رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي بقلم القديس البابا أثناسيوس الرسولي أ. بولين تودري مقدمة * ذكر البابا أثناسيوس الرسولي سيرة القديسة سينكليتيكي في 113 فصل: الفصول من 1- 20: يحكى فيها عن نشأتها، وبعض الجهادات التي فرضتها على نفسها، مع وصف لصلابتها في الجهاد، وشهرتها الواسعة. وفى الفصول من 21- 113: يذكر البعض من أقوالها. وبهذا يكون قد سجل لنا البابا الجليل أطول أقوال صدرت عن قديسة امرأة عاصرها وأعجب بجهادها. * ونلاحظ في أقوال هذه القديسة، أنها كانت تستخدم آيات الكتاب المقدس بعهديه كثيرًا، وتخرج بمعاني جميلة لهذه الآيات. كما كانت تستخدم أمثلة من الطبيعة، لكي تقرب أفكارها لسامعيها، مثل السفينة والبحارة الذين يبحرون وسط الرياح، وأيضًا النباتات التي تحتاج إلى ماء كثير وأخرى إلى ماء قليل. * ومن بعض أقوال هذه القديسة: - قالت عن الوداعة: "تشبه بالعشار وأنت لن تدان مع الفريسي. اختر وداعة وحلم موسى، فتجد أن قلبك صار صخرة تحولت إلى ينبوع ماء". – وقالت عن الولادة الروحية: "بمجرد أن يبلغ الأطفال في رحم أمهاتهم إلى الطور الكامل على أساس إنقاص الغذاء إلى حد بعيد، يكونون قد بلغوا إلى هذه الحالة الصحية المتقدمة. هكذا أيضًا الأبرار، فإنهم يعتزلون من الحياة الدنيوية إلى رحلة الصعود حسب المكتوب: "يذهبون من قوة إلى قوة" (مز 84: 7). ومن الناحية الأخرى، فإن الخطاة يسلمون من ظلمة إلى ظلمة، مثل الجنين الذي مات في رحم الأم. إنهم أموات على الأرض من الناحية الفعلية، مخنوقون من خطاياهم المتعددة، وبمجرد أن يؤخذوا من هذه الحياة يقادون إلى أماكن الظلمة والجحيم". * وقد لقبها البابا الجليل بعدة ألقاب: الطوباوية، أول العذارى، وعاء للتقدمات، وأنها قد صارت آنية صالحة لله. وقد شبه جهادها بجهاد الرسل، ووصفه بأنه أعظم من جهاد أيوب البار. * وقد كتب البروفيسور بول دورليان(1) قائلًا: "لقد أراد الأنبا أثناسيوس أن يبين عظم قداسة هذه الراهبة المكرسة فكتب سيرتها هو بنفسه، أي أنه كتب سيرة الأنبا أنطونى بوصفه أبًا للرهبان، كما كتب سيرة القديسة سينكليتيكي بوصفها أمًا للراهبات، فأثبت باعترافه هذا فضل الراهبات أسوة بتقديره لفضل الرهبان". * وهكذا شهد بولس الرسول قائلًا:"لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح. ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر. ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع. فإن كنتم للمسيح فأنتم نسل إبراهيم وحسب الموعد ورثة" (غل 3: 27-29). * وكتبت الأستاذة إيريس حبيب المصري مختصرًا لحياة هذه القديسة(2)، وقالت: "ولدت من أبوين شريفين. وقد أنجبا ولدين وبنتين. مات أصغر الأخوين في صباه، أما الآخر فقد انتقل إلى عالم الخلود ليلة زفافه........ وظلت سينكليتيكي مداومة على أصوامها وصلواتها ونسكها وتعبدها في بيت أبويها إلى أن انتقل كلاهما إلى عالم النور،وعند ذاك وزعت أموالها على الفقراء. وأخذت أختها وذهبت إلى مقبرة العائلة حيث عاشت بضعة سنين....... وبدأ عبير حياتها ينتشر إلى أن ملأ الإسكندرية. فجاء لزيارتها عدد غير قليل من الشابات، قصدها البعض لمجرد رؤيتها وأخذ بركتها، بينما ذهب البعض الآخر مستفسرًا عن مشكلاته. وكان من الطبيعي أن يتأثر بعض هؤلاء الشابات بقدوتها ويمكثن معها ويشاركنها حياة النسك والتأمل. وعندها تركت مقبرة العائلة وأخذت زميلاتها ليعشن معًا في مبنى خارج المدينة.............. ولما كانت سينكليتيكي نفسها قدوة مثلى وصورة حية لما تنادى به من تعليم فقد أحبتها زميلاتها وأخلصن الولاء لها وأطعنها عن رضا وحبور". _____ الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:(1) بول دورليان "قديسو مصر" جزء1، ص 26- 30. (2) أيريس حبيب المصري "قصة الكنيسة القبطية" جزء1، ص 297- 300. |
|