منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 07 - 2014, 04:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

مرض القديس الأنبا صموئيل ونياحته

بعد الصوم المقدس مرض القديس وكان قد تقدم به السن وثقل عليه المرض ولم يستطع النهوض للكنيسة، فاجتمعت الشياطين وأتوا إلى المغارة التي يرقد فيها وصرخوا بصوت عظيم قائلين: "لندخل فنخرجه لأن إلهه قد تركه وليس من يعينه، لننتقم الآن منه لأن هذا وقت وقوعه في أيدينا". وهكذا تقدموا إليه وبأيديهم سيوف مسلولة وهم يخيفونه مثل البربر قائلين، لندخل لنقتله، وقال قوم منهم لا بل نتركه وهو يموت وحده. وكان القديس صامتًا وهو يقول: يا إلهي أعني لأني رفعت نفسي إليك، توكلت عليك يا ربي فلا أخزي ولا يقترب إليّ الشر، لا تفرح بي أعدائي لأن جميع المتكلين عليك لا يخزون. وفيما هو يقول ذلك متنهدًا أرسل الله ملاكه إليه. فلما حضر الملاك ولت الشياطين هاربة مثل الدخان بين يديه، فأمسكه ملاك الرب بيده وأقامه وقال له: لا تخف الرب معك..
ثم أن أنبا صموئيل تقوى واستطاع السير فنهض ومضى ليفتقد الإخوة، وبينما كان يسير في الطريق يصلي إذا بالشيطان يقف أمامه في شكل إنسان أعرج ويقوله: كيف أتيت إلى هنا ثم اتخذ شكل دب مخيف يخرج شهب نار من أنفه وتقدم إلى الشيخ بعظمة وكبرياء وأفزعه جدًا فبسط الشيخ يديه إلى الله وصلى قائلًا: أمل يا رب أذنيك واسمعني. إني مسكين وحقير، احفظ نفسي فإني ضعيف. اللهم خلص عبدك، ارحمني يا رب فإني صرخت النهار كله.
وإذا كان القديس يصلي صار الشيطان مثل الدخان وانطلق القديس إلى الدير.
بلغ القديس 98 عامًا أقام منها 18 سنة قبل أن يترهب وأقام راهبًا مجاهدًا الجهاد الحسن ثمانين سنة - منها ببرية شيهيت وأقام ثلاث سنوات ونصف في جبل القلمون وستة شهور بجبل دقناش، وثلاث سنوات في سبى البربر، و57 سنة ببرية القلمون الذي هو ديره.
وكانت معه قوة عظيمة من الله ولم يحتج إلى أحد ليعضده أو يمسك بيده مثل جميع الشيوخ ولم يضعف نور عينيه ولم تتغير ذاكرته بل كان كلامه بقوة وهو يقيم صلواته وصومه باجتهاد عظيم، ولم يكن يدع أحد يسقيه ولا أحد يسبقه إلى البيعة.
وبينما هو واقف يصلي إذا ملاك الرب ظهر له قائلًا: السلام لك يا صموئيل الناسك المجاهد،.. طوباك لأنك وضعت نفسك عن إخوتك وأكملت الوصية الإنجيلية، الرب معك.

مرض القديس الأنبا صموئيل ونياحته
وبعد ثمانية أيام يرسل الرسل وراءك وينجيك من سائر أتعابك، ويأخذك إلى الملكوت السماوي وترث مع جميع القديسين ولما قال الملاك هذا انصرف عنه.
وشعر القديس أنبا صموئيل بحمي شديدة في جسده وكان شاكرًا الله وهو يتلو المزامير ويصلي منتظرًا الوقت المعين من قبل الله.
ولما رأى الإخوة انه قد اشتد عليه المرض اجتمعوا إليه من كبيرهم إلى صغيرهم يواسونه وطلبوا إليه أن يكلمهم بكلام الله.
وفي تلك الليلة قبل مضيه إلى الرب نهض باجتهاد ومكث الليل كله يكلمهم بكلام الله، فأيقظ قلوبهم وشجعهم على العبادة والنسك والثبات فيهما وكان يقول بابتهاج:
انتم جميعًا يا أبنائي، بنو الموعد كإسحق الذي وعد الله به إبراهيم. أنتم زرع حسن لتثمروا مائة ضعف في هذه التربة الخصبة، هذه التي وهبها الله لمسكنتي ولكل الآتين بعدين هذه التي صبرت فيها زمانًا طويلًا -حتى الموت- بالضرب الكثير وسبى البربر من موضع إلى موضع وانتم تعبي في الرب وإكليلي وفخري عند الرب، فإن انتم ثبتم فيما تعلمتم مني وما رأيتموه فيّ وداومتم على حفظ جميع الوصايا نلتم ملكوت السموات.
