منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 07 - 2014, 06:41 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,844

الأنسان مخلوق من قبل الله ، ومن الله يستمد قوته ورجاءه ، فعليه أن يعلم ويؤمن كيف يستطيع أن يكون قوياً ، ومن أين تأتي القوة . المصدر الأهم في حياتنا هو الكتاب المقدس الذي يحتوي على دروس كثيرة توجه الأنسان نحو الطريق المؤدي الى الكمال والقوة . فعلى الجميع أن يقرأوا آيات وقصص هذا الكتاب الموحى من السماء لكي يحصلةا على القوة من الأعالي ، كما يكسبوا رضا الله . فعندم يعمل المؤمن بالمسيح بحسب الوصايا فيعيش مع الله والله معه ، فالمتكل على الله بأيمان يكون الله معه ( عمانوئيل ) وسيرافقه ويدافع عنه . ومن ترك الله ، فالله سيتخلى عنه كما تخلى عن شعب أسرائيل بسبب خيانتهم ، فأصبحوا ضعفاء أمام الأعداء فوقعوا في الأسر والذل . كل أنسان مؤمن عليه أن يرى يد الله معه ، ويرى بعين الروح بأن الله هو بقربه ، وهو يعينه . فطوبى لمن يعرف من أين يأتيه العون والقوة .
من أهم الأسلحة التي يجب أن يتسلح بها الأنسان لكي ينمو ويرتفع هو سلاح الضعف والتواضع . لأن الكبرياء هو اله بحد ذاته ينافس الله وبسببه سقط كثيرون . فالأنسان المتكبر هو كعابد أوثان ، والوثن هو اله كأله المال الذي هو صنمُ يُعبَد . فمن يعبد المال لا يستطيع أن يعبد الله أيضاً وحسب قول الرب ( لا تستطيع أن تعبد الهين ، أما الله أو المال ) . هكذا لا يتحد الله مع كبرياء الأنسان . في الكتاب المقدس قصص كثيرة تنورنا بدروس مهمة مغزاها أن الله يختار الضعفاء فيفضلهم على المتكبرين والأقوياء ، أي وحسب قول العذراء في نشيدها التي تحمل الكثير من المعاني والدروس ، فقالت في لو52:1 ( يحط المقتدرين عن الكراسي ، ويرفع المتضعين ) . نقرأ في أول مثال في سفر التكوين قصة قايين وهابيل . الأول فرحت به حواء كثيراً لأنه البكر فقالت ( أقتنيت من الرب أبناً ) " تك 1:4" ولم تقل مثل هذا الكلام لهابيل ، ولم تفرح به كما فرحت بأخيه الأكبر . وحتى أسمه يدل على الضعف والهبل ، أضافة الى عمله كراعي غنم ، لأنه لا يستطيع أن يعمل في الزراعة كأخيه القوي . وهكذا نسل قايين أمتاز بالقوة والبطش . لكن الله أختار الضعيف لكي تكمن فيه قوته . ففضل ذبيحة هابيل على تقدمة أخيه . وهكذا بالنسبة الى أولاد أبراهيم فأسماعيل هو البكر وهو الأقوى جداً من أسحق ، فخافت سارة على أبنها فطلبت من أبراهيم طرده . وصف الكتاب أسماعيل بهذه الكلمات ( يكون رجلاً كحمار الوحش ، لا يدجَّن . يده على كل أنسان ويد كل أنسان عليه ، ويعيش في مواجهة أخوته ) " تك 12:16 " . المؤمن الضعيف يجب أن يكون قوياً في الله ولا يهاب من شىء كالمجاعة ، كما فعل ابراهيم الذي لم يستشير بالله قبل رحيله ، بل أعتمد على قوته وفكره ورحل ، ورحلته كانت الدخول في تجربة فوق طاقته ، فضعفَ ، ونكر بأن سارة ليست زوجته . ولولا محبة الله له وتدخله ، لخسر زوجته . بينما أسحق أبنه أتكل على الله في زمن الجوع أيضاً فلم يرحل ، بل زرع في تلك السنة فأصاب مئة ضعفٍ " تك 12" أنها الذروة في البركة ، هكذا يصنع الرب العظائم معنا اذا كنا في الوضاعة والضعف .
