راعوث الموآبية
إنها راعوث التي من أرض مؤاب حيث حزمت أمرها في الرحيل مع حماتها نعمي بعد موت زوجها. نظرت من بعيد إلى ارض يهوذا وكان هناك شوق كبير في قلبها لتتعرف على شعب زوجها الذي أحبته كثيرا ولكن القدر فرق بينهما.
فقد أظهرت الكثير من صفاتها الرائعة والمميزة منها:
الأمانة: "فقالت راعوث لا تلحي عليّ أن أتركك وأرجع عنك لأنه حيثما ذهبت أذهب وحيثما بت أبيت. شعبك شعبي وإلهك إلهي. حيثما مت أموت وهناك أندفن. هكذا يفعل الربّ بي هكذا يزيد. إنما الموت يفصل بيني وبينك" (راعوث 16:1). لقد أظهرت راعوث أمانة كبيرة لحماتها فلم تتراجع في القرار الذي اتخذته، نفذت ما قالت تركت كل شيء وذهبت إلى أرض يهوذا وهناك كانت راعوث أمينة حتى النهاية.
الطاعة: "فسقطت على وجهها وسجدت إلى الأرض وقالت له كيف وجدت نعمة في عينيك حتى تنظر اليّ وأنا غريبة" (راعوث 10:2). تأثرت راعوث بطيبة بوعز فقد كانت تعلم جيدا أن هذا السخاء الفائق لم يكن بالشيء الإعتيادي اطلاقا خصوصا تجاه امرأة معدمة من بلاد غريبة. لهذا نجدها طائعة لله مع أنها كانت غريبة ومتغربة. فطاعتها وانسحاقها يشبهنا بالشخص الخاطىء الذي جاء للمسيح بتواضع كبير وإيمان جدي وتوبة حقيقية حيث بادله الله بغفران مميزة وخلاص أكيد.
البركة: "فقال إنك مباركة من الربّ يا بنتي لأنك قد احسنت معروفك في الأخير أكثر من الأول إذ لم تسعي وراء الشبان فقراء كانوا أو اغنياء" (راعوث 10:3). كانت البركة على راعوث أعظم بكثير من البركات الأرضية العادية بل كانت بركة نبوة، فبعد أن تزوج بوعز براعوث أعطاهما الرب ابنا وعند ولادة هذا الإبن باركت نساء بيت لحم نعمي أيضا فقد ولد ابن نعمي ودعوا اسمه عوبيد هو ابو يسى ابي داود بمعنى آخر كانت راعوث لتصير والدة جدّ داود.
لقد أظهرت راعوث الموأبية أمانة عميقة وطاعة رهيبة وبركة روحية كبيرة لهذا نجد اسمها مذكور ليس فقط بالعهد القديم بل أيضا بين اسماء نسل المسيح من سبط يهوذا. كانت مميزة في حياتها
وأعطت كل شيء من أجل أن تجري مشيئة الله، فباركها الله ورفعها وجعل سفرها من أجمل الأسفار في الكتاب المقدس.