الأسفار المقدسة في فكر الآباء
س4: ما هو مفهوم الأسفار المقدَّسة في فكر الآباء؟
ج: ما أجمل فهم وأقوال الآباء للأسفار المقدسة، ودعنا يا صديقي نتذوق عينة بسيطة منها:
† " إنها لغة الله بعينها" (4) (الشهيد يوستين).
† " المسيح هو الكنز المخفي في الحقل، والحقل هو الأسفار الإلهية" (5) (إيريناؤس).
ويقول القديس "إيريناؤس" أيضًا عن الكتاب المقدَّس أنه " يؤالف الإنسان مع الله والله مع الإنسان" (6).
† " تنفخ الكتب المقدَّسة روح الملء، إذ ليس في الناموس أو الأنبياء، في البشيريين أو في الرسل، ما لم ينزل من ملء الجلال الإلهي" (7) (أوريجانوس).
† " كلمات الأنبياء هي كلمات الله" (8) (ثاؤفيلس الأنطاكي).
† " في كلمات الكتاب الرب هناك" (9) (أثناسيوس الرسولي).
† " لن يزول منها - أي الكتب المقدسة - نقطة واحدة حتى تكمل، لأن فم الرب الروح القدس تكلم بها" (10) (اكليمنضس الاسكندري).
† " إنها صوت الروح القدس" (11) (غريغوريوس النيزنزي).
† " إن الكتاب كله ينقسم إلى عهدين.. وقد استعمل اليهود العهد القديم، ونحن الجديد، ومع ذلك فليس هناك تناقض، إذ أن الجديد هو إتمام للقديم، والشاهد في كليهما هو المسيح" (12) (لاكتانتيوس).
† " من هو كفء يا الله لأن يدرك كل الثراء الذي في كلمة واحدة من كلماتك" (13) (مار افرام السرياني).
† " لقد رُبّيت على أن أجزل كل احتراماتي وتقديري فقط للأسفار القانونية في الكتاب المقدَّس، بهذا فقط أؤمن أن كاتبيها كانوا أحرارًا من أي أخطاء" (14) (اوغسطينوس).
† " الكتاب المقدَّس هو رسالة موجهة من الله القدير إلي مخلوقاته العاقلة، فيها نسمع صوت الله نفسه، وفيها نعاين قلب أبينا السماوي" (15) (اوغسطينوس).
† " ولهذا فكل الكتاب نفخة من الله ونافع للتعليم من كل وجه، ولعل أفضل ما يفعله الإنسان ولخير نفسه أن يفتش الكتب المقدَّسة" (16) (يوحنا الدمشقي).
† " لا يجمُل بالإنسان أن يفصل العهد القديم عن الجديد، وليس له أن يقول أن روحًا واحدًا هنا وآخر هناك.. فإننا نعلم أن الروح القدس هو الذي تكلم إلي الأنبياء، وهو الذي حلَّ على الرسل يوم الخمسين" (17) (كيرلس الدمشقي).
† " الذي يجهل الكتاب يجهل المسيح بكل تأكيد" (18) (إيرونيموس).
† عندما التقى الأب زوسيما مع القديسة مريم المصرية بعد إنقطاعها عن العالم 47 سنة، صارت تتلو آيات من سفر المزامير، وعندما سألها الأب زوسيما عما إذا كانت تمتلك سفر المزامير؟ أجابته " لم أقرأ المزامير في حياتي قط وإنما روح الكتاب نفسه هو فيَّ" (19).
وقد رأي القديس إيرونيموس في القرن الرابع الميلادي حلمًا تعرَّض فيه للتوبيخ لأنه يهمل دراسة الكتاب المقدَّس، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فأمضي سنوات طويلة ترجم فيها الكتاب إلي اللغة اللاتينية، وهي ما عُرفت بترجمة " الفولجاتا " أي الشعبية، والتي سادت نحو ألف عام، وهي أول كتاب تم طباعته في العالم كله.