كذلك أولاد أسحق فالبكر هو عيسو القوي والضعيف كان يعقوب ، وكان البكر هو المحبوب عند أسحق ، لكن بسبب قوته أستخفف بقوة الله التي هي البركة ، ومن تلك البركة ينال القوة لكنه باعها بأكلة عدس . فبعد أن أستيقض من كبريائه ، عرف حجم الخطأ الذي اقترفه فبكي بكاءً مراً . حكم عليه الكتاب المقدس حكماً قاسياً فكتب عنه في عب 12: 16-17 ( وأن لا يكون أحد فيكم زانياً أو سفيهاً مثل عيسو الذي باع بكوريته بأكلة واحدة . وتعلمون أنه لم أراد بعد ذلك أن يرث البركة ، خاب وما وجد مجالاً للتوبة ، مع أنه طلبها باكياً ) . فأخذ يبتعد عن بيت والده الذي فيه يد الله ، فتزوج من أمرأتين من بنات الحثيين ، وهذا ما سئم منه أسحق . عندما فقد الأمل عاد لكي يعتمد على قوته الذاتية كبطل جبار فينتقم من أخيه ، لا وبل يتحدى الله ، دون أن يفهم بأن مصدر تلك البركة ليس والده بل هي من الله ، وتلك البركة هي يد الله مع يعقوب الضعيف . قال الله ليعقوب ( لا أتخلى عنك حتى أفي لك بكل ما وعدتك ) " تك 15" . هكذا تحولت حياة يعقوب الى قوة . في ضعفه تغلب على الأقوياء وحول الله اسمه الى أسرائيل ، أي الرب هو القوي . فكل التحديات جاوزها بسهولة ، لأن الله كان يحارب المنتقمين ، كخاله لابان الذي سار وراءه مسيرة سبعة أيام لكي يستعيد منه النساء والبنين والغنم ، فأجبره الله في حلم الليل ، وقال له ( أياك أن تتكلم يعقوب بخير أو شر ) فخاف لابان أن يسىء الى يعقوب ، وهكذا حفظه من عيسو حيث كانت فترة الفراق التي طالت 20 سنة كافية لعيسو لكي يتنازل من أنتقامه ، لا وبل جعله الله أن يسرع الى لقاء أخيه حامل البركة والبركات الكثيرة والنساء والبنين ، فعانقه ، وألقى بنفسه على عنقه وقبله ، وبكيا " تك 4:33" . وقبل أن يلتقيا أراد الله أن يكافىء يعقوب . فظهر له بعد أن دفع كل زوجاته وأبنائه والغلمان امامه فحدث صراع بينهما ، ورفض يعقوب ان يتركه حتى الصباح قائلاً ( لا أتركك حتى تباركني ) . أنها ولادة جديدة له ، بل عماد خاص من الله ، فغطس في سر الله وفي عمقه قبل ان يدخل في الأرض التي أعدها له . هذا هو عمانوئيل مع يعقوب الضعيف . وهكذا أختار الله يوسف الصغير الذي لم يكن بكراً ليعقوب ، كما أختار الله بواسطة يعقوب أفرائيم بدلا من البكر منسي ، رغم أرادة يوسف . وفي مصر كان الله مع شعبه الضعيف المضطهد وهو الذي عبرهم البحر بيد قوية وهم ضعفاء أمام جيوش فرعون ، فكان الله يسير أمامهم في الليل على شكل عمود من نار . وفي النهار كغيمة لتظللهم وتخفيهم من الحرارة .
ختاماً نقول ، علينا أن نسلم ذواتنا لرحمة الرب ونضع مصيرنا في أرادته القوية وبكل ثقة وتواضع وأيمان لكي يقودنا في درب القداسة لأن مسيرتنا مع الخالق تحتاج الى عري وتجرد ونكران الذات . المسيحية القوية اليوم ليست لكبح الآخرين والسيطرة عليهم ، بل قوة المسيحية تكمن في أحتمال الآخرين ثم كسبهم وربحهم . فالذي يحتمل ظلم الآخر هو الأقوى . أما المعتدين فهم الضعفاء ، لأنهم لا يمتلكون الحق والمنطق والحكمة . فيستخدمون سلاح القوة والبطش وأعلان الحروب والغزوات والنزاعات . فيحسبون أنفسهم أقوياء لكنهم يرتعشون من وجود الله . أما المؤمن الذي يحسبونه ضعيفاً فيعتز بوجود الله لأنه قوته . أذاً نحن الأقوياء ، وهم الضعفاء ، فعلينا أن نتحمل أساليب الضعفاء وحسب قول الرسول ( يجب علينا نحن الأقوياء أن نتحمل ضعف الضعفاء ) " رو 1:15" .
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
السعادة الحقيقية تكمن في قربنا من الله
تكمن نعمة الله
الأنبا يوليوس قوة الشباب تكمن في إرضاء الله
الله مع الضعفاء
الله مع الضعفاء


الساعة الآن 08:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024