إكرام الله يكون بالكلام والعمل
إن أكثر الأناس العالميين حمقى جدًا، وكأن الحياة تطعمهم بالجهل. فإنهم يقومون مبكرًا يبحثون عن ما يشتهونه، وما يملكونه لكي ينقضوا عليه ويملأوا بطونهم بالخزي. هؤلاء لم يختبروا تمجيد الله على المائدة. وبولس اللاهوتي يقول عن هؤلاء: "هم أعداء صليب المسيح. الذين نهايتهم الهلاك الذين إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم الذين يفتكرون في الأرضيات. فإن سيرتنا نحن هي في السموات" (فى 3: 18-20). وهؤلاء يكونون أكثر قساوة من الأفاعي والحيات، لأن الحيوانات والأفاعي تعرف أن الله خالقها وتقدم الحمد له، والبشر الذين خلقهم الله على مثاله أكثر قساوة ولم يقدروا خلقته لهمبل يشكرونه بأفواههم وينكرونه بأعمالهم: "أنت تؤمن أن الله واحد. حسنًا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون.. ولكن الإيمان بدون أعمال ميت" (يع 2: 19، 20). لأنه ما الفائدة من اعتراف الإنسان بالله، وهم يجحدونه بأعمالهم الشريرة؟ وكيف تتمسك بالاعتراف بالسيد، وأنت لا تخضع له؟ العبيد يعرفون الأسياد في الأسواق ويكرمونهم، ونحن نخطئ في إكرام الرب، ليس بالكلام فقط بل بالعمل أيضًا. وربنا يسوع المسيح نفسه، يشهد في الإنجيل قائلًا: "ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات. بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في السموات" (مت 7: 21)، وأيضًا: "لا تنطق باسم الرب إلهك باطلًا" (خر 20: 7). وأيضًا قال لنا: "ليتجنب الإثم كل من يسمى اسم يسوع" (2تى 2: 19). فهل ترغب أنت في المعرفة، بأن الحيوانات والأفاعي تعرف الله وتمجده؟ استمع إلى نصائح الروح القدس في التماجيد (الأفاعي وكل الحيوانات تسبح الرب). إنهم حقًا يمجدونه، ويأتمرون بأمره. وهؤلاء ليسوا فقط الذين يمجدون الله، بل تمجده كل الخليقة الظاهرة والخفية ويشكرونه باستمرار.