|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تفنيد الحجج والأسانيد التي اعتمد عليها أصحاب عقيدة خلاص غير المؤمنين
نستعرض في هذا الفصل أهم الحجج والأسانيد التي حاول الأخوة الكاثوليك الاعتماد عليها في إقرار عقيدة خلاص غير المؤمنين، والتي تتمثل في الآتي: 1- الخصوصية والشمولية. 1- الخصوصية والشمولية: يقولون أن الخصوصية تمثل اختيار الله لشعب معين هو الشعب اليهودي. ولكن ليس معنى الخصوصية التفرد، فالشعب اليهودي ليس هو الشعب الفريد، لأن الله اختار كل الشعوب، وهذه هي الشمولية، فيقول الأب لاسلو صابو اليسوعي" فالمفروض في المختار تبعًا للكتاب المقدس أن يعرف أنه ليس فريدًا وأن اختياره نفسه يضعه في علاقة بالشمولية " يتبارك فيك جميع عشائر الأرض" (تك 12: 3).. علماء الشريعة قد لاحظوا وجود عهود متنوعة: عهد نوح (الذي يشمل الشعوب جميعًا) وعهد إبراهيم (الموجه إلى المؤمنين كافة) وعهد موسى (الذي قام مع العبرانيين).. وفي الواقع ثمة "عهد" وحيد يقوم بين الله والبشرية جمعاء" (35). توضيح: أ - الله نور والخطية ظلمة، فلن يلتقيا قط، ولن يقبل الله الخطية على الإطلاق، ومَن من الناس بلا خطية جدية أو فعلية..؟ أشر الخطايا عبادة الأوثان، فكل آلهة الأمم شياطين، ووراء على وثن شيطان. توضيح: أ - سفر يونان يعلن لنا دعوة الله الموجهة لجميع الشعوب، ويكشف عن قلب الله المفعم بالحب للكل.. سبق فقبل راحاب الأمميَّة، وراعوث الموابيَّة.. ب - أرسل الله يونان إلى نينوى لتتوب عن شرها، وأشر ما في نينوى عبادتها الوثنية، فقد إرتبطت العبادة الوثنية بالإنحطاط الخلقي مثل الزنا والعهارة وسفك الدماء وتقديم الذبائح البشرية. ج - شهد يونان أمام ركاب السفينة للرب الواحد الخالق " إني عبراني وأنا خائف من الرب إله السماء الذي صنع البحر والبر. فخاف الرجال خوفًا عظيمًا" (يون 1: 9) " فخاف الرجال من الرب خوفًا عظيمًا وذبحوا ذبيحة للرب (الإله الحقيقي) ونذروا نذورًا" (يون 1: 16). د - عندما أبصر أهل نينوى يونان خارجًا من فم الحوت لابد أنهم سألوه عن قصته..؟ وعمن أرسله إليهم..؟ ولماذا؟ ولابد أن يونان أجابهم على كل تساؤلاتهم، وكانت النتيجة " فآمن أهل نينوى بالله (إله يونان الحي) ونادوا بصوم ولبسوا مسوحًا.." (يون 3: 5).. من هو الله (معرف الألف واللام) الذي آمن به أهل نينوى غير إله يونان ؟! توضيح: أ - التقدمة التي تحدث عنها الله في سفر ملاخي إشارة للعبادة المسيحية التي ستنتشر في كل مكان. ب - التقدمة ستقدم لله الحقيقي " لاسمي " وليس لوثن، وهي " تقدمة طاهرة " لأنها تقدم لله الطاهر وليس للشياطين الأنجاس. توضيح: أ - إن كانت " لا تعتبر سدوم مدينة وثنية"..!! هل هي مدينة مؤمنة بالله، وتسلك حسب وصاياه؟!. ب - لو كانت مجرد مدينة "معارضة لشعب العهد"، أو "مفصولة عن الأرض التي باركها يهوه".. فلماذا أهلكها الله بنار وكبريت..؟! من خلُص من هذه المدينة..؟! ألم يهلك الجميع باستثناء لوط وابنتيه؟!! توضيح: أ - هذا التساؤل في منتهى الخطورة لأنه يعني أحد أمرين: الأول: أن يهوه ليس هو الإله الحقيقي الوحيد، بل توجد آلهة أخرى حقيقية، وهذا ما نستبعده عن فكر إنسان مسيحي مُوحّد بالله ولا يشرك به أحدًا. الثاني: أن يهوه هو الإله الوحيد الذي يعبده شعب إسرائيل الصغير، وأيضًا تعبده كل الشعوب الأخرى في مصر وأشور وبابل، أي إن هذه الشعوب تعبد الله في صورة الآلهة الوثنية، وبالتالي فإن الإنسان يخلص وهو يعبد الأوثان بشرط أن تكون إرادته صالحة فقط.. وهذا ما قصده غالبًا الأب لاسلو صابو، وهو بالطبع أمر مرفوض. ب- قال الرب يسوع " ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه" (مت 7: 14) وعندما سأل واحد " أقليل هم الذين يخلصون؟ فقال لهم إجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق فإني أقول لكم أن كثيرون سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون" ((لو 13: 23، 25) وبطرس الرسول يقول "الذي فيه خلص قليلون أي ثماني أنفس بالماء" (1بط 3: 20). ج - وصلت البشرية بالخطية إلى مرحلة الحضيض والهلاك، فتَّتدرج الله معها خطوة خطوة.. الخطوة الأولى: عصر الآباء (الناموس الطبيعي) ويقوم الضمير بدور المرشد لله.. الخطوة الثانية: عصر الناموس حيث اختار الله شعبًا صغيرًا، ولكن لم يمنع أحدًا من الشعوب المحيطة التي سمعت بمعجزات وعجائب الله وسط شعبه من الانضمام لهذا الشعب لتنال الخلاص.. الخطوة الثالثة: بعد التجسد والفداء أرسل الرب يسوع رسله للعالم كله " أذهبوا إلى العالم أجمع وأكرزوا للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص. ومن لا يؤمن يدن" (مر 16: 15، 16) وهنا واضح وضوح الشمس ضرورة الإيمان والمعمودية لنوال الخلاص. أ- يوستينوس: قال إن الله أرسل الأنبياء للكل " إن أنبياء العهد القديم لم يتنبأوا للشعب اليهودي فقط، بل إن أقوالهم كانت موجهة إلى جميع البشر"، وقال أيضًا " إن أجزاء الحقيقة الصغيرة عند الفلاسفة وصلت إليهم بفضل الإقتباسات التي أخذوها من الكتَّاب الملهمين". تعليق: هذا أمر صحيح لأن يوستين جعل الكتاب المقدَّس وأنبياء العهد القديم هم المرجع الوحيد، والعناية الإلهيَّة وجهت نظر الشعوب الوثنية لإله إسرائيل، وهي توجه الآن نظر جميع الشعوب للسيد المسيح لأنه " ليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أع 4: 12). ب - أكليمنضس: قال "إن الله كما أنه أقام أنبياء عند اليهود، أقام عند اليونانيين أنبياء آخرين يتكلمون لغتهم ويُعدُّونهم لتلقي الوحي في يسوع المسيح". تعليق: يمكن قبول هذا الأمر إن كان القصد أن بعض الفلاسفة الوثنيين نادوا بأنه لا أمل في خلاص الإنسان إلا إذا نزل الإله من سماه كما قال " أسكليوس " الشاعر الأغريقي في قصيدته برومثيوس المقيَّد " لا تنتظروا خيرًا لهذا العالم ما لم ينزل إلى أرضنا شخص رفيع عجيب يحمل عن البشرية آلامها وآثامها"..عجبًا لأسكليوس الذي يوجه الأنظار للمسيح حامل خطايانا وآثامنا، بينما يدعي البعض إمكانية الخلاص بدون المسيح. أما إن كان القصد من قول إكليمنضس أن الله أقام أنبياء من الوثنيين ينادون بأقوال الله فإن هذا الأمر مرفوض تمامًا. وقال إكليمنضس أيضًا " إن الله أعطانا العهد الجديد، أما عهد اليونانيين واليهود فهما العهدان القديمان.. إن الإله الواحد هو الذي أعطى العهدين، والذي أعطى اليونانيين الفلسفة اليونانية التي بفضلها يُمجَد القدير عند اليونانيين. فبالتربية اليونانية وبتربية الشريعة ليس هناك إلاَّ شعب واحد". تعليق: قد يكون المقصود إن الله أشرق بقبس من نوره على بعض الفلاسفة اليونانيين، وبهذا القبس اكتشفوا