رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل أنت هو الآتي؟ _ غريغوريوس الكبير "وسمع يوحنا وهو في السجن بأعمال المسيح، فأرسل إليه اثنين من تلاميذه ليقولا له: هل أنت هو الآتي، أم ننتظر آخر؟" (مت 11) القديس غريغوريوس الكبير (قرن 6) في الظاهر، يبدو يوحنا وكأنه جَهَل المُشار إليه، وكأنه لم يعرف من تنبأ به وعمَّده وأعلن عنهُ !! باستطاعتنا أن نُحلِّل هذا السؤال بُسرعة أكثر إذا تأملنا في توقيت الأحداث وترتيبها. لما كان يوحنا واقفاً على ضفة نهر الأردن، أعلن أن هذا هو مُخلِّص العالم. لكن، لما أُلقي في السجن سأل ما إذا كانوا سينتظرون مُخلِّصاً آخر أو أنه قد أتى. قال هذا القول لا لأنه شكَّ في الشخص الذي أعلنهُ مُخلِّص العالم، بل لأنه أراد أن يعرف منهُ هل سينزل بشخصه إلى الجحيم. يوحنا سبق المسيح إلى العالم وأعلنه هناك. وسيسبقه بعد موته إلى العالم الأسفل. هذا ما تضمنه سياق سؤاله: "هل أنت هو الآتي، أم ننتظر آخر؟" فلو تكلم كلاماً أكثر شمولية لقال: "بما أنه يليق بك أن تولد في سبيل البشر، أفلا يليقُ بك أن تموت لأجلهم. لقد كنتُ سابقاً لولادتك، وسأكون سابقاً لموتك، سأُعلن قدومك إلى العالم السُّفلي كما أعلنتُ مجيئك على الأرض". ماذا خرجتم إلى البرية لتنظرون؟ أقصبة تهزُّها الريح؟ القصبة تميل مع كل ريح.ماذا تُمثِّل القصبة سوى نفس جسدانية؟ إنها تلتوي من كُل جهة متى لمسها ثناءٌ أو إفتراءٌ. فإذا جاءت نَسمَة إطراء خفيفة من فم شخص ما، تكون النفس فرحة وفخورة، وتميل ميلاً تاماً إلى ما هو مُبهجٌ. لكن إن هبَّت عاصفةُ افتراءٍ من حيث كانت تأتي نَسمة الثناء، فهي تميلُ بسرعة نحو الجهة المقابلة، أي نحو غضب هائج. يوحنا لم يكن قصبة تهزُّها الريحُ. فما من موقفٍ سار جعله موافقاً، ولا من غضب إنسان جعله مُرّاً. المرجع: التفسير المسيحي القديم إنجيل متى، جامعة البلمند، (أربعون عظة إنجيلية لغريغوريوس الكبير). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
البابا غريغوريوس الاول الكبير |
الأب غريغوريوس (الكبير)عن غرور الغنى |
تذكار القدّيس غريغوريوس الكبير |
القديس البابا غريغوريوس الكبير |
لباس العرس _ غريغوريوس الكبير |