سأتركك تضلين الطريق دون ان انبهك واحذرك ؟! خوافة : لقد كانوا يصرخون فى وجهى وكنت اصدقهم . رئيس الرعاة : انصحك بترديد الاناشيد التى تعرفينها ، فهذا يصم اذنيك عن وشايتهم، بالمناسبة ... هل تجدين اشجان والام رفيقتين جيدتين ؟ خوافة : نعم !! لم اكن اتخيل اننى سأحبهما، ولكن هذا ما حدث، فلولا وجودهما معى لما استطعت الوصول الى هنا . رئيس الرعاة بنبرة حادة : خوافة هل تحبيننى لدرجة الثقة بى تماما ؟ ادركت خوافة انه يعدها لمرحلة صعبة اخرى قادمة، فأجابت بصوت منخفض: انت تعلم اننى احبك على قدر طاقة قلبى الصغير، كما تعلم اننى اثق بك واتمنى ان احبك واثق بك اكثر واكثر . رئيس الرعاة : وهل تظلين واثقة حتى لو قال لك العالم كله اننى اخدعك، بل وكنت اخدعك طوال رحلتك ؟ نظرت اليه بتعجب وقالت: نعم، اثق بك، لاننى اعلم انك لا تخدعنى ... اننى اخاف كثيرا لكن فى داخلى اعرف حبك الكثير لى يا راعى .. فإن يمينك تعضدنى ولطفك يعظمنى (مز 35:18) لم يرد رئيس الرعاة، وسكت لبرهة ونظر اليها بحب وشفقة ثم قال بهدوء شديد : افترضى يا خوافة اننى اخدعك بالفعل .. ماذا ستفعلين ؟!! سردت برودة ورعشة فى كيان خوافة ، هل يمكن ان يكون هذا صحيح ؟!! هل ستحبه بعد هذا ؟؟ هل ستعيش بدونه ؟؟ هل ستفقده ؟؟ وهنا انفجرت فى البكاء ثم رفعت وجهها وقالت: يا سيدى ان اردت ان تخدعنى فليكن .. لانه من مثلك .. انت الذى اريتنى ضيقات كثيرة ورديه .. تعود فتصعدنى .. تزيد عظمتى وترجع فتعزينى (مز 20:71-21) وضع رئيس الرعاة يده على رأسها بحنان ورفق لم تره خوافة من قبل، ثم انصرف بدون كلمة واحدة، فأخذت خوافة من الارض حيث كان واقفا زلطة باردة جدا ووضعتها مع الباقى، وذهبت لتستكمل الرحلة مع رفيقتيها . |
|||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رحلة إلى المرتفعات |
خذني في رحلة على جبل المرتفعات |
الصوم رحلة الى المرتفعات |
الصوم المقدس رحلة الى المرتفعات |
رحلة إلى المرتفعات |