ليهتم كل واحد بزميله بمحبة الله، ولا تنموا على بعضكم البعض ولا تكذبوا بل اجتهدوا أن تعزوا بعضكم بعضًا بكلام الله. وتتضعوا أمام الله بمحبة روحانية، فإنه كما كتب في الإنجيل المقدس: إن من عمل هذه الوصايا وعلم الناس هكذا يدعى عظيمًا في ملكوت السموات، وليس حب أعظم من هذا أن يضع الإنسان نفسه عن أحبائه، وأيضاَ - بهذا يعلم كل أحد أنكم تلاميذي إذا أحببتم بعضكم بعضًا.
وأنتم تعلمون يا أحبائي إني ذكرتكم دفعات كثيرة بالصوم والصلاة، وإنهما هما اللذان يجعلان الإنسان خليلا لله وملائكته..
ويجب علينا أن نصلي بغير فتور، ففي كل شيء، إن أكلتم أو شربتم ومهما صنعتم فأعملوه لمجد الله. صلوا بغير فتور واشكروا في كل شيء كالمكتوب. إن كنتم في العمل صلوا بقلوبكم، وإن كنتم جالسين للأكل صلوا من أعماق قلوبكم،وإذا جلستم تأكلون لا يتطلع أحد في وجه صاحبه ليرى كيف يأكل بل ينظر كل واحد لذاته، وإن كنتم سائرين في الطريق صلوا ليرسل الرب ملاكه إليكم لينجيكم من تجارب شياطين الظلمة الذين في السبيل، لأن موسى صلى فغلب عماليق، وإيليا صلى فأقام ابن الأرملة حيًا ثم صلى أيضًا فأنزل نارًا من السماء فأحرقت القائد ومن معه.
صلى بطرس فأرسل الرب إليه ملاكه في السجن وفتح أبوابه وأخرجه. صلى بطرس أيضًا فأقام طابيثا من الأموات. صلى إليشع فأقام ابن الشونمية.
بالصوم والصلاة نجا الثلاثة فتية من أتون النار الذي أعده لهم بختنصر الملك، وجميع الذين أرضوا الله لم يستطيعوا ذلك إلا بالصوم والصلاة.
صدقوني يا أولادي إن فيكم أكثر من ستين أخ حافظين جميع وصايا الرهبنة. قد أكملوا بشجاعة وغلبوا جميع قوات العدو، وداسوا إبليس وجنوده ومالكي ظلمة الهواء، قد أطفأوا سهام الشرير، وخلصوا من خبثه لكونهم قوّموا الطهارة وأماتوا أعضاءهم التي لله، وغلبوا العالم بشجاعة كالمكتوب في سفر الرؤيا: من يغلب فسأجعله عمودًا في بيت أبي، وأيضًا من يغلب أنا أعطيه ليأكل من شجرة الحياة التي في وسط الفردوس..
فلما فرغ القديس أنبا صموئيل من وصيته لأولاده التفت نحو أبللو وقال له "أنا ماضٍ إلى الرب مثل سائر آبائي وأسلم هؤلاء الإخوة في يدي الله ويديك لكي تهتم بهم كما أنت صانع اليوم فاحرص ألا تعثر أحدًا منهم لئلا تهلك نفسه ويطلبها الله منك، وليس أنت فقط بل وجميع الآتين بعدك إن هم أعثروا أحدًا من الإخوة حتى يبطلوا صلواتهم وخدمتهم ومزاميرهم فإنهم يكونون غرباء عن الله وعن جميع القديسين.
قال هذا وأمر جميع الإخوة أن يصلوا لأن الليل كان قد انتصف. واجتمع الإخوة إليه بضعة أيام أخرى وهو ملازم فراشه إذ ثقل عليه المرض، ومن عظم محبته لهم أمر كل واحد منهم أن يتلو مزامير وكان يسمعهم بفرح عظيم وكانوا نحو 120 (مائة وعشرون) أخ حوله.
فلما كانت الليلة الثامنة من كيهك وقت شروق الشمس خطف عقله إلى السماء وكان يتكلم كلمات علوية، ولحقته حمى شديدة جدًا وجميع الإخوة حوله كانوا يبكون بكاء شديدًا متنهدين، وكانوا يقولون بعضهم لبعض أن أبانا ماض وسيتركنا يتامى.
