6- الله هو الذي منح الحياة للبشر والحيوانات، وهو الوحيد الذي له حق إستردادها متى شاء، وقد شاءت حكمته أن يكشف عن بشاعة الخطية بتكثيف لحظات الموت من خلال الكوارث أو الحروب لكيما يتعظ الإنسان ويتوب عن شره. حكم على أريحا بالدمار الشامل لكيما تكون عبرة لكل مدينة عاصية، وأيضًا حدث هذا مع بابل التي صارت عبرة لكل مدينة شريرة، ومن جانب آخر جعل نينوى عبرة لكل مدينة تائبة.
وأيضًا أمر الله بإبادة الحيوانات وحرق الممتلكات لأنها أرتبطت بالخطية والشر، وقصد الله أن يوضح للإنسان أن نتائج الشر لا تتوقف عند الإنسان الشرير فقط، بل تنسحب على الكائنات الحيَّة التي تعيش معه، بل تؤثر على البيئة، فالأرض تضج من شر الإنسان، وتلفظه من على ظهرها.. تأمل في وضع آدم في الفردوس قبل الخطية ووضعه على الأرض بعد المعصية، فالحيوانات التي كانت تخضع له صارت تود إلتهامه، والطبيعة ثارت عليه من خلال العواصف والبراكين والزلازل والرياح، والأرض صارت تنبت له شوكًا وحسكًا.. إلخ.
ويقول " القس أمونيوس ميخائيل": "الله لم يكن ظالمًا في معاقبة هذه الشعوب المعاندة، لأنه منحها الفرصة للتوبة مئات السنين ولم تتب.. كما أن وجودهم كان يشكل خطرًا روحيًا واجتماعيًا على العالم كله. هذه إلى جانب أنهم كانوا في موقف عداء مع الله ذاته {للرب حرب مع عماليق} (خر 17: 16) والله يختار الوسيلة التي ينفذ بها أحكامه:
1- إما ينفذها بنفسه كما حدث في الطوفان، وسدوم وعمورة.
2- أو يستخدم الطبيعة (الزلازل والأوبئة والمجاعات).
3- أو يستخدم الناس (بأن يقتل بعضهم بعضًا في الحروب).
4- أن يكون العقاب جزئيًا أو مؤقتًا (بالسبي أو الضربات).