استطاع القديسون أن يواجهوا الأخطار بقلوب مملوءة بالسلام, ولا تعرف للخوف معنى, وان ضغطت عليهم الضيقات وان بدأ أعداءهم أكثر قوة وعددا, يرن في آذانهم القول الإلهي " أنا معكم لا تخافوا" "الرب يقاتل عنكم وانتم تصمتون" "إن الذين معنا أكثر من الذين علينا" وعاش آباؤنا في البراري في وسط الوحوش والعقارب ولم يخافوا, وتعرضوا لهجمات الشياطين وحروبهم ولم يخافوا, كانوا مؤمنين بعمل الله معهم,لهذا نجد إن رجل الإيمان بشوش باستمرار, فرح القلب, مهما أحاطت به المتاعب, الإيمان إذن يتعارض مع الخوف, ومع الخطيئة, ومع التذمر, وهو أيضا بالأكثر يتعارض مع اليأس, إن الله قادر على حل جميع إشكالاتك وقادر على إزالة جميع متاعبك, لاداعي إذن لليأس فهو لا يتفق مع الإيمان, اشعر باستمرار إن الله موجود وانه يعمل, وانه يحمي السائرين في طريقه, يحميهم من الأخطار التي يرونها ومن الأخطار الخفية التي لايعرفونها, هو يدافع عنا أكثر من دفاعنا عن أنفسنا, ولكنه دائما يتدخل في الوقت المناسب, في الوقت التي تحدده حكمته الأزلية, فأن حاربك الخوف بسبب إن المعونة الإلهية متباطئة في الوصول إليك, فتشجع بقول داود النبي"انتظر الرب, تقو وليتشجع قلبك, وانتظر الرب" حالة واحدة تخاف منها , عندما تشعر إن الله قد تخلى عنك بسبب خطاياك.