ليس في الأسماء بعد اسم يسوع اسم أ حب على قلوب المسيحيين من اسم مريم فهو حلاوةٌ
في َفمِ الصغار وعزاءٌ على شفاهِ الكبار وقوةٌ وانتصار للمحتضرين والمنازعين … إنه اسم حنان وفرح ورجاء .
ومنذ بدء الزمان دعا الله العذراء باسم مريم . ويقول الآ باء ومفسرو الكتاب المقدس : أ ّن اسم مريم يعني السيد ة السامية وسيدة البِر ونجمته والمنارة أو المستنيرة أو المنيرة والبحر المملوء مرارة … إ ّن اسم العذراء يوّقره المؤمنون منذ فجر الكنيسة كل التوقير،
فما كان المسيحيون الأولون يسموّن به أحدًا ، احترامًا له، والكنيسة المقدسة كثيرًا ما تذكره في فروضِها وصلواتِها واحتفالاتِها وذلك تبركًا به ومحبًة واستغاثًة كما كان القديس بولس يكثِر من ذكر أسم يسوع في رسائلِهِ وقد حددت الأحد التابع عيد ميلاد العذراء
عيدًا خاصًا لاسمِها المبارك .
والقديس مار أفرام يقول : أ ّن اسم مريم هو "مفتاح باب السماء " فهو ينبوع الخيرات السماوية لكل من يدعوه بإيمان .
والقديس أنطونيوس البادواني كان يجد باسم مريم نفس اللذة التي كان يشعر بها القديس برنردس عند تلفظِهِ باسم يسوع إذ كان يقول :"إن اسم هذه الأ م البتول كاسم ابنها الإلهي يجد فيه محبي مريم فرحًا للقلب وشهدًا للفم و طَربًا للأذن " ... فكما أ ن الزيت يشفي المرضى ويفوح منه عِرف زكي ويضرِم النار كذلك اسم مريم فإنه يبرِئ الخطأة ويجدد النفوس ويضرِمها بنار المحبة الإلهية. ومن عجيب أمر هذا الاسم العظيم الحلو أنه ولو كرر ألوف المرات لا يزال جديدًا للذين يلفظونه أو
يسمعونه من مؤمني مريم وأحبائِها لأنهم يستلِذون بذكرِهِ و سماعِهِ طول حياتهم.
ويقول القديس جرمانوس القسطنطيني :"كما أ ّن النَفس هو علامة الحياة كذلك التكرار لاسم مريم ليس إ ّ لا علامًة لحياة النعمة في نفوسِنا أو إشارًة إلى أنها موشكة أن تحيا في قلوبِنا". ويقول القديس برنردس :"افتكروا في مريم وقت المخاطر والضيقات وابتهِلوا إليها عند المشاكل والارتياب ولا تدعوا هذا الاسم العذب القدير يفارق شفا هكم أو
يبتعد من قلوبِكم".