وكان أنبا أبللو جالسًا أمامه وجميع الإخوة ينظرون إليه باكين، وبعد ذلك فتح الشيخ عينيه فرأى جميع الإخوة يبكون، فقال لهم لماذا تبكون؟ قالوا له: لكونك تتركنا يتامى وتمضي. فقال لهم لا تبكوا لأني ماض إلى الرب.
قالوا لماذا يا أبانا أقمت شاخصًا هذا الوقت كله ولم تحدثنا. قال رأيت السيدة العذراء مريم وجمعًا كبيرًا تابعًا لها بلباس أبيض، فسر قلبي لمنظرهم، وبقيت شاخصًا لهم وكان قد خطف عقلي إلى السماء.
وفيم هو يتكلم بهذا إذ أشرق وجهه بضياء عظيم مبتهجًا وفاح طيب كثير، وللوقت فتح القديس أنبا صموئيل فاه وأسلم الروح بيد الملائكة النورانيين. فعند ذلك صاح جميع الإخوة ببكاء غزير قائلين: لقد فقدنا اليوم أبًا بارًا شفوقًا وصرنا أيتامًا. ثم أنهم غسلوا وجهه ويديه ورجليه كجاري عادة الرهبان وادخلوه إلى البيعة ووضعوه في وسطهم، وطلبوا إلى أبللو قائلين تريد أن تتركنا لنقبل وجهه قبل تكفينه. فأجابهم إلى ذلك وقال لهم تقدموا إليه جميعكم وقبلوه كل واحد بطقسه وهكذا قبلوه جميعهم. وكان أنبا أبللو ممسكا بيده وهو يضعها على كل واحد فواحد من الإخوة.
يا لعظم الأعجوبة التي كانت في ذلك اليوم. إنه يجب أن تظهرها كما شهد لنا آباؤنا، ذلك انه كان بالدير ابصلنيس (مرتل) من البهنسا يدعى خرستوفورس، كان أبونا قد جعله مرتلا في الدير وكان أعمى وكانت له معرفة كبيرة بالكتب المقدسة ويحفظ جميع الأبصلمودية، وكان أبونا يحبه كثيرًا، فتقدم هو أيضًا إلى أبينا القديس أنبا صموئيل ليتبارك منه. وكان يقوده آخر لمسه وهو يبكي بألم قلب وحسرة من أجل كثرة إحسان أبينا إليه وقبله وأمسك يده ووضعها على رأسه وعلى وجهه. وما أن وضع يد أبينا القديس على عينيه حتى أبصرتا فمجد الإخوة جميعهم الرب قائلين حقًا إن أبانا قد نال دالة عظيمة لدى الله، وكم من معجزات للشفاء جرت من أبينا البار أنبا صموئيل..
ثم كفنوا جسده المقدس وجلس كبير الشمامسة في وسط البيعة وقرأوا مرائي إرميا النبي ثم أقاموا القداس وتقربوا منه، ودفنوه وصنعوا له مناحة عظيمة سبعة أيام وكانوا يسهرون يتلون مزامير وتراتيل روحية رافعين القربان عليه في هذه الأيام السبعة صانعين تذكاره المقدس.
وكانت نياحته في الثامن من الشهر كيهك بشيخوخة حسنة مرضية لله وورث الحياة الأبدية مع جميع القديسين.
.. ونحن نطلب أن تذكرنا يا قديس الله أمام ربنا يسوع المسيح ابن الله الحي، هو الذي اشترانا بدمه لكي نجد جميعنا رحمة وداله في يوم الدينونة، وغفران خطايانا وآثامنا في ذلك اليوم المرهوب، بشفاعات وطلبات سيدتنا والدة الإله الطاهرة مريم العذراء وصلواته لكي نستحق أن نسمع في ذلك اليوم الصوت الحلو المملوء فرحًا وابتهاجًا القائل تعالوا إليّ يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم من قبل إنشاء العالم. بنعمة ومحبة البشر اللواتي لربنا ومخلصنا يسوع المسيح هذا الذي يليق به المجد والكرامة والسجود الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأنبا مقار ونفيه ونياحته
القديس الأنبا آمون الكبير ونياحته
القديس الأنبا أرسانيوس وحياته الأخيرة ونياحته
الأنبا باخوميوس ونياحته
القديس الأنبا صموئيل المعترف


الساعة الآن 05:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024