أنه لا خلاص للبشرية إلاَّ عن طريق التجسد الإلهي، ولكن أحدًا لن يقبل قط أن الفلسفة اليونانية تعتبر طريقًا للخلاص بدون المسيح لأنه " ليس بأحد غير الخلاص". ج - أوريجانوس: في حديثه عن العراف الوثني بلعام يقول إن الله في رغبته أن يخلص جميع البشر يتكيَّف مع العقلية الوثنية. توضيح: العقيدة تبنى على آيات الكتاب المقدَّس وروحه، ولا تبنى عقيدة على أية واحدة، فكم وكم إذًا بنينا عقيدة ما على بعض أقوال الأباء..؟!! لا يوجد إنسان معصوم من الخطأ.. لقد نادى أوريجانوس بخلاص الشيطان، وقال إن الشيطان سيخلص، بل وسيصير على شكل الله.. فهل نستكثر عليه أن يقول بخلاص الوثنيين؟! وإننا نشكر الأب جوزيف بُوحَجَر لأمانته لأنه أورد بعض أقوال الآباء الآخرين الذين يؤكدون على إستحالة الخلاص خارج الكنيسة مثلما قال ترتليانوس " فأي شركة بين أثينا وأورشليم، بين المجمع والكنيسة، بين الهراطقة والمسيحيين؟ إن تعليمنا آتٍ من الرواق ولكن من رواق سليمان " وقال أيضًا " الشيطان عمل على تقليد الألوهة، فوراء كل وثن يستتر شيطان". ويؤكد الأب فاضل سيداروس اليسوعي قائلًا " فالذين كانوا يظنون أنهم من أهل الخلاص أي المؤمنين بيسوع المسيح والمعمَّدون والمنتمون إلى الكنيسة سوف يفاجأون أنهم ليسوا أهلًا للملكوت، وأما الذين كان المؤمنون يستبعدونهم عن الملكوت -أي غير المؤمنين غير المعمَّدين وغير المنتمين إلى الكنيسة- فأولئك سوف يتنعمون بالملكوت.. وتطبيقًا لذلك كله صرح أباء المجمع الفاتيكاني الثاني فهم الكنيسة لخلاص غير المعَّمدين بعبارات تستحق العودة إليها {.. أما الذين لم يقبلوا الإنجيل بعد، فأنهم متجهون نحو شعب الله بطرق مختلفة} (الدستور العقائدي في الكنيسة رقم 16)" (38). توضيح: أ- القول بأن الوثنيين سيحاكمون شعب الله = القول بأن الشيطان سيحكم بواسطة أتباعه على أبناء الله، وهذا أمر لا يقبله العقل. ب - أهل نينوى الذي قال عنهم السيد المسيح " رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه. لأنهم تابوا بمناداة يونان. وهوذا أعظم من يونان ههنا" (مت 12: 41) تابوا = ترك عبادة الأوثان.. ولو كان رجال يونان قد عادوا إلى عبادة الأوثان ما كان لهم خلاص، وما ذكرهم السيد المسيح في العهد الجديد، ولكن لأن أهل نينوى تركوا عبادة الأوثان لذلك فهم سيحكمون على اليهود الذين رفضوا المسيح. ج- من هم في الخارج لن يحكموا على من هم في الداخل.. الذين في الخارج سيظلون في الخارج.. إنسان يحمل خطيته، ومن أجل ذلك طُرح في الخارج، فكيف يتحول إلى قديس يحكم على القديسين؟! د- القول بأن الدينونة ستتم على أساس الأعمال دون الإيمان.. قول لا ديني..مغالطة لاهوتية.. فمعنى هذا القول أنه لا قيمة للتجسد ولا للفداء.. نظرة ياحبيبي للجنب المطعون أو لأكليل الشوك أو لجراحات المسيح أو لعريه تجعل الإنسان يفوق للحقيقة، إنه لا خلاص قط بدون الإيمان بدم الحمل. يقول الأب عزيز الحلاق " لا أحد يمكنه التبجح بحيازة كلية الحقيقة، فلا تلاقي حقيقيًا مع الآخر دون الإقرار بإمكانية الإغتناء منه.. هل هنالك خلاص خارج حدود المسيحية، وهل تقود الأديان الأخرى أتباعها نحو الخلاص..؟ إن ذهنية القرون الوسطى كانت تقسم المجتمعات والناس على أساس ديني، وكان كلٍ يدَّعي أن إيمانه هو الإيمان الصحيح، ودينه هو الدين الحق بينما يقبع الآخرون في ضلال مبين.. ولكن مع إطلالة القرن السادس عشر إنفتح الأفق على قارات وأقوام لم تكن معروفة من قبل، مما طرح مجدَّدًا وبإلحاح على الفكر اللاهوتي في قضية التعددية الدينية في العالم ومسألة خلاص غير المسيحيين، كما إن إحتكاك المرسلين بمجتمعات لها تراث ديني عريق جعلهم يكتشفون قيَّمًا روحيَّة لا يرقى لها الشك.. ولكن العقبة الكاداء التي تعطل كل حوار هو إدعاء إحتكار الحقيقية الإلهية وتكفير الآخرين" (39). توضيح: أ- هل المسيحية ينقصها شيء روحي أو أخلاقي تحتاج أن تستكمله من البوذية أو الهندوسية أو غيرهما؟! وهل المسيح فصار فقيرًا، وعروسه (الكنيسة) صارت فقيرة، فذهب أبنائها يلتمسون الغنى من عبَّاد الأصنام؟!. ب - هل يعتبر الأب عزيز القول بأن المسيحية تمتلك الحقيقة المطلقة لأنها تمتلك المسيح الإله المتجسد نوعًا من التبجيح..؟ ولو إن المسيحية لا تمتلك كل الحقيقية فقل لي: أين تجد عقيدة الثالوث القدوس..؟! أين تجد عقيدة التجسد والفداء..؟! أين تجد عقيدة الحياة الأبدية..؟! إلخ. يقول الأب فاضل سيداروس إن هناك تناقضًا ظاهريًا لأن الكتاب المقدَّس يؤكد على ضرورة الإيمان وضرورة المعمودية ويؤكد أيضًا على قصد الله في خلاص جميع البشر. الحل في نظرهم: إن الإيمان والمعمودية ضروريان لخلاص الذين يعلمون ولذلك قال المجمع الفاتيكاني "لا يستطيع أن يخلص أولئك الذين يعلمون أن الكنيسة الكاثوليكية قد أسَّسها الله بواسطة المسيح كضرورة، وبالرغم من ذلك يرفضون دخولها أو البقاء فيها " فعدم الخلاص مرتبط بالرفض مع العلم. وقال أيضًا إن 3/4 البشرية لم تصلها الكرازة.. فهل سيهلكون.. كلا.. لأن كلام المسيح بضرورة الإيمان، والمعمودية عبارة عن صيغة أدبية ولكن ليس حكم بالدينونة الفعلية.. كلامه من باب الحث والتحذير وليس من باب الحكم والقضاء، لأنه يريد خلاص كل البشر. توضيح: أ- كلام الإنجيل واضح وصريح وقاطع وحاسم: - ضرورة الإيمان: "من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له حياة" (1يو 5: 12) وقال المعمدان " الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لايؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو 3: 36) وقال الرب يسوع " الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية" (يو 6: 47). - ضرورة المعمودية: "من آمن واعتمد خلص. ومن لا يؤمن يدن" (مر 16: 16).. "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5) هذه حقائق وليست مجرد صيغة أدبية هدفها الحث والتحذير.. فهل بعد هذا يقول أحد..كلاَّ يا رب كلاَّ.. كيف يهلك كل هؤلاء..؟! بل وأقول لكم أنه ليس جميع المسيحيين سيخلصون. ب - هذه لعبة الشيطان على وتر مراحم الله اللانهائية.. من المفروض أن مراحم الله تقودنا للتوبة.. الله لم يشفق على العالم أيام نوح.. لم يشفق على سدوم وعمورة. لم يشفق على أبنه بل بذله من أجلنا. ج- يصف الإنجيل حالتنا قبل معرفة المسيح فيقول "وأنتم إذ كنتم أمواتًا بالذنوب والخطايا" (أف 2: 1) "وكُنَّا بالطبيعة أبناء الغضب" (أف 2: 3).. " أنتم الأمم.. كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح أجنبيين عن رعوية إسرائيل وغرباء عن عهود الموعد لا رجاء لكم وبلا إله في العالم.. " (أف 2: 11، 12) وهذه هي حالة كل إنسان بعيد عن شمس البر بسبب الخطية.. فكيف تلتقي الظلمة مع النور..؟ قال حبقوق النبي " عيناك أطهر من أن تنظرا الشر" (حب 1: 13). د - 3/4 البشرية لا يؤمنون، ومع هذا فإن الله لا يترك نفسه بلا شاهد.. الكون كتاب مفتوح.. الله مستعد أن يرسل ملاكًا لمن لديه استعداد لقبول الخلاص. ه- عندما تسأل الأخوة الكاثوليك: كيف يخلص الإنسان غير المسيحي بعيدًا عن الإيمان والمعمودية والإنتماء للكنيسة؟ يقولون: يخلص الإنسان حسب شريعته وحسب ضميره " الوثنيون الذين بلا شريعة إذا عملوا بالفطرة ما تأمر به الشريعة كانوا شريعة لأنفسهم. مع أنهم بلا شريعة. فيدلون على إن ما تأمر به الشريعة من الأعمال مكتوب في قلوبهم وتشهد له ضمائرهم وأفكارهم" (رو 2: 13 - 16). " الذين ليس عندهم ناموس. هم ناموس لأنفسهم" (رو 2: 14) ويقولون إن الذين يعيشون في الأديان الأخرى يمثلون المستوى الطبيعي. أما المسيحيون فإنهم يمثلون المستوى الفائق للطبيعة، وهؤلاء الروح القدس يسكن فيهم. أما الآخرون فإن الروح القدس يعمل فيهم، وسيخلصون، ولذلك عندما سُئِل يسوع المسيح " من يقدر أن يخلُص " أجاب بوضوح " إن غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله" (مر 10: 27) فهو القادر أن يخلص الجميع حتى إن لم يؤمنوا ولم يعتمدوا ولم ينتموا للكنيسة. توضيح: لقد تغافل الأخوة الكاثوليك أن شرائع الوثنيين فاسدة، وعبادتهم مرذولة(33).. البعض الآخر شرائعهم تحض على القتل وسفك الدماء تحت اسم الغزوات والفتوحات ونشر الدين.. وكذلك السلب والسرقة تحت اسم الغنائم.. ويحلّلون الزنا تحت اسم زواج المتعة.. ويشجعون أتباعهم على الكذب والإنكار وقت الإحساس بالخطر.. فهل الله سيحاسب هؤلاء وأولئك حسب شرائعهم الفاسدة هذه؟ وإن كان الحساب حسب ضمائرهم.. فما بالك بالضمائر التي تصفى عن البعوض وتبلع الجمل؟! ما بالك بالإرهابيين الذين يقتلون ويسرقون وينهبون وينامون فرحين كأنهم أرضوا إلههم ؟.. ولو سار الله على هذا المنوال.. تُرى كيف ستكون صورة الملكوت؟!! يا أحبائي لو افترضنا أن الله فتح الملكوت على مصراعيه، فإن الخطاة لن يجدوا راحتهم فيه.. إنسان يحضر القداس لمدة دقائق يقول أنا مخنوق.. هل مثلًا يصلح للكهنوت؟!! والقول بأن الناس سيخلصون بغض النظر عن الإيمان والمعمودية لا تستنده أية واحدة، بينما عشرات الآيات تشجب هذا الرأي.. قد يكون المجمع الفاتيكاني نجح في إراحة ضمائر البعض، ولكنه فشل في كسب نفس واحدة للمسيح. ولو كان عبدَّة الأوثان سيخلصون فلماذا حكم عليهم الأنبياء، وأعلنوا غضب الله عليهم مرارًا وتكرارًا؟! توضيح: أ- قال بطرس هذا القول في بيت كرنيليوس لكيما يوضح أن الله ليس عنده محاباه.. هو رسم طريقًا للخلاص ومن يريد أن يقبل فليقبل.. ورغم إن بطرس الرسول قال هذا لكنه بشر كرنيليوس ببشارة الخلاص وعمَّده هو وأهل بيته. ب - وكما إن الله أعطى الفرصة لليهود للإيمان بالمسيح، هكذا فتح هذه الفرصة أيضًا للأمم. ج- قل لي يا هذا.. كيف يستطيع الإنسان أن يتقي الله ويعيش حياة التقوى بعيدًا عن المسيح؟ وكيف يقدر الإنسان أن يتبرر بدون المسيح؟ " فآمن إبراهيم بالله فحسب له برًا" (رو 4: 3) " فإذ قد تبرَّرنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رو 5: 21). د - لو كان الخلاص ممكن بدون الإيمان والمعمودية فما الداعي أن الله يرسل ملاكًا، وبطرس الرسول لكرنيليوس؟ ولماذا أرسل شاول إلى حنانيا؟ وقال المجمع الفاتيكاني الثاني " أما الذين يتلمسون الإله المجهول من خلال الظلال والصور. فالله عينه ليس ببعيد عنهم لأنه يعطي الجميع حياة ونفسًا وكل شيء". توضيح: أ - عندما دخل بولس الرسول مدينة أثينا كان هدفه الأول والأخير هو نشر نور المسيح وسط ظلمة الوثنية، وإذ أراد أن يكسبهم للمسيح لفت نظرهم للإله المجهول الذي يتقونه وهم يجهلونه، وجعل هذا مدخلًا لكرازته لهم بالمسيح، وقد أشاد بتدينهم، فبالرغم من أنه تدين باطل لكنه يخفي ورائه رغبة في معرفة الإله الحقيقي. ب - المذبح المجهول الذي تحدث عنه بولس الرسول لم يكن يحوي داخله جسمًا ولا وثنًا ولا صورة ما. ج- أوضح لهم بولس الرسول الفروق الجوهرية بين الإله الحقيقي وغيره من الآلهة الكاذبة: - فالإله الحقيقي هو "الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه" (أع 17: 24). أما الآلهة الأخرى فلا قدرة لها على خلق أي شيء. - والإله الحقيقي "هو رب السماء والأرض" (أع 17: 24) أما الآلهة الأخرى فليس لها سلطان على شيء. - والإله الحقيقي "لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي" (أع 17: 24) أما الآلهة الأخرى فإن الإنسان يصنعها ويضعها في الهياكل. - والإله الحقيقي "لا يُخدَم بأيادي الناس كأنه محتاج إلى شئ" (أع 17: 25) أما الآلهة الأخرى فهي صنعة الإنسان وتعجز عن إزاحة الأتربة المتراكمة عليها. - والإله الحقيقي "هو يعطي الجميع حياة ونفسًا وكل شئ" (أع 17: 25) أما الآلهة الأخرى فهي فاقدة الحياة والحس. - والإله الحقيقي هو الذي "به نحيا ونتحرك ونُوجد" (أع 17: 28) أما الآلهة الأخرى فهي عاجزة عن الحركة ولا حياة فيها. - والإله الحقيقي فوق الأوصاف والتصورات البشرية "لا ينبغي أن نظن أن اللاهوت شبيه بذهب أو فضة أو حجر نقش صناعة وإختراع إنسان" (أع 17: 29). د - أفصح بولس الرسول عن هدفه الأول والأخير وهو إن "الله الذي يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضيًا عن أزمنة الجهل" (أع 17: 30).. ه- لم يرَ بولس الرسول في هذه العبادة الوثنية أي طريق لمعرفة الله وللخلاص، ولذلك نجده في نفس الإصحاح تحتد روحه داخله من أجل كثرة الأصنام "وبينما بولس ينتظرهما (سيلا وتيموثاوس) في أثينا إحتدت روحه فيه إذ رأى المدينة مملؤة أصنامًا" (أع 17: 16) فلو كان بالأصنام خلاصًا وطريقًا للملكوت فعلام تحتد روح الكاروز العظيم؟! و- ربط بولس الرسول بين عبادة الأصنام وعبادة الشياطين فقال "إن ما يذبحه الأمم فإنما يذبحونه للشياطين لا لله. فلست أريد أن تكونوا أنتم شركاء الشياطين. لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس شياطين لا تقدرون أن تشتركوا في مائدة الرب وفي مائدة شياطين" (1كو 10: 20، 21). ز - الهدف من كرازة بولس الرسول أن يرجع عبَّاد الأصنام من الظلمة إلى النور كما كلَّفه الله بهذا قائلًا "أنا الآن أرسلك إليهم لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات إلى نور ومن سلطان الشيطان إلى الله. حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيبًا مع القديسين" (أع 26: 17، 18).. فكيف تكون الظلمة حيث كرسي الشيطان وسلطانه طريقًا للملكوت؟! |
|