رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاعتراف يخلص من الحزن
ذكر عن القديس ذوريئؤس انه سأل مرة الشيخ أنبا يوحنا تلميذ أنبا برصونوفيوس وقال له: "أن الكتاب يقول انه بأحزان كثيرة ينبغي أن ندخل إلى ملكوت السموات وها أنا أرى انه ليس لي شيء من الحزن، فماذا ينبغي لي أن أعمل لئلا تهلك نفسي فإنه ليس لي حزن ولا هم، وإذ كان يأتيني فكر كنت آخذ لوحا وأكتبه واعلم الشيخ به. فمن قبل أن يفرغ الشيخ من قراءته كنت أحس بالمنفعة، ويمثل هذا كان لي عدم الاهتمام والراحة والسلام، وما كنت اعرف كيف تخف عنى الهموم والأفكار هكذا، ولما كنت اسمع انه بأحزان كثيرة ينبغي لنا أن ندخل ملكوت السموات كنت أفزع من أجل أنه ليس لي حزن، فلما كاشفت الشيخ بهذا الأمر أعلمني هكذا قائلاُ "لا تحزن لشيء لأن كل من سلم نفسه لطاعة معلمه والآباء فمثل هذا النياح وعدم الاهتمام يكون له بالرب وقال أحد الآباء: إن الذي يقر بفكره الشرير يزيله منه الرب لوقته، ومن أحل هذه الفائدة أمر ربنا تلاميذه أن يكونوا للناس معلمين كما كان هو لهم المعلم الذي جاء إلى العالم، الذي حفظ تلاميذه من الشرير وكان إذا بذر الشيطان في قلب أحدهم فكرًا رديئًا كان من ساعته يبكتهم علية حيّ يعترفوا له، ويزيله من قلوبهم بتعليمه، كما فعل معهم حين تفكروا في قلوبهم من هو العظيم فيهم، وحين فكروا في السفينة انه ليس معهم خبز.. قال القديس مار اسحق: "المريض الذي يعترف بمرضه شفاؤه هين كذلك الذي يقر بأوجاعه فهو قريب من البرء أما القلب القاسي فتكثر أوجاعه والمريض الذي يخالف الطبيب يزيد عذابه. وذكر البستان القصة التالية: وقع أخ في بلية ومع الحزن أتلف عمل رهبانيته(1)، وإذ أراد أن يبدأ بالعمل كان يستشفل ذلك ويقول "متى أبلغ إلى ما كنت فيه"؟ وكان يضجر وتصغر نفسه فلا يقدر أن يبدأ بعمل الرهبنة مرة أخرى وأخيرًا ذهب إلى أحد الشيخ،قص عليه أمره، فلما رأى الشيخ حزنه ضرب مثلا قائلا له "كان إنسان له بقيع(2) ومن توانيه امتلأ ذلك البقيع شوكًا، وأنه بعد ذلك أنبته له وأراد أن ينقي ذلك البقيع من الشوك، فقال لأبنه يا بنيّ اذهب إلى البقيع ونقه واقلع شوكه، فلما ذهب ابنه وأبصر كثرة الشوك سئم ومل ونام، وبعد أيام كثيرة أتاه أبوه لينظر ما عمل الغلام، فلما رآه لم يعمل شيئًا قال: "حتى الآن لم تُنَقِّ شيئًا؟ فقال أبوه: "لا يكون الأمر هكذا يا ابني، ولكن نق كل يوم قدر مفرشك فقط قليلًا قليلًا، ففعل الغلام كأمر أمر أبوه، ودَاوَم على ذلك حتى فرغ الشوك من ذلك البقيع. وأنت كذلك يا حبيبي أبدأ بالعمل شيئًا فشيئًا ولا تضجر، والله بطيبه ونعمته يردك إلى سيرتك الأولى، فذهب ذلك الأخ وعمل وصبر كما علمه الشيخ فوجد نياحًا وأفلح. _____ الحواشي والمراجع: (1) عمل راهب طبقًا للقوانين الكنيسة ينحصر في الصوم والصلاة والقراءة في الكتاب المقدس وفي سير القديسين مع العمل اليدوي. (2) قطعة أرض. |
|