رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
توجيهات القديس صموئيل المعترف ووعظه كان القديس أنبا صموئيل يتحدث كثيرًا ويعظ تلاميذه بكلام الحياة ويحثهم على حفظ وصايا الرب والسلوك بخوف أمامه وكان يوجه اهتمامه بالأكثر إلى الغروس الجدد لكي ينموا في كل معرفة وفضيلة. كان يعلم المستجدين في الرهبنة ويحذرهم من حيل الشيطان فكان يقول: "لا تغفلوا عن خلاص نفوسكم. ولا تقيموا ساعة واحدة بدون ثمر، لأننا لا نعلم في أية ساعة تطلب.. ليجتهد كل واحد في رِبْح أخيه في الخير وخوف الله. ثبتوا بعضكم بعضًا بمحبة الروح القدس، واجمعوا لكم الغنى الذي لا يفنى بالصوم والصلاة.. لا تكونوا كسالى متوانين مثل الخمس عذارى الجاهلات، اللواتي لم يكن في شيخوختهن ثمر فمضوا فارغين.. وهكذا شأن الراهب الذي ليس لشجرته ثمر، ذلك الذي لا يجتهد في الصوم والصلاة، فتجده هكذا مملوءة من الأوجاع والشهوات النجسة، التي تهلك الجسد والنفس معا، لأننا إذا بطلنا من عمل الله فبالضرورة أعمال الشيطان تعمل فينا. لا تكونوا غير مثمرين لله. يوما تجاهدون ويوما آخر تثمرون للشيطان صانعين مشيئاته النجسة. فإن أنتم أقمتم في هذه الأعمال قضيتم زمانكم كله عاملين بالباطل، لأن الكتاب يقول لا تقدرون أن تعبدوا الله والمال. من أجل ذلك أطلب إليكم يا أولادي الأحباء لا تغفلوا عن خلاص نفوسكم يوما واحدا لكن احفظوا جميع وصاياه، وألبسوا خوذة الخلاص وخذوا ترس الإيمان الذي به تستطيعون أن تطفئوا جميع سهام إبليس الملتهبة. طاردوا الأعداء الشياطين لئلا يسلبون كنوزكم الطاهرة وحقلكم المقدس، هذا الذي بذر فيه السيد المسيح النطة الروحانية التي هي ثمار الروح القدس، احفظوه طاهرًا نقيًا ولا تدعوه يختلط مع الزوان الرديء، لكي تثمروا بخوف الله ويأتي بالثمرة ثلاثة أضعاف كما يقول الكتاب "ثلاثون وستون ومائة". اربحوا لكم الآن انظر الروحاني في الله غير المرئي، وانظروا إلى الذين يداومون على محبة اسمه القدوس وتشبهوا بهم واعملوا وصاياه.. لعل أحدكم يقول إن وصاياه كثيرة هي.. اسمعوا يا أولادي قد قال له المجد، جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني، عريانًا فكسوتموني، مريضا فزرتموني محبوسا فأتيتم إلى.. إذا أنتم أكملتم هذه الوصايا فقد أكملتم الناموس كله ولا يعوزكم شيء، لأن الوصايا التي في الإنجيل تكمل بواحدة، هي أن تحبوا بعضكم بعضا لأن الناموس والأنبياء معلق بهذه الوصية الواحدة. فإذا أكملتم وصية القريب اجتهدوا أيضًا لحفظ وصية الأنبياء التي هي الطهارة -لأن الذي يحفظ جسده طاهرا قد صار هيكلا لله ومسكنا لروحه القدس، وهكذا إذا كنتم تحبون الله من كل قلوبكم وكل نفوسكم وكل قواكم وكل أفكاركم، لأن الناموس والأنبياء تتعلق بهذه الوصية،فمن أجل الطهارة التي سلكوا فيها حل فيهم الروح القدس وتكلم على ألسنتهم. ولذلك يقول الرب أن الناموس والأنبياء معلق بهاتين الوصيتين. وإذا قد علمتم أن الله يحل في الطهارة، أصلحوا أرضكم واحفظوا أجسادكم بكل طهارة لكي يأتي المسيح إليكم ويصنع عندكم منزلا، عالمين أن المسيح لا يحل في بيت نجس ولا دنس ولا خرب، ولا يقف الخاطئ في مكان الأطهار. هل سمعتم قط ان أسدا يسكن في حجر ثعلب؟ أيستطيع الثعلب أن يدنو من موضع الأسد؟ فكيف تحملون أنتم وقد كرستم أجسادكم لله الثعالب الرديئة أي الأوجاع.. إن ثعالب صغيرة تستطيع أن تفسد زروعكم المملوءة من الغلات المثمرة، وذباب يسير ينتن أوعيتكم المملوءة طيبا.. وإن كان الرب قد دعاكم فعلة لكرمه، فلماذا ترقدون وتنامون ليلا ونهارا غافلين عن كرم سيدكم ولم تكملوا المكتوب أخرجوا هذه الثعالب الرديئة لئلا تفسد كرم الرب الصباؤوت. فالآن اطرحوا عنكم الشهوات الرديئة والأفكار النجسة، هذه التي تدنس النفس بالحقيقة. أما سمعتم قول الكتاب القدس أن أجسادكم هياكل لله وروح الله ساكن فيكم؟ إن الذي ينجس هيكل الله فسيفسده الله. إن أعضاءكم أعضاء المسيح أفتجعلوها أعضاء زانية. أيها الغروس الجدد الذين قد أخذوا إسكيم الرهبنة. إذ قد غفرت لكم خطاياكم القديمة بتوبتكم وارتداء الإسكيم الطاهر الذي قبلتموه، فلا تعودوا للخطية لئلا يغضب الرب عليكم ويأتي عليكم بخطاياكم الأولى مضاعفة، ويكون لكم خزي عظيم أمام جميع القديسين، ويتم عليكم المكتوب. كان حسنا لهم لو لم يعلموا طريق البر من أن يعرفوه ويرجعوا إلى الخلف مثل كلب رجع إلى قيئه أو خنزيرة اغتسلت ثم تمرغت في الحمأة.. يسمعون أيضا العقوبة المخيفة: "يا صاحب، كيف دخلت إلى ههنا وأنت مملوء أدناسًا. ستلقى في الظلمة البرانية حيث البكاء وصرير الأسنان. من أجل ذلك أطلب إليكم أن تستيقظوا وتتذكروا أنكم سوف تتركون هذا العالم. لماذا لبستم شكل الرهبنة الذي جئتم من أجله؟ اطلبوا حياة النسك باجتهاد، أما تعملون أن أجركم عظيم عند الله.. انظروا إلى إخوتكم المتقدين محبة وغيرة وتمثلوا بهم. وكلمة واحدة تغنى عن الفصيل: أكملوا كل عفاف ووداعة، لا تسيروا بتعاظم القلب والمجد الباطل، ولا تكونوا غلاظ الرقبة، غير مطيعين بعضكم لبعض لئلا يدرككم المكتوب أن الله يقاوم المستكبرين أما المتواضعين فيعطيهم نعمة.. أصغوا بآذانكم لسماع الكتب الإلهية لأنه تكسب جميع الفضائل. داوموا على الصوم والصلاة فهما شفيعان عند الله ووسيطان بين الله والناس. بالصلاة والصوم سد دانيال أفواه الأسود الضارية، ويوصينا ربنا يسوع المسيح من أجل الصلاة والصوم لأنهما خلاص نفوسنا وكمال حياتنا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تصميم | القديس أنبا صموئيل المعترف |
دير القديس العظيم الانبا صموئيل المعترف |
القديس الأنبا صموئيل المعترف |
القديس الأنبا صموئيل المعترف |
القديس الأنبا صموئيل المعترف |