منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 07 - 2014, 12:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

كتاب نصائح روحية من أقوال الأب القديس أشعياء
مليكة حبيب يوسف، يوسف حبيب
مقدمة


وجدنا في مجموعة Benoit Aniane هذه الأقوال الروحانية. وكان قصد القديس إشعياء تقديمها للرهبان الشبان ولما لها من جليل النفع لسائر السائرين في طريق الرب الذين يحيون حسب المسيح رأينا إبرازها في هذا الثوب القشيب بهذا الترتيب البديع فتعم قائدتها. ويجدر بكل مؤمن أن ينقشها على لوح قلبه ويجعلها عصابة بين عينيه فيفوز بحفظه الوصايا المقدسة. ولو أن النصائح الواردة في هذا الكتاب تخص الرهبان الشبان إلا أنها تعطينا فكرة عن اهتمام آباء البرية بالإرشاد الذي يدونه لا نستقيم الرهبنة.
لا يمكن على وجه التحقيق أن نعرف الكثير عن القديس إشعياء، لكننا نميزه عن إشعياء المتوحد في "نتريا" أخي (باييز) Paese. وهو أيضًا أقدم من إشعياء الذي استشار القديس أنبا بيمين في طريقة محاربة التجارب؛ وأقدم أيضًا من إشعياء الذي ذكره الأنبا (اشيل) Achille.
أما عن مكان إقامته الأصلي، فإن (بولتو) Bulteau يعتقد أنه سكن في مصر بالصعيد. ومع ذلك فهو يذكره مع متوحدي شيهيت (الإسقيط) Scete؛ ويرى (تيموند) Tillemond أن القديس أقام في هذه الصحراء. والمرجح انه عاش هناك، وكان ضمن آباء القرن الرابع الممتازين في الإرشاد.
وليس من شك في أن الأنبا اشعياء كما ذكر (كوتلييه) Coteller وكما يبدو من أسلوبه وعمق تفكيره أن الله قد أعطاه موهبة خاصة لتدريب الرهبان الشبان والراغبين في طريق الرب على السيرة الجديرة بطريقهم. فكان يقول انه بالنسبة للرهبان المبتدئين لا يوجد شيء انفع لهم من التدريبات على التواضع.

كتاب نصائح روحية من أقوال الأب القديس أشعياء
فكما نرى أن الشجرة التي نسقيها بانتظام كل يوم تنمو، كذلك نرى الراهب الجديد ينمو في الفضيلة إذا كنا نعلمه التواضع فيخضع بصبر.
ويقول أيضًا: (تذكروا يا إخوتي أن الصبغة الأولى التي تأخذها لا تمحى أبدًا). وكان يضيف أيضًا: (أن الرهبان الجدد الذين يخضعون بسهولة تحت نير الطاعة، هم مثل أغصان شجرة صغيرة، فهي لا تزال لينة يمكن ثنيها كما نريد).
وعندما يتكلم عن الرهبان الشباب الذين ينتقلون باستخفاف من دير إلى آخر، يشبههم بالحيوان الذي توضع كمامة على فمه فيتحرك مضطربًا في كل اتجاه.
وعرف عن القديس إشعياء انه كان متقشفًا جدًا في مأكله وروى أنه في يوم دعاء أخًا عنده ففل رجليه، ثم اعد له عدسًا وإذ قال له هذا الأخر أن العدس لم يمكن ناضجًا بكفاية) رد عليه انه يكفى الراهب أن يهتم العدس النار قليلا لكي يعتبره طعاما لذيذًا.
وسألوه ما هو البخل، وتحقير أعمال الغير، والحسد والغضب. فرد أن البخل هو نقص في الثقة بالله، كما لو كان لا يعتني بنا مطلقًا، وأنه يضمن اليأس من مواعيد الله، والبحث عن الراحة على الأرض.
وكان يقول أن تحقير العمال الغير والحسد هي ألا يعترف الإنسان بالتمجيد الواجب لله.
وكان يقول أخيرًا عن الغضب أنه منازعة، وكذب، وجهل.
ولو أن هذه ليس التعريف الحقيقي لها الرذائل، إلا أننا نلاحظ أنه كان يفسرها بمبادئها وبأثرها في الإنسان.
ومن أقواله أن الله أحيانًا إذ يريد أن يرحم نفسًا تقاوم حركة النعمة لنتبع إرادتها، يسمح أن تصير هذه النفس في الحالة التي تكرهها بالأكثر، حتى تضطر للرجوع إليه لنخدمه بأكثر أمانة.
وأراد مرة أن يعلم الأخوة ماذا يجب أن يتوقعوا من الله أن لم يكونوا أمناء في خدمته. فتقدم في حضورهم داخل الأرض حيث تضرب الغلال إلى المزارع ورجا أن يعطى نصيبه. فقال له صاحب الغلال: (هل حضرت الحصاد يا أبى)؟
فرد أشعياء: (لا).
فاقل له: (كيف تريد إذن أن تأخذ نصيبًا من غلاتي بينما لم تحصد)؟
فرد الأنبا أشعياء: (حقًا إذن إن لم يحصد المرء لا يأخذ شيئًا)؟
فقال المزارع: (نعم بلا شك).
وعند ذلك انسحب وذهب إلى الأخوة الذين كانوا يراقبون من بعيد. ولما انضم إليهم رجوه أن يقول لهم لماذا طلب منه هذا الطلب.
فرد عليهم قائلًا: إنما فعلت هذا لكي تتعلموا أنه كما أن المزارع لا يعطى شيئًا لمن لم يعملوا، فكذلك الله أيضًا لن يثيب أولئك الذين لم يصنعوا شيئًا لخدمته.
ويروى أيضًا أنه في أحدى موائد الأغابى (أي موائد المحلة التي كانت تقام في القديم) التي كانت معده لبعض الرهبان في (بيلوز) (بورسعيد) Peluse لاحظ كاهن الكنيسة أن بعضًا منهم يتحدثون معًا بحرية في غير تهيب، الأمر الذي لا يليق بمكان مقدس، فقال لهم: (اصمتوا يا أخوتي، وتمثلوا بأحد المتوحدين الموجود بينكم يأكل ويشرب مثلكم، ولكن مع ذلك أرى صلاته ترتفع أمام الله مثل لهيب نار).
توجد مقالات كثيرة منسوبة لأنبا أشعياء، ويؤكد (بلارمين) Bellarmin أنها مقالات نافعة جدًا للذين يتوقون إلى الكمال؛ ونكتفي هنا بذكر النصائح الروحانية التي وجدناها. وقد دونها الكاتب كما لو كان يتحدث إلى شخص معين؛ قال: (يا أخي العزيز، بما انك سعدت بالانسحاب من العالم لكي تكرس نفسك كلية لخدمة الله، فانبع تدريب التوبة لكي تنال مغفرة خطاياك، وكن أمينًا لواجبات الطريق الذي اخترته، لا تنصت إلى الأفكار التي قد بزرعها الشيطان في عقلك لكي يبعدك عن طريقك، ولا سما إذا جرب أن يلقيك في سراديب الحزن والتخاذل حتى تعتقد أن خطاياك لم تغفر لك؛ لكي أجتهد أن تمارس عمليًا النصائح الروحية الآتية:
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من أقوال الأب القديس أشعياء
الصداقة الناجحة (أقوال القديس الأب يوسف)
أقوال القديس الأب أفراهات عن أحياء وأموات عن الله
أقوال القديس الأب يوسف عن الصداقة الناجحة
نصائح روحية بقلم: الأب متى المسكين


الساعة الآن 09:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024